صنعاء ـ علي ربيع   أكدت السلطات اليمنية، مساء الثلاثاء، ما أعلنه الصليب الأحمر الدولي في وقت سابق من اختطاف ثلاثة من موظفيه في جنوب اليمن على يد مسلحين قبليين،  وقالت إن أحدهم يمني والآخران أجنبيان يحملان الجنسية السويسرية والكينية، في وقت كشفت فيه، على صعيد آخر عن تفكيك عبوة متفجرة زرعها عناصر تنظيم"القاعدة" جوار مستشفى في لودر التابعة لمحافظة أبين جنوب البلاد.
وقالت وزارة الداخلية اليمنية، إن موظفي الصليب الأحمر الثلاثة اختطفوا من قبل أشخاص من قبائل المراقشة أثناء ما كانوا في طريق عودتهم أمس إلى مديرية جعار، وأوضحت أن "الثلاثة المختطفين أحدهم يدعى دانيال وهو سويسري الجنسية والآخر كيني الجنسية اسمه عبد الله محمد سعيد، أما الثالث فهو يمني واسمه جمال عوله".
وأضافت أن "الموظفين الثلاثة سمح لهم بالذهاب إلى منطقة جعار فقط غير أنهم خرجوا عن مسارهم وقاموا بزيارة منطقة حصن عطية ومنطقة جبل البرق والتقوا خلال زيارتهم لتلك المناطق بمشائخ آل عباد المراقشة ومشائخ منطقة الحصن بحكم علاقتهم مع أهالي تلك المناطق، وعند عودتهم من زيارتهم الميدانية تم اعتراضهم واحتجازهم من قبل أشخاص مسلحين من المراقشة قبل وصولهم إلى جعار".
وأكدت الداخلية اليمنية، بحسب ما أوردته على موقعها، على الانترنت، أن الأجهزة الأمنية بمحافظة أبين تقوم بإجراءات متواصلة للإفراج عن الموظفين التابعين للصليب الأحمر الذين تفيد المعلومات عن وجودهم في منطقة جبل البرق.
وكانت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومقرها جنيف ديبا فخر، قالت إن ثلاثة من موظفي اللجنة خطفوا في اليمن يوم الاثنين وأنهم محتجزون في جنوب البلاد دون أن تكشف عن أسمائهم أو جنسياتهم.
وقالت فخر في رسالة بالبريد الالكتروني نشرتها"رويترز" "لا نستطيع أن نؤكد...في هذه المرحلة الجهة المسؤولة (عن الخطف) أو ما هي الدوافع. لكننا على اتصال مع أعضاء الفريق ويقولون إنهم بحالة جيدة."
وتعد عمليات خطف الأجانب في اليمن من قبل رجال القبائل للضغط على الحكومة من الحوادث المألوفة، كما يقوم  مسلحو  تنظيم"القاعدة" الناشط في اليمن، باختطافهم للحصول على فدية مالية أو لتلبية شروطه في إطلاق عناصره  الموقوفين لدى السلطات.
وأطلق مسلحون بعد حصولهم على فدية دفعتها سلطنة عمان سراح زوجين فلنديين ونمساوي، قبل أيام، كان خطفوا في كانون الأول/ديسمبر الماضي من وسط صنعاء، كما دفعت قطر فدية مالية أخرى لإطلاق سويسرية في شباط/فبراير، كانت مختطفة لدى مسلحين يعتقد أنهم من"القاعدة" في اليمن منذ آذار/مارس 2012.
كما اختطف مسلحون في نفس الشهر الذي اختطفت فيه السويسرية، دبلوماسيا سعوديا يعمل نائباً للقنصل السعودي في عدن(جنوب اليمن) يدعى عبدالله الخالدي من أمام منزله، ولايزال في قبضة"القاعدة" الذي يشترط على السلطات السعودية إطلاق المحتجزين لديها من عناصره مقابل الإفراج عنه.
على صعيد منفصل، أكدت السلطات اليمنية، الثلاثاء، أن مليشيا اللجان الشعبية المساندة للجيش في أبين جنوب البلاد، تمكنت مع  خبراء متفجرات عسكريين من اللواء الثاني مشاة جبلي من تفكيك عبوة ناسفة زرعت قرب مستشفى مدينة لودر".
وقالت وزارة الدفاع اليمنية على موقعها الإلكتروني،" إن عامل نظافة اكتشف عبوة ناسفة مزروعة قرب المستشفى وتم استدعاء خبراء المتفجرات من اللواء الثاني الذين قاموا بإبطال مفعول العبوة التي كانت معدة للتفجير عن بعد"، متهمة عناصر تنظيم"القاعدة" بأنهم وراء زرع العبوة المتفجرة" .
وينشط تنظيم"القاعدة" في مناطق من جنوب ووسط وشرق اليمن، واستطاع الجيش اليمني منتصف العام 2012 بمساندة مليشيا قبلية طرد مسلحي من مدن استولوا عليها في محافظتي  أبين وشبوة الجنوبيتين، فيما لجأ بعدها عناصر التنظيم، وبينهم أجانب من جنسيات مختلفة إلى أسلوب الهجمات المباغتة أو الانتحارية ضد مليشيا"اللجان الشعبية" والأهداف التابعة للجيش، كما يعتقد  بمسؤولية  التنظيم خلال العامين الأخيرين عن مقتل نحو 70 ضابطا وجنديا في الجيش والأمن اليمني خلال عمليات اغتيال ينفذها مجهولون، يستقلون في الأغلب دراجات نارية.