القاهرة – أكرم علي
وصف دبلوماسيون مصريون خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بـ"الأقوى والأكثر جراءة" في خطاباته الأخيرة، والذي كشف فيه عن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين.
وصرَّح مساعد وزير الخارجية الأسبق كمال عبد المتعال، بأن الرئيس أبو مازن كشف الوجه الحقيقي لإسرائيل، وأحرجها أمام العالم، حيث قدم خطابا يحمل حقائق الجرائم الإسرائيلية التي يتم ارتكابها يوميا بحق الشعب الفلسطيني منذ احتلال الأرض الفلسطينية عام 1948.
وأشار السفير عبد المتعال إلى أن هذا القرار يتطلب من جميع الفصائل الفلسطينية التوحد كقوة واحدة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، والعمل على إيجاد سياسة حقيقية تبدأ في استعادة سياسة حقيقية تعمل على تعزيز الوحدة الوطنية، موضحا أن إعلان أبو مازن التخلي عن كافة المعاهدات مع إسرائيل دون تحديدها، كان ردًا حاسمًا؛ ولكن هذا سوف يزيد العنف بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي الفترة المقبلة.
وتوقع السفير عبد المتعال، أن خطاب أبو مازن سيعطيه القوة لقيادة جموع القوة السياسية الفلسطينية، مما يعمل على استعادة عافيتها مواجهة الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية، وأن العالم أصبح يدرك الآن ما يمكن أن تقوم به فلسطين خصوصًا بعد رفع علمها لأول مرة على مبنى الأمم المتحدة، ومن ثم انضمامها للجنائية الدولية.
فيما وصف مساعد وزير الخارجية الأسبق سيد قاسم المصري، خطاب الرئيس الفلسطيني بالتاريخي، والذي جسد معاناة الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، حيث اطلع العالم على كم الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل.
وأوضح المصري، أن الخطاب كان واضحًا وشفافًا وعميقًا وأن أبو مازن خاطب العقل والضمير الإنساني الدولي، والجميع اطلع على ما تتعرض له إسرائيل طوال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن إعلان أبو مازن بعدم التزام فلسطين بكافة المعاهدات الموقعة مع إسرائيل، كان بمثابة نفاد الصبر، حيث كان الرئيس الفلسطيني لديه سعة صدر كبيرة في انتظار عملية السلام في مقابل عدم التزام إسرائيل الدائم وهو ما دفع لاتخاذ ذلك الأمر.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة التصريحات التي صدرت عن أكثر من مسؤول إسرائيلي ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخطابه في الأمم المتحدة.
وذكرت الوزارة - في بيان أصدرته أمس، "إن هذه التصريحات الإسرائيلية تعبر بشكل لا يقبل التأويل عن جملة أحكام مسبقة، وقوالب جاهزة لدى زعماء اليمين، واليمين المتطرف في إسرائيل ضد القيادة الفلسطينية، وبرنامجها السياسي القائم على التمسك بحقوق شعبنا وإقامة دولته المستقلة، عن طريق الحل التفاوضي والسلمي للصراع".
ورأت الوزارة أن خطاب "أبومازن" كشف اللثام عن الوجه العنصري البغيض للاحتلال، وشكل دعوة واضحة للعالم لتحمل مسئولياته من أجل إنهاء أبغض وأطول احتلال في تاريخ الإنسانية؛ حيث أكد الرئيس في خطابه أن الوضع الحالي لا يمكن له أن يستمر طويلا.