المسجد الأقصى
غزة ـ محمد حبيب أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الاعتداءات المستمرة على من قبل المستوطنين تستوجب مقاطعة عربية للاحتلال (الإسرائيلي) بكافة الوسائل والطرق المتاحة، مقابل دعم أهالي القدس بمقومات الصمود. وتساءل القيادي البارز بالحركة شمال القطاع محمد أبو عسكر مخاطباً جامعة الدول العربية : "أن لم تدافعوا عن الأقصى والمقدسات في ظل ما يتعرضون له خلال الفترة الحالية، فأي حرمات تلك التي ستحافظون عليها؟". وأشار أبو عسكر خلال كلمته في ختام مسيرة دعت إليها حركة "حماس" نصرة للمسجد الأقصى مساء الخميس، إلى أن الهجمة التي تتعرض لها المقدسات تأتي في أطار، "أن الاحتلال يظن أنها ستمر دون ردة فعل فلسطينية وعربية جادة". وانطلقت المسيرة التي شارك فيها المئات من المواطنين الذين رددوا هتافات النصرة للمسجد الأقصى مطالبين بالرد على جريمة اقتحامه عقب صلاة العشاء من مسجد الخلفاء الراشدين بمعسكر جباليا، وصولاً لمنصة أقيمت أمام منزل الشهيد القائد القسامي عماد عقل. وثمن القيادي الدور الذي يقوم به أهالي مدينة القدس وأرضي الـ 48 وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح من خلال الدفاع عن المسجد الأقصى والرباط فيه ومنع المستوطنين من اقتحامه أكثر من مرة. وأضاف " للأسف، تأتي هذه الاعتداءات تزامناً مع مرور (65عاماً) على النكبة، وتزامناً مع المبادرة العربية التي عبرت عن التخاذل العربي، من خلال الإعلان عن مشروع التخلي عن الأرض الفلسطينية تحت مصطلح تبادل الأراضي". وشدد على أن استمرار الاعتداء على المقدسات يؤكد أنه لا رهان على الزعامات العربية في نصرة القدس والقضية الفلسطينية، ومن شأنها وأن تضع الفلسطينيين أنفسهم عن مسئولياتهم تجاه عاصمتهم ومقدساتهم. وقال أبو عسكر "لابد للربيع العربي أن يفرز قيادات ترفع الحصار عن غزة وتدعم القضية الفلسطينية وتدافع عن المقدسات وتحرر القدس وتضع فلسطين على رأس أولوياتها"، داعيًا العرب والمسلمين لشد الرحال للأقصى والدفاع عنه. وتابع مخاطباً أهل الضفة الغربية: "انطلقوا ولا يرهبنكم سجانكم ولتثأروا للقدس من خلال المقاومة بكافة الوسائل المتاحة لكم كما يحدث على أرض غزة، كما ننتظر منكم أن تنتفضوا على من يطاردكم وأن تعلونها، أن القوة تُقابل بالقوة". ولفت إلى أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة والتي سميت بـ"حجارة السجيل" كانت أكبر دليلاً على أنه لا وسيلة تجدي في ردع الاحتلال وعدوانه سوى قوة السلاح، "فهي فقط اللغة التي يفهما العدو"، حسب قوله. وأوضح أنه آن الآوان للكل الفلسطيني أن يعلم، أن خيار المفاوضات مع الاحتلال انتهى وأصبح من الماضي، ليعود لفلسطين مجدها وعزتها، مضيفاُ "عندما نتحدث عن وحدة وطنية يجب أن تكون وحدة تحت ظلال البنادق التي ستحرر فلسطين والقدس". وتشهد مدينة القدس والمسجد الأقصى حالة من الغليان الشديد حيث الاقتحامات المتكررة للمستوطنين ودعواتهم "للحجيج في الأقصى"من جهة، وتصدي المقدسيين لتحركات المستوطنين من جهة أخرى ما ينتج عنه مواجهات واعتقالات في صفوفهم من قبل الشرطة الإسرائيلية التي تقوم بحماية المستوطنين. في سياق متصل أنتقد مسؤول ملف القدس في حركة "فتح" حاتم عبد القادر دور لجنة القدس في منظمة التعاون الاسلامي وتقصيرها في أداء المهام التي وكلت إليها. وانتقد عبد القادر في تصريح الخميس، دور لجنة "القدس" قائلا :"هي لجنة محنطة لا نرى منها أي دور على أرض الواقع فلا دعم سياسي أو مادي لهذه اللجنة للمقدسين الفلسطينيين مؤكداً أنها تساهم في تأكل عروبة القدس". وقال عبد القادر :"مع احترامنا للملك محمد السادس وتقديرنا له إلا أن لجنة القدس التي يرأسها لا تقدم شيء للمقدسين سوى مشاريع لا دور ولا قيمة لها ، لافتاً إلى أنها لم تعقد أي اجتماعات لمناقشة وضع القدس وخاصة في هذه الأيام التي تشهد خطورة كبيرة على المسجد الأقصى من قبل المستوطنين الصهاينة كما أنها لم تنشر أي بيان إعلامي يدين ممارسات المستوطنين، متسائلاً إذا لم تفعل ذلك ما دورها؟". "لجنة القدس" تشكلت عام 1975 ، بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء الخارجية العرب الأعضاء في "منظمة التعاون الإسلامي" ووكلت رئاستها للملك الحسن الثاني بن محمد المغربي وقد ترأسها بعد وفاته نجله الملك محمد السادس. وطالب عبد القادر منظمة المؤتمر الإسلامي التي أوصت بتشكيل لجنة القدس ، بإعادة النظر في تشكيل اللجنة خصوصاً في هذا الوقت الخطير على الأقصى. وكان عصام العريان، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب "الحرية والعدالة" المصري، التابع لجماعة "الإخوان المسلمين" المصرية، قد انتقد في تصريحات نسبت إليه ضعف دور لجنة القدس، وقال إنها لم تقدم شيئا للقضية الفلسطينية. وذلك خلال اجتماع لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى المصري، كما طالب السفير علاء يوسف، مدير إدارة "إسرائيل" بوزارة الخارجية المصرية، منظمة التعاون الإسلامي بضرورة التحرك لتفعيل عمل لجنة القدس لمواجهة عمليات التهويد والاستيطان.