مقاتلات الجيش الروسي

قصف الجيش الروسي، 27 هدفًا في محافظات حمص وحماة والرقة بالتزامن مع بدء القوات النظامية السورية هجومين في سهل الغاب وسط البلاد واللاذقية غربها، بعدما تعرضت لخسائر كبيرة تضمنت تدمير 20 آلية ودبابة ومروحية على الأقل، كما أعلنت المعارضة، في وقت قال فيه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن روسيا بتدخلها "الطائش" ستتكبد "خسائر بشرية".

وذكرت محطة أميركية، أن أربعة صواريخ كروز أطلقتها روسيا إلى سورية سقطت في إيران، ورفضت وزارة الدفاع الروسية التعليق على النبأ.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان والمعارضة، أن الجيش النظامي مدعومًا بضربات جوية روسية خاض معارك عنيفة مع المعارضة للسيطرة على قمة تل في منطقة جبلية قريبة من المعقل الساحلي للرئيس بشار الأسد في اللاذقية.

وأضاف المرصد أن القتال تركّز حول منطقة الجب الأحمر في محافظة اللاذقية التي إذا تمت السيطرة عليها ستتيح للجيش أن يقصف مواقع المعارضة في سهل الغاب القريب بشكل أكثر فاعلية.

وكان رئيس هيئة الأركان العامة للجيش النظامي العماد علي أيوب أعلن بدء الهجوم على سهل الغاب في ريف حماة بالتعاون مع الطيران الروسي، وذلك بعد فشل هجوم سابق في شمال حماة أسفر عن "مجزرة دبابات" وتدمير نحو 20 دبابة وآلية للنظام. وأفاد المرصد بأن المعارضة أسقطت طائرة مروحية قرب قرية كفرنبودة في شمال حماة، ولم يتضح هل كانت الطائرة سورية أم روسية؟.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في بيان أن طائرات "سوخوي هجومية من طراز "سو- 25" و"سو-24" استهدفت 11 موقعًا توجد فيها معسكرات تدريب تابعة لـ "داعش" في محافظتي حماه والرقة". وتابعت أن القوة الروسية في سورية ضربت في طلعاتها الليلية التي تشارك فيها قاذفات "سو- 34" التكتيكية، "ثمانية معاقل للمعارضين قرب قرى في محافظة حمص". كما استخدمت قنابل خارقة للدروع لاستهداف "مخابئ تحت الأرض للمعارضين" قرب بلدتي عرافيت وسلمى في محافظة اللاذقية.

وقال كارتر في اجتماع لوزراء الدفاع في "حلف الأطلسي" (ناتو) في بروكسل هيمنت عليه الأزمة السورية: "سيكون لهذا (التدخل) عواقب على روسيا نفسها التي تخشى من هجمات (...) خلال الأيام المقبلة سيبدأ الروس في تكبد خسائر بشرية".

وصرّح كارتر للصحافيين بأن روسيا تدعم الجانب الخاطئ في سورية، داعيًا الرئيس فلاديمير بوتين إلى المشاركة في خطة الولايات المتحدة التي تدعو إلى سورية من دون الأسد في المستقبل.

وأضاف كارتر إن الأسوأ من ذلك هو أن موسكو تبنت نهجًا عسكريًا طائشًا حيث إنها تخاطر بحدوث تصادم بين الطائرات الأميركية وغيرها من الطائرات التي تستهدف متطرفي "داعش". وقال: "أطلقوا صواريخ كروز عابرة من سفينة في بحر قزوين من دون إنذار مسبق، واقتربوا أميالًا قليلة من واحدة من طائراتنا بدون طيار". وأضاف: "لقد شنوا هجومًا بريًا مشتركًا مع النظام السوري وأزالوا بذلك واجهة أنهم يقاتلون تنظيم داعش".

وقالت مصادر دبلوماسية لـ"الحياة"، إن واشنطن على رغم قناعتها بأن "خيار بوتين سيفشل في المدى الأبعد في إنقاذ الأسد، فهي قلقة من إخلاله بموقعها ونفوذها الاستراتيجي، وباشرت بخطوات تصعيدية بينها تسريع تسليح المعارضة". وأكدت المصادر أن رهان إدارة أوباما هو على فشل التدخل الروسي في إنقاذ نظام الأسد أو فرض حل سياسي، إنما هناك "تخوف حقيقي من قضمه للنفوذ الأميركي إقليميًا وانعكاساته على الاستراتيجية في سورية"، لافتة إلى أن "التدخل عجّل التحرك في موضوع الإمدادات العسكرية والمتوقع أن تتزايد، إنما لن تكون كافية للتصدي لموسكو جوًا. ومن هنا، عاد الحديث أميركيًا عن إقامة منطقة عازلة أو فرض حظر جوي في شمال غرب سورية، لمنع بوتين من التفرد أو إملاء التحرك عسكريًا في تلك المنطقة".

وأبلغ المبعوث الفرنسي إلى سورية فرانك جيليه قيادة "الائتلاف الوطني السوري" المعارض الخميس، "دعم فكرة إقامة منطقة آمنة في سورية"، مضيفًا أنه "استمع لرؤية تركيا في إقامة تلك المنطقة وآليات تنفيذها وكانت وافية وقابلة للتطبيق" وأشار إلى أن فرنسا "ستبحث هذا الإجراء مع الولايات المتحدة الأميركية لوضع اللمسات الأخيرة على المشروع"، وكانت موسكو سعت إلى تخفيف التوتر في العلاقة مع أنقرة، ولفتت وزارة الدفاع الروسية إلى "رغبة مشتركة" في تشكيل "مجموعة عمل ثنائية" حول سورية. وبعدما حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن تخسر روسيا

حليفًا تجاريًا مهمًا، خصوصًا على صعيد عقود الغاز الطبيعي بين البلدين، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا "تأمل في مواصلة تطويرالعلاقات وفق الخطط السابقة بين البلدين".

وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أن موسكو تلقت دعوة من وزارة الدفاع التركية لدراسة مسألة إنشاء مجموعة عمل مشتركة لتنسيق العمل في سورية والحيلولة دون تكرار الحوادث المرتبطة بتنفيذ القوات الجوية الروسية المهام القتالية ضد "داعش" في الأراضي السورية".

وقصف الجيش الروسي مساء الخميس 27 هدفًا في محافظات حمص وحماه والرقة السورية مؤكدًا تدمير مستودعات أسلحة ومخابئ في الليلة السابقة، وضربت في طلعاتها الليلية التي تشارك فيها قاذفات سو- 34التكتيكية "ثمانية معاقل للمعارضين قرب قرى في محافظة حمص"، كما استخدمت قنابل خارقة للدروع لاستهداف "مخابئ تحت الأرض للمعارضين" قرب بلدتي عرافيت وسلمى في محافظة اللاذقية.

ونفذت روسيا منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في 30 أيلول/سبتمبر غارات من طائرات قتال أو سفن حربية في بحر قزوين لكنها لم تنزل قوات برية.

وأعلن الجيش السوري رسميًا الخميس إطلاق هجوم بري كبير بدعم غارات روسيا التي يثير "تصعيد أنشطتها العسكرية" قلق الحلف الأطلسي.