نواكشوط ـ محمد أعبيدي شريف طالبت أحزاب المعارضة الموريتانية، الثلاثاء، حكومة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، بفتح تحقيق شامل لكشف ملابسات حوادث الطيران العسكري في موريتانيا في ظل الحكم الحالي، لاسيما بعد حادثة الطائرة التي سقطت، الإثنين، في الساحل ومقتل نقيب وإصابة الطيار أحميد بجروح بها، ليكون الحادث الثالث من نوعه،
فيما قرر شباب منسقية المعارضة الديمقراطية "مشعل" التصعيد حتى إزالة الحكومة لسبب فسادها، حسب قوله.
وذكرت المعارضة في بيانها أن "إحدى هذه الطائرات تحطمت في مطار نواكشوط والحصيلة سبعة شهداء، فيما سقطت الثانية في مدينة شنقيط في الساحل أيضًا، وهو توزيع في السقوط يكاد يشمل معظم مقاطعات الولاية".
وشدد حزب التواصل الإسلامي على أن "حوادث الطيران العسكري تكررت في العامين الأخيرين، وكثر الضحايا وتعددت الإصابات في طاقم هذه الطائرات من خيرة الضباط والجنود لسبب الإهمال وانعدام الصيانة والغموض بشأن صفقات اقتناء الطائرات والمروحيات والمعدات من دون أن يكلف النظام نفسه عناء التحقيق فيها وتحديد جوانب التقصير ومسؤولية المقصرين ومعاقبتهم وتنوير الرأي العام وأسر الضحايا بحقيقة ما يجري"، مؤكدًا الحزب "تعازيه لأسرة العريف أمبودج ولقواتنا المسلحة في هذا المصاب ودعائهم الصادق للجريح بالشفاء العاجل"، مشيرين إلى "رفضهم للتبرير العابر القائم على الطلعة التدريبية بعد الصيانة، وإدانتهم الشديدة لسياسات الإهمال وانعدام الصيانة في الأسطول العسكري"، مطالبين بـ "تحقيق جدي يتسم بالمهنية والموضوعية والحياد في هذا الحادث وفي جميع الحوادث السابقة من أجل معرفة الأسباب وتحديد مسؤولية المقصرين ومعاقبتهم وإطلاع الرأي العام وذوي الضحايا على نتائجه، و فتح ملف اقتناء الطائرات العسكرية و ملابساته المختلفة".
بدوره أدان حزب اللقاء الديمقراطي الذي يترأسه وزير العدل السابق محفوظ ولد بتاح "هذا النهج الذي تفوح منه رائحة الفساد وتلوح من وراءه صورة المفسدين، الذين كانوا حتمًا وراء صفقات مشبوهة أزهقت أرواح كوكبة من خيرة الشباب والرجال الموريتانيين في القوات المسلحة"، كما طالب بـ "فتح تحقيق فوري لتحديد المسؤولية عن هذا التحطم المستمر في طيراننا العسكري والذي يتوالى على شكل متتالية هندسية، قدرته بعض الأوساط الصحافية بأنه قد قضي على ثلث طيراننا العسكري وقد تكون الحصيلة أفدح"، منوهًا إلى أن ذلك "هو حقيقة النظام وخياراته لقواتنا المسلحة، التي يعول عليها في صيانة وأمن الوحدة الترابية للوطن وردع كل معتد يسعى للنيل من كرامة البلد، لهو نظام يجب أن يرحل لخطورة بقائه علي السلم الوطني وعلي قوة ومنعة قواتنا المسلحة التي يعول عليها في جميع المهمات".
فيما قرر شباب منسقية المعارضة الديمقراطية "مشعل" التصعيد حتى إزالة النظام الحاكم بسبب فساده، مؤكدًا أنه" سيتخذ أسلوبًا وطرقًا نضالية ستمكن من رحيل نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز"، معتبرًا أن "كيان الدول واستقرارها أصبحا في خطر، وأن الحل الوحيد لهذه الأزمات هو الرحيل".
وقد أكد تصريحات شباب المعارضة الرئيس الدوري لها الشيخ سيد أحمد ولد حيدة الذي دعا "القوى المعارضة إلى إحداث عمل ثوري متميز وتقديم التضحيات اللازمة لذلك في سبيل تخليص البلاد من الأنظمة العسكرية المستبدة"، متعهدًا بأن "المرحلة المقبلة ستكون حافلة بأعمال غير تقليدية ستؤدي مجتمعة إلى رحيل نظام محمد ولد عبد العزيز، مستهزئ بالانتخابية التي دعا النظام لها"، ومعتبرًا أنهم "في شباب المنسقية أصحاب الكلمة".
فيما  دعا الرئيس الدوري لمنسقية المعارضة الديمقراطية،  رئيس حزب التواصل، محمد جميل ولد منصور، "شباب مشعل إلى زيادة وتيرة العمل النضالي والسعي الجاد إلى فرض رحيل النظام"، معتبرا أن "العمل المشترك هو الضامن لتأسيس مرحلة جديدة من تاريخ البلاد، مبنية على الأسس التي تقدمت بها منسقية المعارضة للرأي العام الوطني والهادفة إلى بناء دولة العدل والمساواة"، وأكد الرئيس الدوري للمنسقية الموريتانيين "تعازيه في الحادث المؤلم الذي تعرضت له طائرة عسكرية الإثنين"، معتبرًا أن "الإهمال هو السبب وراء مثل هذه الحوادث" ومطالبا بالتحقيق في "الحادث والكشف عن ملابسات حادث الطائرة التي سبقته منذ أشهر".