روما ـ مالك مهنا انتخب اجتماع الكرادلة في الفاتيكان، مساء الأربعاء، حبرًا أعظمًا جديدًا ليتولى رئاسة الكرسي الباوي، التي تمثل أكثر من 1.2 مليار كاثوليكي في العالم، 40 % منهم يعيشون في أميركا اللاتينية.  وقد علا فوق كنيسة سكستينا في احد ضواحي العاصمة الايطالية روما دخانًا أبيضًا مبشرًا بانتخاب بابا جديد خلفا للبابا السابق بنديتكوس السادس عشر الذي  استقال من منصبه في 28 شباط/ فبراير الماضي . وقد ظهر في شرفة كنيسة القديس بطرس الكاردينال جان لويس توران للاعلان عن اسم البابا الجديد، وهو الكاردينال الارجنتيني خورخي ماريو بيرغوليو اسقف بوينس ايرس (76 عامًا). وتبنى البابا الجديد اسم فرانسيس، وهو اول بابا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الذي تبنى هذا الاسم.
ووفقا للمتحدث الرسمي باسم الحبر الأعظم فيديريكو لومباردي فان البابا السابق بنديتكوس السادس عشر المعروف حاليا باسم البابا إيميرتوس لن يشارك في مراسم تنصيب خلفه.
 وكان اجتماع الكرادلة البالغ عددهم 115 كردينالا قد افتتح يوم الثلاثاء 12 آذار/ مارس لانتخاب بابا الفاتيكان الـ 266.
وتناقلت الأنباء أن التصويت تركز على أربعة كرادلة أساسيين توجهت إليهم الأنظار وفي مقدمتهم أسقف ميلانو الإيطالي الكاردينال آنجيلو سكولا "71 عاما"، وقيل انه المرشح المفضل لدى الكثيرين، على الرغم من عدم وجود مجموعة مساندة له من بين الكرادلة القادمين من شتى أنحاء العالم.
دار الحديث عن أسقف ساو باولو في البرازيل أوديلو شيرير "63 عاما". كما توقع مراقبون أن يحصل الأمريكي رئيس أساقفة الولايات المتحدة، وأسقف نيويورك تيموثي دولان "63 عاما" على أصوات كثيرة .
وانقسم المصوتون إلى مجموعتين، الاولى ممن يعرفون بالروم الذين يعملون في الفاتيكان، وأولئك المقيمون في الخارج الذين يريدون تغييرا في "الكوريا" وهي الجهاز الإداري والتنفيذي والاستشاري الذي يساعد البابا على إدارة مهامه المختلفة.
ويريد من يطلق عليهم المصلحون بأن يعالج البابا الجديد ما يعتقد أنه فساد في الفاتيكان وغياب الكفاءة ورفض مشاركة السلطة والمعلومات مع قادة الكنيسة على المستوى المحلي.
ومن المقرر أن ينصب البابا الجديد رسميا بعد بضعة أيام حتى يتمكن من رئاسة مراسم أسبوع الآلام التي تبدأ بأحد السعف يوم 24 مارس/آذار، وتصل إلى ذروتها بعيد القيامة الأحد التالي.
ويذكر أن عملية إنتخاب الحبر البابوي الجديد كانت قد حرمت كلا من لويس مارتينيز سيستاك كاردينال برشلونة وأنجيلو سكولا كاردينال ميلانو من متابعة مباراة كرة القدم الحاسمة بين برشلونة الأسباني وميلان الإيطالي يوم الثلاثاء في إياب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا.
وألتقي الفريقان الثلاثاء على أستاد "كامب نو" في لقاء حاسم على بطاقة التأهل لدور الثمانية بالبطولة بعدما فاز ميلان 2 - صفر في لقاء الذهاب على ملعبه.
وتزامن موعد المباراة مع الاجتماع السري الخاص بإختيار البابا الجديد ليحرم كاردينال برشلونة ونظيره في ميلانو من متابعة المباراة رغم عشقهما لكرة القدم وحرصهما على متابعة مباريات الفريقين باستمرار.
واعتاد سيستاك التردد على أستاد "كامب نو" لحضور مباريات برشلونة بينما يعرف سكولا بأنه أحد المشجعين البارزين لنادي ميلان.
ولكن العزل الصارم الذي يطبق على مجمع الكرادلة خلال فترة إجراءات اختيار البابا لم يسمح لكل من سيستاك وسكولا بمتابعة المواجهة الحاسمة بين الفريقين.
كما زود مقر الاجتماع بحوائط ممغنطة تمنع تسرب أي كلمة من حديث الكرادلة الذين يدخلون هذا المقر بدون هواتفهم المحمولة أيضا.
وكان ينبغي أن يحصل خليفة البابا السابق بنديتكوس السادس عشر لسادس عشر على 77 صوتا من بين أصوات 115 كاردينالا مشاركين في عملية الانتخاب "أي ثلثَي العدد المشارك". حيث توقع عدد من الكرادلة أن يستمر التصويت لوقت طويل.