لندن ـ سليم  كرم رفضت وزارة الداخلية البريطانية دخول كل من الناشطة السياسية الأميركية باميلا جيللر وروبرت سبنسر، وكلاهما من كبار معارضي بناء مسجد المركز الثقافي الإسلامي في نيويورك والمعروف باسم مسجد غراوند زيرو، فيما كان الاثنان يعتزمان التحدث أمام اجتماع لرابطة الدفاع الإنكليزية في لندن مع نهاية هذا الأسبوع.
وقامت وزيرة الداخلية البريطانية تريزا ماي بإبلاغ كل من باميلا وسبنسر وهما من جماعة مناهضة للإسلام ويطلق عليها اسم "أوقفوا أسلمة أميركا"، بأن وجودهما في بريطانيا لن يكون في الصالح العام.
ويُعد قرار وزارة الداخلية في هذا الشأن لا يمكن الطعن عليه، وسوف يسري لمدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمس سنوات.
وتقول وزارة الداخلية البريطانية إن كلاً من باميلا وسبنسر قد أنشأ منظمات "وصفت بأنها جماعات كراهية مناهضة للإسلام" الأمر الذي يترتب عليه عدم السماح لهما بدخول بريطانيا.
ويأتي هذا القرار في أعقاب الضغوط التي مارستها جماعات مناهضة للعنصرية وكذلك ضغوط رئيس لجنة الصفوة للشؤون الداخلية كيث فاز الذي كتب إلى وزيرة الداخلية البريطانية هذا الأسبوع يطلب منها منع دخولهما.
وأعرب متحدث باسم جماعة الأمل وليس الكراهية عن سعادته وابتهاجه للقرار، وقال: إن بريطانيا تعاني في هذا التوقيت من حزازات وكراهية"، واعتبر ذلك مصدرًا للتوتر.
وأضاف قائلاً "إن هناك فرقًا بين حرية التعبير وبين الحق في التحدث بلغة الكراهية".
وقال "إن حرية التعبير لا يمكن أن تكفل مثل هذا الحق، حيث إن المجتمع في بريطانيا يعيش حياة ديقراطية، ويؤمن بحرية التعبير".
ولكن باميلا جيلر قالت إن الحرية تلقت لطمة على يد الحكومة البريطانية التي منعتها من دخول بريطانيا، بسبب تصريحاتهما ضد الإسلام، والتي تعتقد بانها صحيحة ودقيقة.
وأضافت أن الحكومة البريطانية بهذا القرار تتصرف كما لو كانت دولة إسلامية في واقع الأمر، وقالت أيضًا إن الدولة التي منحت العالم وثيقة الماغنا كارتها (ميثاق الحريات البريطاني) قد ماتت بهذا القرار.
وردد سبنسر مثل هذه التصريحات عندما قال "القرار يُعد بمثابة انتصار للتشهير ضدهما في بريطانيا".
وقال "إن نشاطهما يهدف إلى الدفاع عن حرية التعبير والمساواة، وإن بريطانيا بهذا القرار ينتظرها مستقبل عابس".
وجاء ذلك القرار في اليوم نفسه الذي قام البعض فيه باقتحام مسجد قيد الإنشاء في بلدة ريديتش البريطانية وترك رسائل عنصرية على جدرانه، ورسمًا للصليب المعكوف وحروفًا تشير إلى رابطة الدفاع البريطانية، وناشدت الشرطة البريطانية في ويست ميرسيا كل من شاهد الواقعة.
وعلق أمين صندوق المسجد مبين الحسين على ذلك بقوله "إنه وعلى الرغم من أن ذلك يعد أمرًا مؤسفًا إلا أنه لن يعطل مسيرة بناء المسجد".
وأكد قائد شرطة نورث ورشيستر أن العلاقات بين المجتمع الإسلامي في ريديتش الشرطة والمجتمع ككل هي علاقة ممتازة. وقال أيضا أنه بصدد عقد اجتماعات مع أئمة المساجد وقيادات المجتمع المدني في المدينة من أجل الحيلولة دون وقوع مزيد من هذه الحوادث، وملاحقة المسؤولين عن ذلك الاقتحام.
وقال المتحدث باسم الداخلية البريطانية "نستطيع أن نؤكد بأن باميلا جيللر معرضة لقرار ترحيل، حيث إن وزيرة الداخلية سوف تسعى لطرد أي فرد يعتبر وجوده في بريطانيا قد يضر بالصالح العام. كما دان الأعمال المتطرفة".