بيروت ـ جورج شاهين قدمت السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيلي تعازي بلادها الصادقة لاستشهاد وجرح أفراد من الجيش اللبناني في عرسال البقاعية شمال لبنان، ولفتت إلى أن "هؤلاء الأفراد، الذين خسروا أرواحهم أو جرحوا، انخرطوا في المعركة ضد المتطرفين العُنْفِيّين"، وشددت على "الالتزام المشترك للولايات المتحدة والحكومة اللبنانية في هذا النضال".
جاء ذلك في بيان للسفارة الأميركية كشفت خلاله عن اتصال أجرته كونيلي  بقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، مؤكدة "تقدير الولايات المتحدة للجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، لمواجهة المتطرفين العُنْفِيّين، الذين يهددون سلامة جميع الموجودين في لبنان".
واضافت أن "الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة مع الجيش اللبناني، في الجهود المشتركة لتعزيز قدراته، مدركة أهميته كقوة الدفاع الشرعية الوحيدة لتأمين حدود لبنان، والدفاع عن سيادة واستقلال الدولة".
وأكد قائد الجيش العماد جان قهوجي في حديث إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال أن "لا تراجع عن التدابير الأمنية في عرسال"، مشددًا على "أن المطلوب هو تسليم المتورطين، وأن لا مساومة في هذا الموضوع".
وجاء ذلك بعدما دخلت وحدات مؤللة من فوج المجوقل إلى عرسال، وتمركزت في نقاط إستراتيجية وحساسة في البلدة.
وفي سياق متصل، اتصل رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، الإثنين، بعائلتي الشهيدين الرائد بيار بشعلاني والمؤهل إبراهيم زهرمان معزيًا، ومعربًا عن تضامنه الكامل مع عائلتيهما، مشددًا على ضرورة أن تأخذ العدالة مجراها الكامل.
من جهة أخرى، قدّم وزراء الدفاع فايز غصن، والداخلية مروان شربل، والعدل شكيب قرطباوي، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي واجب التعزية إلى عائلة الشهيد بشعلاني في المريجات.
وسط هذه الاجواء، أفادت مصادر أمنية أن ما يجري في عرسال ليس عملية عسكرية، بل تدابير تصاعدية مستمرة، مشيرة إلى أن دوريات الجيش دخلت إلى عرسال منذ اليومين الماضيين، وهي تدخل وتخرج ساعة تشاء.
ولفتت المصادر الأمنية إلى أن الجيش لديه لوائح اسمية بالمتورطين في كمين عرسال، وهو يواصل ملاحقتهم حتى توقيفهم جميعًا، داخل عرسال وخارجها.
وأفيد أن الجيش أوقف اثنين من المطلوبين ، من أصل مائة مطلوب.
ميدانيًا، لا يزال الجيش اللبناني يقيم حواجز خارج عرسال، ويدقق في كلّ السيارات المتوجهة إلى هناك، وذلك بعد 4 أيام على الحادث.
وفي هذه الأثناء، قطع غاصبون مناصرون للجيش، الإثنين، المزيد من الطرق الحيوية والرئيسية في البلاد، منها طريق الفرزل التي أعيد فتحها، بعد قطعها من قِبل عدد من الشبان، احتجاجًا على الاعتداء الذي تعرض إليه الجيش في بلدة عرسال. كما أعيد فتح الطريق الدولية بين جونية والبترون في منطقتي صربا والصفرا – طبرجا في الاتجاهين، ولمدة ساعتين تقريبًا. وليلاً قُطعت طريق البترون التي تبعد 63 كيلومترًا، شمال لبنان.
كما قطع لبنانيون طريق الكحالة - عاليه، التي تربط بين جبل لبنان والبقاع بالإطارات المشتعلة في الاتجاهين، تضامنًا مع الجيش.
وصدر، ليل الإثنين، عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "إن قيادة الجيش إذ تتوجه بالتحية والشكر إلى جميع المواطنين في مختلف المناطق اللبنانية، الذين عبروا عن مشاعرهم الصادقة تجاه المؤسسة العسكرية، وتضامنهم الواسع معها إزاء التطورات الأخيرة، تدعوهم إلى الامتناع عن قطع الطرقات وإقامة الاعتصامات، وجميع المظاهر التي من شأنها الحد من حرية المواطنين، أو إعاقة تنقلهم وإلحاق الضرر بمصالحهم".
وفي موقف لافت، طالب إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير بتحقيق عادل وشفاف في ملابسات حادث عرسال، وخصوصًا في ما يشاع عن "تورط عناصر لحزب الله فيه، شيعوا تحت عنوان الواجب الجهادي"، رافضًا أن يتم استغلال القضية بحقد طائفي ومذهبي".
واستنكر الأسير خلال مؤتمر صحافي الاعتداء على الجيش، مطالبًا أن يكون لكل اللبنانيين، وأن يكون السلاح حكرًا في يده، رافضًا في الوقت نفسه استضعاف أهالي عرسال، أو أن تكون عرسال "مكسر عصا"، بموقفها الداعم للثورة السورية.