الرجل الذي أسقط تمثال صدام حسين   لندن ـ سليم كرم تملك الندم من الرجل الذي أسقط التمثال بمطرقته الثقيلة قبل 10 سنوات العراقي كاظم الجبوري، بعدما ساعدته دبابة أميركية للإطاحة أخيرًا بالتمثال، كما تأسف بشدة عن الصورة الرمزية الذي قدمها في ذلك الوقت، وقال الرجل الذي يبلغ من العمر"52"عامًا، وهو صاحب متجر لبيع قطع غيار الدراجات النارية :"لقد كرهت صدام، وحلمت لمدة 5 سنوات بإسقاط التمثال، ولكن ما فعلته كان بمثابة خيبة أمل مريرة ".
و أضاف جبوري : "لقد كان لدينا ديكتاتور واحد فقط، ولكن الآن لدينا المئات" مرددًا بذلك المشاعر الشعبية في بلد غارق في المشاكل السياسية والفساد ، حيث لا يزال هناك الكثير من حوادث القتل التي تحدث بشكل يومي تقريبا. وقال :"لم يتغير شيء نحو الأفضل."
و لازال ما حدث في ذلك اليوم موضوع إدعاءات كثيرة،  وأشار تقرير في صحيفة "لوس أنغلوس تايمز" في العام 2004 أن إسقاط التمثال كان مخططًا. ولكن الجبوري ينفي ذلك. حيث أن ادعائه محل خلاف من قبل الجنود الأميركيين المعنيين، بما في ذلك طاقم الدبابة "M-88" التي سحبت التمثال إلى أسفل،  فقد قالوا منذ عامين لمجلة "نيويوركر" "إن المطرقة لهم، وأن رقيب أول ليون لامبرت سلمها للعراقيين الذين استخدموها وكان أولهم الجبوري".
و يعتبر الجبوري مشهورًا حتى الآن  بسبب تلك الصور، وهو بطل سابق حيث قضى 11 عامًا في سجن أبو غريب في عهد صدام، على الرغم من بنيته الضخمة ، و قال "إنه كسر فقط قطع من الخرسانة. و حتى مع وجود طاقم M-88، لم يستطيعوا تحطيمه وفي النهاية تمكنت المدرعة فقط من سحبه إلى أسفل".
وسئل لماذا كان في السجن في عهد صدام ، وأجاب "إنه الوحيد الذي كان جريمته "شبه سياسية". وكان قد قال في الماضي إنه "تم إرساله إلى السجن بعد أن شكا من أن ابن صدام ، عدي،  لم يدفع له لإصلاح دراجته النارية. في نهاية المطاف أفرج عنه في العام 1996.
ومهما كان أسفه الآن ، فاليوم الذي سقط فيه تمثال صدام ما زال محفورا في ذاكرته. و أضاف :"كنت في متجري هنا بمفردي في وقت الظهيرة ، وسمعت أن الأميركان كانوا في الضواحي. ذهبت للحصول على مطرقتي الثقيلة وتوجهت لساحة الفردوس، كانت فكرة هدم التمثال في ذهني فذهبت للقيام بذلك. وكانت الشرطة السرية لا تزال في الساحة وهي قوات صدام شبه العسكرية ، وكانوا يشاهدونني وأنا أقوم بهدم التمثال، ولكن أصدقائي حوطوني لحمايتي، إذا أطلقوا النار".
و تابع جبوري "وجاء الأميركان بعد 45 دقيقة، وسألني القائد عما إذا كنت في حاجة إلى المساعدة وقام بسحبه إلى أسفل، وفي البداية كنا 30 شخصًا ثم أصبحنا 300 وفي النهاية كان هناك آلاف في الساحة، وكان كل شيء أفعله للانتقام من النظام بسبب السنوات التي قضيتها في السجن ".
ثم بدأ الأسف بعد عامين في ظل الاحتلال الأميركي وهو ما يكره كاظم . ولم يتغير موقفه لا بعد نهاية الاحتلال ولا تسليم السلطة إلى العراق.
وقال : "في عهد صدام كان هناك أمن و كان هناك فساد، وكانت حياتنا في أمان وكانت العديد من الأساسيات مثل الكهرباء والغاز متوفرة بأسعار معقولة. بعد عامين لم أشاهد أي تقدم ، ثم جاءت عمليات القتل والسطو المسلح و العنف الطائفي. "
وهو يلقي باللوم الآن على الساسة العراقيين والأميركيين عما حدث للعراق. وقال "لقد بدأ الأميركيون ، ثم ساهم السياسيون في تدمير البلاد. لم يتغير شيء، ويبدو أن الأمور تزداد سوءا مع مرور الوقت، ليس هناك مستقبلا إذا استمرت  الأحزاب السياسية في إدارة البلاد ".
وكانت تغطية حدث سقوط تمثال صدام ، وفقًا لتحليل أكثر تعمقًا من ماس بطرس من مجلة "نيويوركر" منذ عامين ، تفيد بأنها "غذت الاعتقاد بأن النصر قد تحقق في الحرب "، وحولت الانتباه عن العراق في اللحظة التي كان يجب أن ينظر إليها بمزيد من الاهتمام ، وليس أقل من ذلك ".
ولكن الواقع، كما يراه الجبوري وغيره من العراقيين مع الاستفادة من التجارب السابقة، هو أن أسوأ الأوقات كانت البداية فقط، وليست النهاية.
و يذكر أن جبوري هو وجه سقوط بغداد، قبل 10 سنوات، فقد تم تصويره وهو يقوم بهدم تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس في المدينة باستخدام مطرقة ثقيلة، وتم نشر هذه الصورة على الصفحات الأولى في جميع أنحاء العالم، حيث كانت الصورة بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، والرئيس الأميركي السابق جورج بوش، هبة من السماء، لتعبر عن فرحة أمة كاملة  لما تم فعله بالدكتاتور المكروه، وأظهرت شبكات الولايات المتحدة لحظات سقوط التمثال لساعات وحتى النهاية.