أيمن الظواهري

ارتكز خطاب زعيم "تنظيم القاعدة"، أيمن الظواهري، والذي بثه عبر شبكة الإنترنت وأعلن مصالحة التنظيم مع "داعش"، على التوسع الجغرافي والسيطرة على مواقع تضمن له التدفق المالي والقدرة على جلب السلاح واستعداء الغرب بالعمليات المتطرفة، من خلال "استكمال قوس التطرف بين قارتي آسيا وأفريقيا ومحاصرة أوروبا والسيطرة على الممرات والموانئ البحرية عبر القراصنة وأمراء الحرب"، فضلا عن "فتح جبهات في أفريقيا من الصومال على المحيط الهندي عبر الساحل الأفريقي إلى غينيا، مرورا بالسنغال ومالي والنيجر"، و"البدء في عمليات نوعية داخل أوروبا وأميركا وكندا وأستراليا عن طريق تنشيط الخلايا النائمة هناك وتكليفها بمهمات متطرفة".

وحث زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري المتشددين في العراق وسورية على توحيد الجهود والعمل والتعاون سويا في وجه عدو مشترك، وهي تمثل – إن تحققت – نقلة نوعية للعمليات المتطرفة المقبلة و"تحد" جديد للتحالف الدولي لمواجهة التطرف المعولم في أرجاء العالم.

وأكد الظواهري حرفيا أن تنظيم القاعدة مارس ضبط النفس بصورة كبيرة في سعيه إلى "وقف القتال في سورية"، وفتح الباب أمام بعض "العقلاء" للتوسط والمصالحة، لافتا إلى أنه "يتعاون معهم في سبيل قتال عدوهم المشترك، وذلك أكبر مني وأكبر من الخلافة التي قالوا إنهم أسسوها".

وتأتي هذه الرسالة الجديدة لتنهي رسائل العداء السابقة بين القاعدة و"داعش"، بما في ذلك مهاجمة الظواهري لأبي بكر البغدادي أخيرا، إذ امتد هذا العداء أكثر من عامين بعد أن تبرأت "القاعدة" من "داعش" لمخالفة البغدادي أمرا مباشرا بعدم التدخل في سورية، على أن "جبهة النصرة" التي تعدّ فرعا للقاعدة في سورية تقود العمليات المتطرفة هناك.

وكشف مقتل السفير الأميركي كريس ستيفن" والتمثيل بجثته في بنغازي بليبيا، عن الخطأ الجسيم الذي ارتكبته الولايات المتحدة بتحالفها مع "الإخوان" بهدف "ترويض المتشددين" في المنطقة بعد أن أصبحوا قوة لا يستهان بها.

وسقوط "الإخوان" في مصر والمنطقة "بالتبعية" بعد 30 حزيران/يونيو 2013، ظهرت آثاره واضحة على صعيد العودة المحمومة للعمليات المتطرفة لتنظيم "القاعدة" في "نيروبي" وباكستان والصومال واليمن وسيناء" فضلا عن فرنسا.