تونس ـ أزهار الجربوعي أكد القيادي في "حزب حركة النهضة الإسلامي" الحاكم رياضي الشعيبي لـ"العرب اليوم" أن الحركة ستقدم بديلها لخلافة حمادي الجبالي لمنصب رئاسة الحكومة، إلى رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي خلال 48 ساعة، في حين انتقد المتحدث الرسمي باسم حزب التكتل في تصريح خاص بـ"العرب اليوم" تراجع شريكهم في الحكم "حزب النهضة" صاحب الأغلبية عن موقفه من التنازل عن وزارات السيادة بعد تشبث قياداته بوزارة الداخلية وهو ما اعتبره بنور ضربة لمصلحة تونس، يأتي ذلك فيما أشاد وزراء خارجية ألمانيا والإتحاد الأروبي برئيس الحكومة التونسية المستقيل من منصبه حمادي الجبالي مثمنين جهوده وحسه بالمسؤولية.
ونفى القيادي في "حركة النهضة" الحاكمة في تونس رياض الشعيبي لـ"العرب اليوم" تنازل حزبه غير المشروط عن وزارات السيادة ولا سيما وزارة الداخلية، وأضاف الشعيبي " إن حركة النهضة ستتجاوب مع شروط الأطراف السياسية الراغبة في المشاركة في الحكومة فقط وأنها ترفض غير ذلك من الشروط المزايدات السياسية".
وأوضح الشعيبي أن حزب الأغلبية "حركة النهضة" سيقدم مرشحه لخلافة الجبالي على رأس الحكومة،  إلى رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي خلال 48 ساعة في صورة تمسك أمينه العام حمادي الجبالي بالاستقالة.
وبشأن الأسماء المطروحة لخلافة حمادي الجبالي، أشار القيادي في حركة النهضة رياض الشعيبي أن جميع وزراء النهضة معنيون لتبقى كلمة الفصل من نصيب مؤسسات الحركة التي ستتولى  اختيار مرشح من بينهم وفق معايير معينة.
وقد كشفت مصادر خاصة لـ"العرب اليوم" أن "حركة النهضة" حصرت خلافة أمينها العام حمادي الجبالي إذا رفض القبول برئاسة حكومة ائتلاف وطني بين سياسيين وتكنوقراط في 5 مرشحين هم:  محمد بن سالم وزير الفلاحة وعبد الكريم الهاروني وزير النقل ونور الدين البحيري وزير العدل وعلي العريض وزير الداخلية وعبد اللطيف المكي وزير الصحة، الذي سيدو الأقرب لخلافة الجبالي.
من جانبه، استنكر  القيادي في حزب التكتل محمد بنور في تصريح للـ"العرب اليوم" الأربعاء، تراجع "حركة النهضة الإسلامية" الحاكمة في تونس عن قرار تحييد وزارات السيادة في حكومة الائتلاف الوطني الجديدة وذلك بعد أن عبر زعيمها راشد الغنوشي عن استعداده لقبول التنازل عن حقائب السيادة إثر الاجتماع الأخير الذي جمع قادة التيارات السياسية برئيس الحكومة حمادي الجبالي في قصر دار الضيافة في قرطاج، على حد قوله ووفق ما أكدته الأمينة العامة للحزب الجمهوري مي الجريبي.
واعتبر بنور أن هذا التراجع يخدم مصلحة  "حزب النهضة" ولا يخدم تونس التي يتهددها شبح "الكوارث الاقتصادية" بسبب الفراغ السياسي وانعدام مناخ الثقة، داعيًا "حركة النهضة" إلى الالتفاف حول أمينها العام حمادي الجبالي ومساندته لتشكيل حكومة جديدة.
 وفي سياق متصل، أفاد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشى عقب لقاء جمعه، مساء الأربعاء، في قصر قرطاج برئيس الجمهورية الدكتور محمد المنصف المرزوقي أن البلاد تحتاج إلى حكومة ائتلافية بمشاركة واسعة من الأحزاب والكفاءات، مشددًا على ضرورة أن تتشكل هذه الحكومة في غضون الأسبوع الجاري.
 وكان رئيس الحكومة التونسية والأمين العام لـ"حزب النهضة الإسلامي" حمادي الجبالي قد استقال، مساء الثلاثاء، من مهامه بعد فشل مبادرته الرامية إلى تشكيل حكومة كفاءات وطنية، كما أكد عزمه عدم الترشح للانتخابات المقبلة، وعدم مشاركته في ائتلاف حكومي جديد إلا إذا كانت له خارطة طريق لمعالم المرحلة المقبلة وتاريخ انتخابات محدد .
ومن جانبه هاجم رئيس الحكومة التونسية المستقيل ، حمادي الجبالي، مبدأ تشكيل حكومة مختلطة تجمع بين سياسيين وكفاءات وطنية "تكنوقراط"، معتبرا أنها  "لا تخدم مصلحة الوطن ولا يمكنها تحقيق الأهداف المنتظرة"، وهو ما يجعل فرضية ترشيح النهضة لحمادي الجبالي لتشكيل حكومة جديدا أمرًا صعبًا في ظل رفضه لتطعيم حكومة التكنوقراط بسياسيين.
 من جانبه، أكد وزير الخارجية رفيق عبد السلام أن حركة النهضة ما تزال متمسكة بأمينها العام حمادي الجبالي لرئاسة الحكومة الجديدة، و لكنها ستقدم مرشحًا آخر في حال عدم التوافق معه بشان الشروط التي قدمها للقبول بهذا الترشح.
كما أكد عبد السلام أن الحركة متمسكة بوزارة الداخلية إلى جانب تمسكها بوزارات سيادية أخرى وفق ما ستحدده نتيجة المفاوضات السياسية مع بقية القوى السياسية المتفاوضة.
وقد اتفقت الأطراف السياسية التونسية المشاركة في المفاوضات التي عقدها رئيس الحكومة المستقيل حمادي الجبالي على أن لا يترشح أي وزير في الحكومة المقبلة للانتخابات وأن لا يشارك في الاجتماعات الشعبية والعامّة، وأن لا يدافع عن أي حزب ، على جانب عدم استغلال منصبه الوزاري لأي غرض كان، للحد من وتيرة الاحتقان والتجاذب السياسي الذي زاد الأوضاع تأزما.
 على صعيد آخر، أكد وزير الشؤون الاجتماعية التونسي خليل الزاوية أن استقالة الجبالي لن تشكل فراغا في السلطة وأنه سيواصل عمله على مستوى الإشراف على الإدارة و الإمضاءات، مشيرا إلى أن عمل الحكومة سيتواصل بصيغة تصريف أعمال .
وعلى الصعيد الدبلوماسي أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله،  الأربعاء عن احترامه لرئيس الحكومة المستقيل حمادي الجبالي، داعيا "القوى السياسية التونسية  الى تبني "فكر الحوار".
وقال فيسترفيله في بيان  صادر عن الخارجية الألمانية "أرغب في إبداء الاحترام لرئيس الحكومة السابق جبالي".
واضاف "أدعو القوى السياسية كافة إلى إعلاء فكر الحوار وتجاوز الخلافات التي تقسم البلاد حاليا".
وتابع الوزير الألماني “"وجه تحية جلية إلى الكثير من الفاعلين السياسيين التونسيين الذين يسهمون بايجابية في هذه المرحلة الحاسمة في دفع عملية الانتقال الديمقراطي".
من جانبها عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، عن "احترامها الشديد" لقرار رئيس الوزراء  التونسي حمادي الجبالي الاستقالة.
وقالت المتحدثة باسم آشتون، في بيان الأربعاء: "إن الممثلة العليا (للاتحاد) علمت بإعلان استقالة رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي، وتحرص على التعبير عن احترامها الشديد لقرار الجبالي، وتود في هذه المناسبة الإشادة بالعمل الذي أنجزه على رأس الحكومة التونسية وحسه الكبير لمفهوم الدولة"
كما رحبت آشتون بـ"روح المسؤولية والاعتدال التي أبداها الشعب التونسي" منذ اغتيال المعارض التونسي  شكري بلعيد في 6 شباط/ فبراير.