دمشق ـ جورج الشامي/ وكالات   كشف "التحالف الوطني السوري" المعارض عن سعيه إلى الحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة التي تدرس إرسال بعثة لنشر الاستقرار في البلاد قريبًا، فيما اتهمت الحكومة السورية جارتها تركيا بقتل آلاف المواطنين السوريين لدعمها المجموعات "المتطرفة" في القتال الدائر على أراضيها، تزامنًا مع تأكيد المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي، من أن "الوضع في سورية يزداد سوءً".
واتهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، كلاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داوود أوغلو، بقتل آلاف المواطنين السوريين "عبر تقديم الدعم إلى منظمتي (القاعدة والنصرة) وسواهما من المنظمات الدينية المتطرفة"، قائلاً "لقد بذلنا جهدًا كبيرًا لإقامة علاقات جيدة مع تركيا، قبل أن نكتشف أن قيادتها لديها مخطط مختلف، وهو السعي لدفع (الإخوان المسلمين) والإتيان بالمنظمات الدينية المتطرفة وتسليحها من مصر وتونس وليبيا إلى سورية والعراق، لهدف إقامة إمبراطورية عثمانية جديدة".
وحول الخلاف السوري ـ السعودي، قال المقداد إن "المملكة العربية السعودية خاضعة للضغوط الأميركية، وهي تقدم الدعم إلى بعض القوات الإسلامية المتطرفة التي تقاتل ضدّ سورية، وهي تدرك تمامًا أنّ هذا الموقف ضد مصالحها، وبالتالي عليها التحرّر من الضغوطات الأميركية، وأن المستفيد مما يحصل في سورية هو الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وأن تجزئة سورية تعني نسيان الصراع العربي الإسرائيلي، فنحن الدولة الوحيدة المدافعة عن قضية العرب".

وتصعيدًا للأزمة، أعلن ممثل "التحالف الوطني السوري" في الولايات المتحدة نجيب غضبيان، أن المعارضة السورية تطمح إلى الحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة، وستفتح مكتبين في واشنطن ونيويورك، مضيفًا "إن نظام الأسد فقد شرعيته، ولذ لك فإن هدفنا هو تولي مقعده في الأمم المتحدة، وإن الأمر يتعلق بمعركة سياسية وقانونية طويلة، وأن رئيس التحالف أحمد معاذ الخطيب دعي من قبل الحكومة الأميركية للقيام بزيارة، ويمكن أن يلتقي كبار مسؤولي الأمم المتحدة ومن ضمنهم الأمين العام بان كي مون"، لكنه لم يشر إلى أي تواريخ محددة.
وأضاف غضبيان أن المعارضة السورية التي تملك مكاتب في سبع دول بينها بريطانيا وفرنسا وقطر وتركيا، ستفتتح مكتبي تمثيل في واشنطن الأسبوع المقبل ثم في نيويورك، في بادرة تدعمها الولايات المتحدة"، فيما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، "نحن نجري محادثات مع الائتلاف الوطني السوري المعارض لفتح مكتب في واشنطن، وندعم أيضًا فتح مكتب في نيويورك"، وذلك بعد أن اعترفت الولايات المتحدة في كانون الأول/ديسمبر الماضي بالائتلاف الوطني السوري المعارض "ممثلاً شرعيًا للشعب السوري".
في سياق متصل، كشف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، إرفيه لادسوس، في مؤتمر صحافي انعقد في نيويورك، عن قيام المنظمة الدولية بدرس احتمالات الدعوة إلى إرسال بعثة تساعد في نشر الاستقرار في سورية في المستقبل، لأن الوضع الراهن حاليًا لا يسمح بنشر بعثة لحفظ السلام، مضيفًا أن "العامل الأمني سيكون رئيسًا بالطبع، لأن مستوى العنف مرتفع للغاية، ولكننا ندرس السيناريو المحتمل الذي قد تتم دعوتنا فيه للمساعدة في نشر الاستقرار في البلاد ودعم العملية السياسية، وفعل ما يمكن لتوفير الشعور بالأمن لبعض الجماعات التي قد تشعر بالتهديد".
في غضون ذلك، حذر المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، في تصريح صحافي أدلى به مساء الأربعاء، من أن "الوضع في سورية يزداد سوءًا"، مؤكدًا مواصلته لمهمته في سورية رغم "الصعوبات الكبيرة" التي تواجهه، مضيفًا عقب مباحثات أجراها مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في الجزائر العاصمة، "إنني متوجه الآن إلى القاهرة حيث يوجد مكتبنا، ونحن على اتصال بالأطراف المختلفة بما فيها الطرف المعارض للحكومة السورية".
وكان الرئيس المصري محمد مرسي، قد دعا الأربعاء، في افتتاح قمة منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة، النظام الحاكم في سورية إلى "التعلم من دروس التاريخ"، قائلاً إنه "يجب على النظام السوري أن يقرأ التاريخ ويعي درسه، الذي يؤكد أن الشعوب هي الباقية، وأن من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم ذاهبون لا محالة، وأن مصر تقدم كل الدعم اللازم للائتلاف السوري المعارض بناء على ثوابت واضحة هي الحفاظ على سلامة تراب سورية، وتجنيبها خطر التدخل العسكري الأجنبي"، داعيا أطياف المعارضة إلى التنسيق مع الائتلاف وطرح رؤية موحدة وشاملة، كما حثها على المسارعة في اتخاذ الخطوات اللازمة لتحمل المسؤولية السياسية.