الرئيس اللبناني ميشال سليمان في لقاء مع رئيس كتلة نواب "الوفاء للمقاومة" التابعة لـ "حزب الله"
بيروت ـ جورج شاهين
كشفت مصادر من القصر الرئاسي في بعبدا إلى "العرب اليوم"، المزيد من التفاصيل عن لقاء الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس كتلة نواب "الوفاء للمقاومة" التابعة لـ "حزب الله"، حيث أكد سليمان أنّ الحكومة اللبنانية لا تتحمّل تداعيات التورط في الأزمة السورية، وأنّ تدخل الحزب في معارك القصير وغيرها
خطأ بالغ.
وقالت المصادر ذاتها، إنّ اللقاء الذي عُقد كان بناءً على دعوة سليمان لمناقشة النائب محمد رعد في بعض القضايا السياسية والأمنية، لا سيما تدخّل الحزب في الأزمة السورية، وأنّ الرئيس جدّد أمام رعد ملاحظاته بشأن تدخّل "حزب الله" في القصير ومناطق سورية مختلفة، معتبرًا أنّه "من الخطأ الكبير القيام بهذه الخطوة في ظلّ النزاع القائم في سورية، وأن هناك تحالفات كبرى تقودها محاور، لا يتحمّل لبنان أن يكون طرفًا فيها، وأنّ الحكومة اللبنانية لا تتحمّل مثل هذه العملية، ضمانًا لمصلحة لبنان واللبنانيين والشيعة منهم بالتأكيد أيضًا، وأنّ ما جرى يُسيء إساءة بالغة الى كلّ هذه الأطراف دفعة واحدة".
وأبلغ الرئيس اللبناني رعد، حجم المشكلة التي أدخل "حزب الله" لبنان والطائفة الشيعية فيها، محذّرًا من "الأحقاد التي يمكن أن تنتجها هذه الحرب بين اللبنانيين والسوريين، بالإضافة إلى ردّات الفعل العربية المسيئة إلى أمن لبنان واقتصاده ومصالح اللبنانيين المنتشرين في العالم العربي، ولا سيما دول الخليج"، مشيرًا إلى ضرورة عدم التدخل في الوضع السوري والتزام "بيان بعبدا" واحياء الحوار الوطني، وإلا فإن لبنان يتجه إلى كارثة، فيما قدم ّ رعد قدّم عرضًا آخر شدّد فيه على كلّ الخطوات التي اتخذها "حزب الله"، لافتًا إلى المعطيات التي قادت إلى هذا الخيار العسكري في سورية، ولم يأتِ بجديد سوى تأكيد ما هو معلن من الأسباب الموجبة للتحرّك العسكري للحزب في قلب سورية، وانتهى اللقاء الذي وصف بأنه "هادىء ورصين ومفيد".
وأوضحت المصادر نفسها، أنه لدى البحث في الظروف التي قادت إلى مقتل أحد مسؤولي الطلاب في حزب "الانتماء اللبناني" قرب السفارة الإيرانية الأحد الماضي، لم يحصل الرئيس سليمان على وعد صريح بالمساعدة للوصول بالتحقيق الجاري إلى النتيجة المرجوة، وضمان عدم تكرار ما جرى مرة أخرى.
وقال رعد، في تصريحات صحافية، إن اللقاء مع الرئيس ساده جوّ من الصراحة التامة، وجرى خلاله عرض لوجهة نظر "حزب الله"، ولحيثيات الخطوة التي أقدم عليها (في القصير) لمصلحة لبنان والدفاع عنه وعن مكوناته وعن المقاومة وإنجازاتها.
وأبلغت أوساط رئيس الجمهورية ميشال سليمان، صحيفة "النهار" اللبنانية التي صدرت صباح الأربعاء، أن الأخير يستعد للقيام بمبادرة شخصية، لسبب وجود حكومة مستقيلة، لمواجهة الإجراءات التي قرر مجلس التعاون الخليجي اتخاذها في حق مناصري "حزب الله"، بإجراء اتصالات مع هذه الدول، والتمني عليها "تفهم الوضع اللبناني وعدم إحداث ردات فعل تنعكس على المنطقة".