القاهرة ـ أكرم علي اعترف عضو المكتب التنفيذي لحزب "الحرية والعدالة"، القيادي الإخواني محمد البلتاجي، بوجود اتصالات مع قيادات من حركة "حماس" وقيادات فلسطينية أخرى خلال أحداث الثورة المصرية، معتبرًا ذلك الأمر "مدعاة للشرف". وقال البلتاجي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "دفاعًا عن شرف الثورة ضد محاولات تزوير التاريخ وتزييف الوعي، أتحدث عن الفيلم الفاشل الذي كان نائب الرئيس السابق عمر سليمان ورجاله يعدونه منذ فاجأتهم الثورة يوم 25 كانون الثاني/يناير 2011، لهدف تصوير الثورة على أنها مؤامرة إخوانية شاركت فيها عناصر من (حماس) و(حزب الله) ولم تكن ثورة حقيفية شعبية مصرية، إن أحدًا من (حماس) لم يدع شرف المشاركة في الثورة المصرية، لكني أرى في تلك الرواية التي اخترعها عمر سليمان ورددها من بعده كارهو الثورة، إهانة وتشويه وإساءة بالغة للثورة المصرية، يجب ألا يقبل بها أو يسكت عنها الثوار الحقيقيون".
وأكد البلتاجي، أن "خروج قيادات (الإخوان) من السجن في 30 كانون الثاني/يناير 2011 (بأي طريقة كانت)، هو شرف لهم وحق لهم إذ أنهم لم يكونوا محبوسين في قضايا جنائية مخلة أو حتى سياسية حكم فيها القضاء بالحبس، بل كانوا مختطفين من أجل تعطيل الثورة، فوجب عليهم أن يخرجوا ليدعموها، بل أرى أن من واجب قيادات (الإخوان) أن يتقدموا بدعاوى جنائية ضد الرئيس السابق حسني مبارك وقيادات الداخلية تلك عن هذا الخطف والحبس خارج إطار القانون"، فيما استنكر الاتصال بقيادات "حماس" قائلاً، "وكأن الاتصال بالفلسطينيين وليس بالصهاينة جريمة تستوجب المحاكمة، ومن ثم أجد من واجبي أن أعترف أني كنت دائم الاتصال التليفوني واللقاء المباشر بقيادات فلسطينية من الحركة وغيرها، فكم سعيت لشرف لقائهم في وجود النظام السابق، ولم اكتفِ بمحاولات متكررة لزيارة غزة أفشلها النظام السابق بل شاركت في أسطول الحرية الذي اتجه بحرًا إلى غزة، وتعرض لهجوم الكيان الصهيوني عليه بالرصاص الحين مما عرض حياتي للخطر أثناء تلك المحاولة، ولكن هذا لم يمنعني من الإصرار على دخول غزة بعد ذلك ولقاء أهلها ومقابلة إسماعيل هنية ومحمود الزهار وأحمد بحر وغيرهم، ولا زلت أعتبر ذلك محل فخري واعتزازي وهذه شهادة مني بذلك".
وقال نائب رئيس "الحزب الديمقراطي الاجتماعي"، فريد زهران، لـ"العرب اليوم"، "لا يرفض أحد الاتصال بقيادات حركة (حماس) الفلسطينية، لأنهم أشقاء المصريين ضد أي خطر تواجهه، ولكن ما يرفضه الشعب المصري هو اشتراك عناصر الحركة في الثورة المصرية وقتل الثوار من أجل اتهام النظام السابق، وإلصاق تهم قتل المتظاهرين به للسيطرة على الحكم بنظرة بعيدة"، مضيفًا أنه "يجب أن يعلم الشعب المصري دور (حماس) الحقيقي في الثورة، تبعًا لمبدأ الشفافية، وماذا كان يدور في تلك الاتصالات".
وكانت إيران قد هددت أخيرًا مصر بنشر شريط موثق يثبت تورط "حماس" في الثورة المصرية، إلا أن القصر الرئاسي في مصر نفى هذه التهديدات.