الجزائر - خالد علواش أكد ، السبت، في الجزائر العاصمة على ضرورة سن قوانين و دساتير تمكن من خدمة كل فئات المجتمع الجزائري، والتكفل بانشغالاته، محذرًا من عواقب اللجوء إلى التعديلات الجزئية، التي تخدم المصالح الضيقة في زمن الربيع العربي. وطالب ربيعي في كلمة ألقاها لمناسبة اختتام دورة تدريبية لفائدة مناضلي و إطارات حزبه بسن "قوانين و دساتير تمكن الحكام من خدمة كل فئات المجتمع، لاسيما المستضعفة منها"، وأضاف قائلاً "إن الجزائر أصبحت اليوم أكثر عرضة لابتزاز الأجنبي، لسبب السياسات الخاطئة، والعبث بالأمة واستقرار البلاد"، مجددًا "رفض الحركة وتحفظها على التعديل الدستوري في 2008، ومطالبتها بتحديد طبيعة النظام السياسي، ممثلاً بالنظام البرلماني، وإبعاد الإدارة عن الهيمنة على العملية الانتخابية وصناعة الخريطة السياسية، والتحكم في مصير العملية السياسية وتوجيهها بما يخدم زمر الحكم".
وأضاف ربيعي "لقد ولى زمن تكييف القوانين والدساتير على مقاس الأشخاص والأحزاب في زمن الربيع العربي، كما ولى زمن التوظيف على أساس القرابة والولاء على حساب الكفاءة والقدرة، كما ولى زمن السكوت والتغطية على الفساد وترقية المفسدين".
وأشار الأمين العام لحركة النهضة "كما قلنا من قبل بأن الجزائر على مفترق طرق، لسبب الانتخابات التشريعية، فإننا نؤكد اليوم استمرارية الجزائر في التوجه نحو المجهول، لاسيما إذا أهدرنا مرة أخرى فرصة التقويم، في الاستحقاقات المقبلة، لاسيما التعديل الدستوري ورئاسيات 2014"، وأضاف متسائلاً "لست أدري هل ستتغلب الأنانية الضيقة على المصالح العليا للبلاد، وتفرض على الشعب مرة أخرى خيارات لم يشارك في صياغتها؟ وهل ستفرض سياسة الأمر الواقع، أم أن ما حدث في المحيط العربي، وما يحدث على حدودنا الجنوبية يفرض التعقل وعدم المجازفة".
ودعا ربيعي إلى "إعادة الكلمة للشعب، للقضاء على رؤوس الفساد الكبيرة، وتحقيق القصاص العادل في قاتلي الأطفال والمعتدين على البراءة، ووقف هدر القيم، وتوفير السكينة والطمأنينة داخل المجتمع، والقضاء على الإثراء غير المشروع، وتوزيع المسؤولية على أساس الكفاءة وليس على أساس الولاء".
وعن الدورة التدريبية موضوع اللقاء، قال الأمين العام لحركة النهضة "إن المناسبة فرصة للتأكيد على أهمية التكوين واكتساب المهارات، فالإطارات التي نالت حظها من التكوين كانت على جانب كبير من التضحية والعطاء، وكانت دائمًا، لاسيما في المواقف الكبرى، حريصة على تحقيق الصالح العام"، داعيًا الحضور إلى "تعميق النظر في المنظومة التكوينية للحركة، لاسيما وهي مقبلة على المؤتمر الخامس".
وأضاف "بقدر إدراكنا لأهمية التربية والتكوين، وضرورة احتواء المنظومة التكوينية على محتوى حضاري، يعبر عن هوية الأمة ودينها وموروثها، فإننا نؤكد يقينًا أن رأس البلاء والصداع سياسي بامتياز، ولا يمكن لقطاع أن ينهض أو يطور دون إصلاح الخلل السياسي أولاً".
وندد ربيعي بعملية اغتيال الشيخ الدكتور سعيد رمضان البوطي في سورية، واصفًا عملية اغتيال البوطي بـ"العمل الجبان"، و"حمّل النظام السوري مسؤولية كل الدماء التي سالت في سورية، بما في ذلك قتل الدعاة والعلماء، في ضوء صمت عربي، وتواطؤ دولي حماية للكيان الصهيوني".