وزير الخارجية السوري وليد المعلم

توقع مسؤول عربي مطلع اقتراب موعد بدء المعارك الحاسمة في سورية ضد تنظيمات المتطرفين على  مختلف أنواعها وقال ل"العرب اليوم" أن هذا الموعد بات وشيكا" جدا" وقد لا تتعدى مهلته الأيام القليلة المقبلة ان لم تكن الساعات المقبلة وأكد المسؤول العربي أن القوات الروسية المتواجدة في سورية ستشارك في المعارك جوا" وبرا" أيضا" معربا" عن قناعته بأن عديد هذه القوات وأعتدتها العسكرية المتطورة أكبر بكثير مما هو معلن خاصة وأنها بدأت بالتدفق الى سورية منذ أكثر من شهرين وأن قاعدة اللاذقية لم تكن سوى الوجه المعلن للتواجد العسكري الروسي على الأراضي السورية .

في هذا الوقت توقف المراقبون عند الحديث الذي أدلى به وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى  فضائية r t وأعلن خلاله أن ما قدمته روسيا الى سورية ليس فقط السلاح وانما سيقلب الطاولة على رأس المتامرين حسبما قال .
وكان  وزير الخارجية السوري  أعلن أن مشاركة روسيا في مكافحة تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة "أمر أساسي،" وقال إن هذه المشاركة ستقلب الطاولة
على من تآمر على سورية.

وأضاف المعلم :" نؤكد أن هناك شيئا جديدا يفوق تزويد سورية بالسلاح، وهو المشاركة في مكافحة داعش وجبهة النصرة، وهذا شيء أساسي.. هذا الشيء يقلب الطاولة على من تآمر ضد سورية.. هذا الشيء يكشف أنه لا يوجد للولايات المتحدة وتحالفها استراتيجية واضحة في مكافحة داعش، بدليل أنهم فهموا الرسالة الروسية، وأرادوا أن ينسقوا ويتعاونوا مع روسيا الاتحادية".
كما أكد المعلم أن الحكومة السورية لا تمانع من بدء حوار سياسي، وذلك إلى جانب مكافحة الإرهاب في الوقت ذاته.

وكشف المعلم انه تباحث مع دي ميستورا على مدى ساعتين "إيضاحات لأسئلة طرحناها على مبعوثه سابقا حول مبادرته لإيجاد 4 فرق عمل من خبراء سوريين ليتبادلوا الأفكار فيما بينهم كما وصفه هو عبارة عن تبادل فكري غير رسمي وغير ملزم.. اذا أدى إلى نتائج يمكن الاستفادة في التحضير لعقد جنيف  .........وصفها بعصف فكري... قلنا له نحن في ضوء الإيضاحات التي سمعناها سندرس الموقف ونأخذ القرار المناسب للمشاركة أو عدم المشاركة.. لا أدري سبب عدم
ارتياحه.. أنا لمست منه أنه كان مرتاحا".

وقال الوزير السوري نحن لا نرغب بالسير في نفق مظلم نحن نريد السير في طريق واضح.. اليوم أصبح واضحا" أن مكافحة الإرهاب تحتل الأولوية.. هذا لا يعني أننا لا نسير في حوار سياسي، لكن الأولوية لمكافحة الإرهاب.. من ناحية عملية، يمكن أن تتحاور أو توافق على حل سياسي.. نطرح السؤال نفسه.. هل نستطيع تنفيذ ما تم التوافق عليه على أرض الواقع في ظل تصاعد الإرهاب.. هذا صعب.. ماذا يريد المواطن السوري قبل كل شيء... يريد
الأمن.. عليك أن تحقق الأمن وتستجيب لتطلعات الشعب السوري.. من هنا أقول دي ميستورا ذاته لم يكن مستعجلا حتى نعطله.. كل ما أردناه أننا نريد أن
نستوضح حتى نسير في طريق واضح سليم لا يؤدي إلى انتكاسات.

وأضاف المعلم لا يوجد تحفظات بقدر ماهي إيضاحات.. نريد أن نفهم ماذا ستعمل كل لجنة من اللجان ماذا نتوقع من نتائجها.. كيف ستنعكس على المستقبل..  لان ما طُرح من قبل دي ميستورا شيء جديد.. وبالتالي لا بد من إيضاحه.. ثانيا ما سُرب من أوراق عمل كثيرة ونشرت في الإعلام .. أردنا أن نستوضح ماهو الرسمي وغير الرسمي.. من هنا أقول أن الموضوع فعلا يحتاج إلى دراسة لكي نتخذ الموقف مناسب.

وقال أن ما تريده دمشق هو الناحية العملية التطبيقة.. لا مانع من بدء حوار بالتوازي مع مكافحة الإرهاب.. لكن قلت تنفيذه على الأرض صعب بسبب انعدام الأمان.. من هنا نقول إن مكافحة الإرهاب هي التي تفتح الباب للحل السياسي.. ثانيا كيف نسير بمكافحة الإرهاب إذا اخذنا التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يسجل عدد طلعات جوية دون أن يؤثر على الأرض بسبب انعدام التنسيق بين هذا التحالف والحكومة السورية.. هل نفذت دول الجوار قرارات مجلس الأمن ذات الصلة في مكافحة الإرهاب.. لم تنفذ أي قرار من هذه القرارات.. ومازال تدفق الإرهابيين عبر الحدود التركية والأردنية يسير على قدم وساق .. مازال تسليح الإرهابيين يجري على قدم وساق وكذلك التمويل والتدريب لهم.. ونجد دولا" مثل الولايات المتحدة تعترف انها حاولت التدريب لكنها فشلت.. اذا أقول إن مكافحة الارهاب ليس فقط هي المواجهة العسكرية.. هي التزامات دولية وأخلاقية وفكرية يجب أن تنفذ.. هذا يفتح الباب للحل السياسي.

لوحول التوقعات الاعلامية قال المعلم لا يهمني هذه الآلة الإعلامية المضادة أو الصديقة.. لأن ما نفعله مع الأصدقاء في روسيا معلن.. لا يوجد شيء تحت الطاولة.. نحن نعتبر الاتحاد الروسي صديق وحليف استراتيجي وصادق فيما يفعله... يريد مكافحة الإرهاب في إطار القانون الدولي.. بمعنى في إطار التنسيق مع الحكومة السورية.. ونحن لا نخجل من ذلك لأن الإرهاب لم يعد قضية سورية.. الارهاب قضية دولية.. هي تعني سورية كما تعني الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية ودول الجوار قبل غيرهم.. لذلك الإتحاد الروسي عندما يُصرح بما صرح به لا يخفي عزمه عن الاشتراك بمكافحة الارهاب.. ونحن في سورية نثق بقيادة الاتحاد الروسي وونثق بعزم الاتحاد الروسي على المشاركة.. هذا شيء لا نخفيه..بل نعتز به.. إن كان الإعلام صديقا أو عدوا لا يهمنا، ما نقوم به معلن ومعروف للجميع.

وحول توقيت الاعلان عن المشاركة الروسية بهذا الحجم وهل هناك جديد سيحدث على الارض قال المعلم أكيد يوجد شيء جديد يفوق تزويد سوريا بالسلاح.. وهو مشاركة روسيا بمحاربة داعش وجبهة النصرة هذا شيء أساسي.. هذا شيء يقلب الطاولة على من تأمر على سوريا.. هذا شيء يكشف أن الولايات المتحدة وتحالفها لا يوجد لديهم استراتيجية واضحة لمكافحة داعش بدليل أنهم فهموا الرسالة الروسية وأرادوا أن ينسقوا ويتعاونوا مع روسيا الاتحادية.. وهذا جهد هام ومشكور من قبل الأصدقاء في روسيا.. مكافحة الإرهاب واجب على كل دول العالم بموجب قرارات مجلس الأمن.

وعما اذا سيكون لدول أخرى مشاركة مثيلة لروسيا قال هذا صلب وروح الموضوع مبادرة فخامة الرئيس بوتين عندما دعا إلى إقامة جبهة عريضة من الدول للتعاون مع الحكومة السورية لمكافحة الإرهاب .. ونحن رحبنا بالمبادرة الروسية.. وما زلنا نقول أي دولة في العالم تريد مكافحة الارهاب صدقا وعملا نحن نرحب بالتنسيق معها ... نحن نتيجة قناعتنا بمصداقية الاتحاد الروسي وبمصداقية الرئيس بوتين..رحبنا  بمبادرته وجاهزون للترحب بأي دولة راغبة فعلا وصدقا في مكافحة الإرهاب.. كل ما هو مطلوب من هذه الدولة لبرهان عن حسن نواياها أن توقف ما تقدمه من دعم مالي وعسكري للإرهابيين.. واهلا وسهلا بها.


- النتائج المتوقعة من هذا التعاون المتطور الروسي السوري في مكافحة الإرهاب. كذلك مراقبون كثيرون تحدثوا.. وأنتم تحدثتم من خلال بيانات الخارجية السورية عن أن التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة لم يحقق نتائج ملموسة على الأرض.. تحدثنا مع عسكريين... ومع أهالي هناك في
المناطق التي يوجد فيها تنظيم داعش.. الأمريكيون أنفسهم اعترفوا أن هذا العمل غير فاعل...

وتابع الوزير المعلم قائلا أن موسكو تعمل في ظل القانون الدولي واحترام السيادة السورية وبالتنسيق مع سوريا.. والولايات المتحدة لا تفعل ذلك والذي تقوم به غير فاعل.. الولايات المتحدة تعد عدد الطلعات الجوية لكن لا تقول ماذا كانت نتائجها لان نتائجها على الأرض معدومة تقريبا..  نحن نقول حتى تكون هذه العملية فعالة لا توجد قوة أخرى تحارب تنظيم داعش وجبهة النصرة سوى الجيش السوري.. اهلا وسهلا تعالوا لننسق لتكون هذه الضربات فاعلة إذا أردتم مكافحة الإرهاب.. هذا فارق جوهري بين ما تقوم به سوريا وما تقوم به الولايات المتحدة.

وأكد الوزير السوري أن الجيش يحارب على جبهة عريضة واسعة منذ اربع سنوات ونصف.. لم يتفكك لم تهن عزيمته القتالية لم يتردد في تقديم التضحيات...
وهناك شعب يعاني من الحصار الاقتصادي ومن العقوبات الغربية الجائرة.. من الحصار... ومع ذلك صامد ويؤازر هذا الجيش ... الدولة السورية لم تتفكك
مستمرة ومؤسسات الدولة تقدم الخدمات لكل المواطنين.. اذا هذا الجيش برهن على أنه جيش قادر على الاستمرار.. جيش قادر على تقديم التضيحات.. مطلوب
من المجتمع الدولي ومن واجباته أن يدعم هذا الجيش ... من هنا اقول في المعارك هناك كر وفر لكن اذا نظرت إلى الوضع الميداني فإن الجيش يسجل
انتصارات كبيرة.

وعن معركة الزبداني واحتمال نقل الاهالي منها الى مناطق أحرى قال هذا الحديث مبالغ فيه نحن والجمهورية الإسلامية صديقان.. ونحن وحزب الله لسنا
بلدين صديقين نحن مقاومة وطنية تقاتل في الزبداني.. نحن لا توجد لدينا علاقة مع تركيا هي التي تدعم هذه المجموعات.. نحن لا يمكن نضغط عليهم ليقبلوا بالهدنة.. عملنا 4 هدنات حتى الان.. يمكن أن توجد محاولة خامسة.. الجيش أصبح على بعد أمتار من حسم المعركة في الزبداني لا نقبل أن تتغير شروط ما قمنا عليه.. لم يجد تغير ديمغرافي.. نحن نحافظ على الزبداني.. إن الجيش السوري على بعد امتار منها.. نحن على أعتاب هدنة خامسة.
ووجه المعلم رسالة الى العالم قال فيها  أريد أن أسأل المجتمع الدولي الذي سيجتمع في مجلس الأمن.. ماذا فعلتم بالقرارات التي صدرت من مجلس الأمن تحت الفصل السابع لمكافحة الارهاب، لو فعلتم واجبكم كنتم وفرتم دماء السوريين، نحن ندفع بالدم ضريبة تأمر الولايات المتحدة والغرب على سورية.. الأمم المتحدة هي التي أصدرت القرارت ومن واجبها متابعة تنفيذها ووضع العقوبات المناسبة وفضح الدول التي لم تلتزم هذه القرارات .

على صعيد متصل دوّن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في تغريدة له الأحد أن رضوخ الموقف الاميركي لصالح الموقف الروسي في الشأن السوري يدلّ على
هشاشة الولايات المتحدة في الوقت الراهن وقوّة روسيا.