بيروت – جورج شاهين أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الفلسطيني محمود عباس على ضرورة العمل معا لتطبيق مقررات الحوار التي تتعلق بالوجود الفلسطيني ولاسيما ما يتعلق بالسلاح داخل المخيمات وخارجها، كما تم بحث ملف النازحين الفلسطينيين من سورية، واتفقنا على ضرورة إيجاد حلول سياسية للازمات بالعالم العربي والعمل على ترسيخ العيش المشترك على قاعدة المشاركة والمواطنة"، معتبرا أن "اللبنانيين والفلسطينيين أعطوا العالم على مدى عقود مثالا على ما يمكن أن يكون عليه التنوع والانفتاح".
من جهته أكد الرئيس محمود عباس على "أن السلاح الفلسطيني داخل المخيمات تقرر في شأنه الحكومة اللبنانية، وهذا متفق عليه في منظمة التحرير"، وقال: "إن وجود الفلسطينيين في لبنان هو وجود مؤقت إلى حين عودتهم لديارهم، وليس فينا من يؤمن بالتوطين إطلاقا، ونحن نعول على حماية الحكومة اللبنانية لهم ولأمنهم. كما أن وحدة الأراضي اللبنانية وسلامتها أمر مقدس بالنسبة إلينا".
وقال الرئيس سليمان: "أجرينا اليوم محادثات مهمة في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية والمقاربات بدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأكدنا أهمية عدم انزلاق الفلسطينيين إلى المشاكل الداخلية اللبنانية وعدم انزلاقهم إلى الأزمة السورية. كما ثمنا الجهود التي بذلت لضبط أي تورط من جماعات فلسطينية مسلحة في أحداث صيدا الأخيرة، وعمل الجيش اللبناني على فرض القانون".
أضاف: "تم تأكيد ضرورة العمل معا لتطبيق مقررات الحوار التي تتعلق بالوجود الفلسطيني ولا سيما ما يتعلق بالسلاح داخل المخيمات وخارجها، كما تم بحث ملف النازحين الفلسطينيين من سوريا، واتفقنا على ضرورة إيجاد حلول سياسية للازمات بالعالم العربي والعمل على ترسيخ العيش المشترك على قاعدة المشاركة والمواطنة"، معتبرا أن "اللبنانيين والفلسطينيين أعطوا العالم على مدى عقود مثالا على ما يمكن أن يكون عليه التنوع والانفتاح".
وأوضح أنه "بحث مع عباس في الجهود الدولية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء السعي لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط كله، "وأكدت حرص لبنان على أن لا يأتي أي حل على حسابه، وخصوصا عدم توطين اللاجئين الفلسطينيين. كما أكدت للرئيس عباس أن اللبنانيين يقفون إلى جانب الفلسطينيين بمطلب العودة إلى وطنهم".
ورأى سليمان أن "الربيع العربي لن يحل إذا لم تنتشر الديمقراطية في فلسطين ولم تحل هذه القضية"، مشيرا إلى أنه "شدد أمام عباس على دعم لبنان لفلسطين في الأمم المتحدة كعضو كامل الصلاحيات".
وردا عن سؤال، قال سليمان إن "هناك فلسطينيين يشتركون في الإشكالات التي تحصل في لبنان، ولكن بشكل فردي وليس منظما أو رسميا"، لافتا إلى أن "من مصلحة الفلسطينيين ألا يتدخلوا في الأمور التي تحصل بين اللبنانيين، وقد أخذنا على عاتقنا عدم التدخل في الشأن السوري فكيف نتدخل بشؤون بعضنا بعضا".
وتابع: "نتعامل مع الفلسطينيين كأخوة وما نستطيع تقديمه لهم نقوم به بطيبة خاطر، ولكن هناك مشكلة نواجهها هي استغلال العدو لاي شيء نقوم به للتوطين وهذا ما نحاربه مع الرئيس الفلسطيني".
أما بالنسبة إلى تحسين الأوضاع المعيشية والحياتية للاجئين الفلسطينيين، فأشار سليمان إلى أن "هذا قرار اتخذته الحكومة اللبنانية وهيئة الحوار، كما اتخذ قرار بتنظيم السلاح الفلسطيني، تحسين الأوضاع موضوع جار وقد نفذ وأقر قانونان بالنسبة للاجئين الفلسطينيين وكل الأمور التي ينبغي إقرارها لتحسين هذه الأوضاع فمستعدون للسير بها من دون أن ننسى أن الأمور الداخلية اللبنانية لا تسير بخير. قمنا باعمار جزء من مخيم نهر البارد ولكن الأموال التي وُعدنا بها لاعمار المخيم لم تأت".
من جهته أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أن "السلاح الفلسطيني داخل المخيمات تقرر في شأنه الحكومة اللبنانية، وهذا متفق عليه في منظمة التحرير"، وقال: "إن وجود الفلسطينيين في لبنان هو وجود مؤقت إلى حين عودتهم لديارهم، وليس فينا من يؤمن بالتوطين إطلاقا، ونحن نعول على حماية الحكومة اللبنانية لهم ولأمنهم. كما أن وحدة الأراضي اللبنانية وسلامتها أمر مقدس بالنسبة إلينا".
أضاف: "إن السلاح الفلسطيني في لبنان قرار بيد رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية، ونحن نطيع ما نؤمر به في هذا الموضوع باعتبارنا ضيوفا، ونتلقى الأوامر المتعلقة بسلامة لبنان من الرئيس والحكومة لأننا حريصين على أمن لبنان ووحدته".
وتابع: "إن موقفنا مما يجري ويحدث في سورية ومصر وغيرهما واضح، فنحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، وهذه توجيهاتنا لأبناء شعبنا، ونأمل أن نجنب اللاجئين من شعبنا في سورية ولبنان أي تداعيات، ونؤكد أننا لسنا فريقا في أي نزاع يقع هنا أو هناك".
وأردف: "أطلع سليمان على المباحثات التي أجريناها مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والجميع يعلم أن الكرة في الملعب الإسرائيلي، وعليهم إثبات جدية موقفهم. وإن المبادرة العربية للسلام أصبحت جزءا من الشرعية الدولية، وعندما نتكلم عن المرجعيات والشرعيات نتكلم عن هذه المبادرة التي هي أثمن مبادرة ونقبلها كما هي من دون تعديل، فهذه المبادرة أنشئت لتنفذ وستنفذ لأن لا مبادرة غيرها، ونؤكد تمسكنا بالسلام العادل والشامل على أساس حدود 1967 وعلى ـن تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية. وأكدنا عزمنا لإجراء المصالحة الفلسطينية من خلال العودة إلى الشعب الفلسطيني ليقول كلمته الفصل في الانتخابات، فالمصالحة تبدأ من الانتخابات، وإذا كانت هناك نوايا طيبة فمستعدون فورا لإجراء المصالحة ونأمل حصولها سريعا، ونؤكد البقاء على العهد دائما مع لبنان وشعبه الشقيق".
وعن النزوح الفلسطيني من سوريا، قال: "كل همنا أن نعيد الأمور مع الحكومة السورية إلى سابق عهدها في مخيم اليرموك ليعود إليه من خرجوا".
أما عن الأوضاع في مصر فقال: "الأوضاع صعبة ومعقدة، ونتمنى لمصر السلامة والأمن والاستقرار في ظل هذه الظروف العصيبة".
وكان الرئيس عباس وصل إلى بيروت بعد ظهر اليوم في بداية زيارة رسمية تستمر 3 أيام يلتقي خلالها كبار المسؤولين في لبنان وقيادات سياسية وحزبية وروحية بالإضافة إلى قادة الفصائل الفلسطينية ومسؤولي منظمة التحرير.
وكان في استقبال الرئيس الفلسطيني في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال سمير مقبل ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وزير شؤون المهجرين في حكومة تصريف الأعمال علاء الدين ترو، سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف الدبور وأركان السفارة، محافظ البقاع وجبل لبنان انطوان سليمان، قائد جهاز أمن المطار العميد جان طالوزيان، ممثلين للأجهزة الأمنية وللفصائل الفلسطينية.
وقد دعي "العرب اليوم" إلى المشاركة في لقاء مقفل بين الرئيس الفلسطيني وصحافيين يمثلون مختلف وسائل الإعلام العربية والغربية.