بغداد ـ جعفر النصراوي أعلن ما يسمى بـ"جيش المختار" مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الذي وقع الجمعة مستهدفًا معسكر ليبرتي لعناصر منظمة "مجاهدي خلق" في العراق والذي أسفر عن مقتل 6 منهم وإصابة 100آخرين بجروح متفاوتة، وأكد مؤسسه الشيعي واثق البطاط أن عددًا من عناصر  جيش المهدي التابع للتيار الصدري قد انضم إلى جيش المختار ، في الوقت الذي نفت فيه كتلة الأحرار النيابية التابعة للتيار الصدري انضمام عناصر من جيش المهدي إلى مايسمى بجيش المختار، مؤكدة أنَّ البطاط شخص مريض نفسيًا، فيما حمل المتظاهرون الأنبار (السُنَّة) البطاط مسؤولية مقتل 7 من أبناء مدينة السيدية الذين قُتلوا عند عودتهم من المشاركة في تظاهرات الرمادي الجمعة.
وفي ظل تشكيل جيش المختار من قبل الشيعة العراقيين والدعوة إلى التوجه إلى العاصمة العراقية بغداد للتظاهر ضد حكومة المالكي من قبل متظاهري الأنبار  (السنة) العراقيين ردًا على مقتل 7 منهم برزت مخاوف لدى الكثيرين من المتابعين من تصاعد وتيرة الاختلاف ليتحول إلى مواجهة طائفية بين السنة والشيعة وسط عجز الحكومة عن السيطرة على الأمور.
وقال ما يعرف بـ"جيش المختار" في بيان جرى تداوله في البرلمان العراقي السبت إنَّ الجناح العسكري لحزب الله، النهضة الإسلامية في العراق ، "دكَّ" ليبرتي بـ20 صاروخ كاتيوشا موقعين عددًا من القتلى والجرحى بين صفوف من وصفهم البيان بالمرتزقه.
وأشار البيان إلى أن "هذه العملية جاءت في إطار سلسلة عمليات عسكرية سينفذها في الفترة المقبلة، مضيفًا أنَّها الخطوة الأولى، معتبرًا إياها تحذيرًا مباشرًا لما يعرف بـ"جيش العراق الحر " واصفًا إياه بـ"الجيش السفياني"، محذرًا إياهم من "أي حماقة يفكرون القيام بها".
رجل الدين الشيعي واثق البطاط أطلق على نفسه صفة الأمين العام لـ"حزب الله" في العراق أعلن في مؤتمر صحافي عقده في بغداد، الأربعاء، الماضي عن تشكيل "جيش المختار" من الشيعة لمحاربة الإرهاب ومساندة الحكومة العراقية في الوقوف ضد الهجمات التي قد يحاول جيش العراق الحر شنها على المناطق الشيعية، مؤكدًا في الوقت ذاته أنَّ عناصر المتطوعين في جيش المختار بلغ 800 ألف عنصر منهم من ينتمي إلى جيش المهدي (الجناح المسلح للتيار الصدري).
وردًا على البطاط نفت كتلة الأحرار النيابية التابعة للتيار الصدري انضمام عناصر من جيش المهدي إلى مايسمى بجيش المختار، وقال القيادي في التيار الصدري جواد الحسناوي لـ"العرب اليوم" إنَّ الجميع يعلم أنَّ جيش الإمام المهدي قد تم تجميده بأمر من مقتدى الصدر منذ العام 2008 وجميع عناصره ملتزمة بالتجميد، مضيفًا أن عناصر جيش المهدي جميعهم منخرطون في مشروع دراسي عقائدي لمدة 5 سنوات اسمه مشروع الممهدون لدولة الإمام المهدي.
وأشار الحسناوي إلى أنَّ المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد أنَّ البطاط شخص مريض نفسيًا، وهو يسكن مدينة العمارة جنوب العراق، ومعروف بعدم اتزانه وأنه يطلق تصريحات غير مسؤولة بين الحين والآخر.
كما نفت كتائب "حزب الل"ه في العراق، صلتها بمؤسس"جيش المختار" واثق البطاط، واعتبرت حديثه باسمها "ادعاءات باطلة"، وقال المتحدث باسم كتائب "حزب الله" جاسم الكعبي إنَّه "ليس لدينا أي معلومات عن جيش المختار".
وفي الوقت ذاته أشار المتحدث باسم متظاهري الأنبار (السُنَّة) سعيد اللافي إلى أن البطاط يقف وراء مقتل 7 من أبناء مدينة السيدية الذين قتلوا عند عودتهم من المشاركة في تظاهرات الرمادي الجمعة.
وقال سعيد اللافي لـ"العرب اليوم" إذا كان تنظيم القاعدة يسيطر على التظاهرات حسب ما يدَّعي المحسوبون على التيار الشيعي في الحكومة فهم عندهم ميليشيات مثل البطاط وحزب الله وغيرها ويكفي أن يطالبوا البطاط أولًا أن يعتذر عما يحصل الآن في بغداد ومن تهديداته من قتل أهل السنة، وعلى كل من يطالب المتظاهرين بالركون إلى التهدئة وإلغاء فكرة تجمعهم في بغداد الجمعة المقبلة أن يلجم ويسكت البطاط عن تصريحاته وأفعاله التي نفذت في السيدية بقتل سبعة أفراد من شباب السيدية جاءوا للمشاركة في تظاهرات الأنبار  ولكن عند عودتهم إلى بيوتهم قاموا بقتلهم".
وأشار اللافي إلى أن اللجنة العليا لإدارة التظاهرات في المناطق الغربية من العراق تدرس تهيئة المستلزمات الكافية لإقامة تظاهرة كبرى في العاصمة العراقية بغداد، وأداء صلاة جامعة للسنة في مسجد أبي حنيفة النعمان وسط الأعظمية في العاصمة مشيرًا إلى أنَّ التحرك إلى بغداد أتى بعد أن لمس المتظاهرون تجاهلًا متعمدًا من قبل الحكومة لمطالبهم وقرروا أن يقدموا إلى العاصمة ليكون صوتهم أقرب وتأثيرهم أكبر على الحكومة ومسؤوليها.
وتطارد الحكومة العراقية البطاط بعد ظهوره الذي أثار البلبلة، فدعا رئيس الحكومة نوري المالكي المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية لاعتقال البطاط، ولكنَّه عاد في وقت لاحق الجمعة ليؤكد أنَّه متواجد في العاصمة العراقية بغداد.
وقالت وزارة الداخلية في بيان صدر السبت إن "رئيس الوزراء ووزير الداخلية نوري المالكي يهيب بالمواطنين التعاون مع الأجهزة الأمنية وأعضاء الضبط القضائي بالإبلاغ عن أماكن تواجد المدعو واثق البطاط، بعد صدور مذكرة إلقاء القبض عليه من قبل القضاء العراقي للتسريع بعملية تسليمه إلى الجهات القضائية المختصة".
وعدَّد البيان أسباب إصدار المقدمة قائلًا إن "ذلك جاء على خلفية قيام البطاط بمحاولة إثارة الفتنة الطائفية وتفتيت اللُّحمة الوطنية بين أبناء بلدنا الموحد وإطلاقه الشعارات والتصريحات التي تؤدي بالتالي إلى زرع بذور الفرقة بين أبناء الشعب العراقي".
ولاقى إعلان البطاط عن تشكيل "جيش المختار" العديد من ردود الفعل المستنكرة وبعضها من قبل شخصيات مقربة من الحكومة، في حين عدّتها القائمة العراقية مخططًا من رئيس الحكومة نفسه لإثارة الفتنة في البلاد، مستشهدة بـ"تجاهل المالكي" لما تقوم به التنظيمات الشيعية المسلحة، محذرة من أن ذلك سيدفع الكثير من الجماعات السنية لتشكيل تنظيمات مضادة  لتنظيم البطاط.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور حازم الشمري إنَّ تحول الصراع إلى العاصمة بغداد ينذر بعواقب خطيرة جدًا كون المناطق السُنِّية والشيعية متداخلة فيها وبالتأكيد أن من يقدم على جعل العاصمة ميدانًا للتحرك فإنه قد أعد العُدَّة مسبقًا للسيطرة ومن هنا قد تنشب فتنة لأن أيّ من الطرفين لن يرضى بسيطرة الآخر.
وأضاف الشمري أن الحكومة العراقية وقواتها الأمنية أمام اختبار صعب جدًا في حالة تنفيذ الطرفين لوعودهم في السيطرة على الأمن ويتوجب على رجال الدين من الطرفين الانتباه لما يجري في الكواليس والوقوف بوجه الفتنه والتوعية إلى تجنبها.
الجدير بالذكر  أن "حزب الله" العراقي تلقى عناصره تدريبًا خاصًا ومكثفًا على يد الحرس الثوري الإيراني بحسب متابعين والذي نشط منذ العام 2006 ويحمل في ثقافته أنَّ الشيعة هم المهمشون في العراق وأنَّ الحكومة الحالية مع أنها شيعية لم تعط لهم كل حقوقهم