السفير الأميركي السابق لدى باكستان كاميرون مونتر
إسلام أباد ـ جمال السعدي
هاجم بشدة سياسة بلاده تجاه باكستان وطالب الإدارة الأميركية بضرورة التخلي عن أسلوب التفكير المتباطئ والكسول في التعامل مع باكستان إذا ما أرادت أن تحسن علاقاتها معها. ويعتقد أن تصريحات مونتر هذه من شأنها أن تثير غضب الدبلوماسيين
الأميركيين في باكستان، حيث أن التقاليد الدبلوماسية تقتضي في العادة من السفراء السابقين تجنب التدخل في الأمور المتعلقة بالبلدان المضيفة لهم فور انتهاء مهامهم الدبلوماسية فيها وخاصة إذا كانت العلاقات مع هذه البلدان مشحونة.
وجاءت هذه التصريحات خلال زيارة له إلى كراتشي بعد 7 أشهر من استقالته من منصبه بسبب غضبه من طريقة تعامل واشنطن مع مسألة العلاقات مع باكستان.
ووجه مونتر انتقادات صاعقة للموقف الأميركي أثناء حضوره مهرجان كراتشي الأدبي يوم السبت الماضي وقال"إن صورة باكستان في أميركا تتمثل في قول الأميركان : "إننا نزودهم بالمال وندعمهم ونحاول أن نساعدهم ولكن ما الذي يقدمونه لنا في المقابل ؟ إنهم يخدعوننا".
و يذكر أن التحالف بين باكستان والولايات المتحدة يمثل أهمية كبرى من أجل علاج مشكلة تنظيم "القاعدة" و"طالبان"، ولكنه محاط بالعديد من الشكوك المتبادلة بين الطرفين وقد وصل الأمر في كثير من الأحيان إلى مستوى التعبير عن الاشمئزاز الصريح.
و حذر مونتر من أن العلاقات بين البلدين لا يمكن أن تتحسن طالما استمر الأميركان في الإرتكان على افتراضات "كسولة" بشأن باكستان، كما وبخ بلاده في هذا الشأن وقال "إن هناك إجماع في الولايات المتحدة يتمثل في أن باكستان دولة فظيعة وتمارس الرياء والمسؤولين فيها لا يفعلون ما هو مطلوب منهم".
كما انتقد كذلك وجهات نظر العديد من الباكستانيين التي ترى أن الولايات المتحدة قد تخلت في مرات عديدة عن بلدهم.
وعلى جانب آخر وصف دبلوماسي غربي تلك التصريحات التي أدلى بها السفير الأميركي السابق بأنها "انتهاك غير عادي للبروتوكول الدبلوماسي ، ولك أن تتخيل ما يفكر فيه الآن ريتشارد أولوسون السفير الأميركي الجديد في إسلام أباد " بعد هذه التصريحات.
من جانبها قالت متحدثة باسم السفارة الأميركية في إسلام آباد "إن فترة خدمة مونتر تحظى بتقدير وزارة الخارجية الأميركية، وأضافت أيضا "إنه الآن مواطن أميركي عادي وأن السفارة ترحب بحقه في التفكير مليا في فترة خدمته".
وكان مونتر قد غادر إسلام أباد خلال شهر يوليو تموز الماضي بعد سلسلة من الصدامات مع ضباط الاستخبارات الأميركية "سي آي أيه" بشأن استخدامهم للطائرات الدرون بدون طيار.
و في السياق ذاته قال زميل لمونتر في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة "نيويورك تايمز" قوله إنه "أدرك أن مهمته الأساسية كانت تتمثل في قتل الناس".
و يشار إلى أن السفير الأميركي في قد عانى السابق من سلسلة من الأزمات بشأن العلاقات بين البلدين على مدى عامين، من بينها الغارة التي قتلت بن لادن والغارة الجوية التي قتلت 24 جنديًا باكستانيًا على الحدود مع أفغانستان، ومع ذلك فقد كان يحظي باحترام وتقدير الكثيرين في باكستان .
وتقول مصادر عليمة بأنه حاول بناء تحالف أكثر واقعية تستند على تفهم ما يمكن لباكستان أن تقوم به وما لا يمكن أن تقوم به.