القوات الخاصة الأميركية في قندهار في مهمة ليلية في شباط 2011
كابول ـ أعظم خان
أكد مسؤولون في الحكومة الأفغانية أن لديهم تسجيل فيديو لرجل في القوات الخاصة الأميركية وهو يشارك في تعذيب عدد من المدنيين الأفغان، ويثور حاليًا جدل بشأن ماهية الجهة التي أمرت الرجل بالتعذيب، الأمر الذي يلقي مزيدًا من الضوء على حالة تآكل الثقة هذا العام في ما بين واشنطن وكابول. ويكشف تسجيل الفيديو
الذي في حوزة الحكومة الأفغانية عن رجل يدعى زكريا قندهاري وهو يشرف على تعذيب أحد المدنيين الأفغان، وكان هذا المدني ومعه 15 آخرون قد اختفوا أخيرًا من إقليم وارداك الأفغاني.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن قندهاري هو مواطن أميركي ويبدو في التسجيل وهو يشرف على جلسة تعذيب، كما يراقب مجموعة أخرى من المعذبين.
ويوجد اختلاف أميركي أفغاني بشأن ماهية قندهاري، حيث يقول الأفغان إنه يتولى قيادة وحدة تابعة للقوات الخاصة الأميركية تم استبعادها أخيرًا من إقليم وارداك، بسبب مزاعم تورطها في أعمال تعذيب وإعدام واختفاء مدنيين.
أما قيادة الجيش الأميركي فتؤكد بشكل قاطع على أن قندهاري يعمل مترجمًا للوحدة وتنكر أنه قائد في الوحدة كما تقول إنه ليس أميركيًا، وتنفي كذلك تورط الوحدة في أي أعمال تعذيب.
ويقول المسؤولون الأفغان "إن هذا التسجيل ما هو إلا جزء من مجموعة أدلة تم تجميعها ضد قندهاري والفرقة (A) في القوات الخاصة الأميركية، التي كانت تعمل في منطقة نيرخ في إقليم ورداك".
وتنسب الصحيفة الأميركية إلى حكمة الله وهو صبي عمره 16 عامًا قوله إن قندهاري اعتقله للاشتباه في كونه أحد المتمردين، وأضاف أن قندهاري ظل يضربه ويركله إلى أن أصابه بخلع في الكتف، وأردف قائلاً إنهم أفرجوا عنه بعد ثلاثة أيام ولكنه لا يزال يبحث عن أخيه الذي اختفى ولم يعثر عليه بعدُ.
ويقول المراقبون إن هذه الشكوك المتبادلة بين الطرفين تفسر أسباب قيام الرئيس الأفغاني حامد كارزاي فجأة خلال شهر شباط/ فبراير الماضي بمطالبة الولايات القوات الخاصة الأميركية بمغادرة إقليم ورداك.
وانتقلت الفرقة إيه المكونة من 12 جنديًا من قندهار إلى بلدة نيرخ في قاعدة كان يستخدمها الملا عمر زعيم "طالبان"، وكان قندهاري يبدو وسط جنود الوحدة بلحية طويلة، كما كان يبدو وهو يقود دراجات نارية بأربع عجلات أثناء مطاردة المتمردين.
وعندما جاء الأفغان لاعتقال قندهاري بتهمة ممارسة القتل والتعذيب فر هاربًا، ويعتقد الأفغان أن الولايات المتحدة توفر له الحماية وتؤويه ولكن الولايات المتحدة تنكر ذلك.
وتنكر الولايات المتحدة دائمًا تورطها في مسائل اختفاء وتعذيب المدنيين الأفغان.
وجاء في بيان لقيادة "الناتو" في أفغانستان "أنه وبعد التحقيق لم يتبين قيام القوات الأميركية بارتكاب أي سوء سلوك، وأنه لا علاقة لها بعمليات اعتقال أو وفاة مدنيين في بلدة نيرخ.
وقامت القوات الأميركية قبل أشهر عدة بفحص تسجيل فيديو لأحد المعتقلين الذي تعرض لاعتداء على يد رجل أفغاني يعمل مترجمًا لدى القوات الأميركية في المنطقة. ولم يُعرف بعدُ ما إذا كان هذا التسجيل هو نفسه التسجيل الذي يتحدث عنه المسؤولون الأفغان".
وعلى الرغم من الخلاف الأميركي الأفغاني بشأن هذه الواقعة يقول موقع "وايرد": إن الأفغان سبق وأن اتهموا الأميركان بمزاعم غير صحيحة في الماضي، مثل زعم كارزاي أن الأميركان يتعاونون مع "طالبان" من أجل السيطرة على أفغانستان، كما أن القوات الخاصة الأميركية كثيرًا ما تعرضت لاتهامات بتعذيب الأفغان من قبلُ في عدد من السجون الموقتة".