الرئيس الجزائري بوتفليقة والعاهل المغربي محمد السادس
الرباط ـ رضوان مبشور
تصدرت المغرب والجزائر قائمة أكبر الدول شراءً للأسلحة على الصعيد الدولي، حيث تعيش منطقة المغرب العربي، سباقًا محمومًا نحو التسلح، إذ تعمل البلدان على تجديد ترسانتيهما العسكريتين وتخصيص موازنات ضخمة متصاعدة للدفاع، من أجل ضمان درجة مقبولة من التوازن بين الجارين المتنازعين في الصحراء
الغربية، وذلك على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة.
وأعلنت دراسة حديثة صادرة عن معهد "استوكهولم الدولي لأبحاث السلام"، أن الجزائر والمغرب وجنوب أفريقيا، شكلت أقوى الدول من حيث استيراد الأسلحة في القارة السمراء، في الفترة ما بين عامي 2008 و 2012، وأن واردات الدول الأفريقية من الأسلحة ارتفعت بنسبة 104 % ما بين عامي 2003 و2007، والفترة الممتدة ما بين 2008 و 2012، وسجلت واردات دول شمال أفريقيا من الأسلحة ارتفاعًا بنسبة 350 %، خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2008 و 2012، وهو ما يمثل 64 % من إجمالي واردات الدول الأفريقية، ورفع المغرب من وتيرة استيراد الأسلحة بـ 146 % ما بين عامي 2003 و 2007، والفترة ما بين 2008 و 2012، منتقلاً من المرتبة 69 عالميًا إلى المركز الـ 12، كأكثر المستفيدين من سوق الأسلحة في العالم.
وأكدت الدراسة، أن "المغرب يقتني من الولايات المتحدة الأميركية الطائرات الحربية، بينما يقتني الفرقاطات من هولندا، وبعض الأسلحة الأخرى من الصين، وحتى نهاية 2012 كان لدى فرنسا العديد من الطلبات لاقتناء أسلحة من كل من المغرب وماليزيا، وأن 10 % من مبيعات فرنسا تتوجه إلى المغرب، وفي مقابل ذلك رفعت الجزائر من وارداتها من الأسلحة بنسبة 277 %، وهو ما جعلها تنتقل من المركز 22 عالميًا إلى 6، كأكبر مستورد للأسلحة، حيث تستورد 93 % من أسلحتها من روسيا، بما فيها 44 طائرة حربية وغواصتين بحريتين وأسلحة أخرى، وخلال عامي 2011 و 2012، اتجهت الجزائر إلى السوق الألمانية والصينية لاستيراد أسلحتها".
ويرى العديد من الخبراء العسكريين أن "الصراع الفرنسي الأميركي ساهم بشكل كبير في احتداد سباق التسلح بين المغرب والجزائر، لاسيما أنه ترجم على أرض الواقع بنوع من التنافس، حول تزويد المنطقة بالأسلحة، عبر صفقات ضخمة أسالت لعاب القائمين على الصناعات العسكرية، وزاد من حدة هذا التنافس اختلاط الحسابات الأمنية والسياسية والإستراتيجية والاقتصادية في منطقة المغرب العربي وشمال أفريقيا".
وكشف المعهد عن أن "الصين أصبحت للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة، في عداد مصدري الأسلحة الخمسة الأوائل، حيث أزاحت بريطانيا التي كانت تحتل المركز الخامس في تصدير الأسلحة عالميًا من قبل، وكانت أحد مصدري الأسلحة الخمسة الأوائل منذ العام 1950، ولا تزال الولايات المتحدة الأميركية تتصدر ترتيب دول العالم المصدرة للأسلحة، تليها روسيا وألمانيا وفرنسا والصين".