الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق أعلن الجيش السوداني على لسان المتحدث الرسمي باسمه العقيد الصوارمي خالد سعد أن "الجيش أخلى منطقة "مفو" في ولاية النيل الأزرق التي استعادها من المتمردين الأحد الماضي"، وأكد الصوارمي في بيان له "عدم وجود قتال يدور الآن على مشارف مدينة الكرمك الإستراتيجية "مقر سابق لرئاسة الحركة الشعبية" في ولاية النيل الأزرق"، وأشار البيان إلى فقدان المنطقة "مفو" بعد هجوم لمتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال مدعومًا من الجيش الشعبي لجنوب السودان و"مرتزقة بيض" يرتدون سترات واقية من الرصاص بحسب بيان الصوارمي"، الذي قال فيه إن "الجيش أخلى المنطقة بعد أن كبد القوات التي هاجمت المنطقة خسائر كبيرة"، وكشف عن أن "قوة تتبع للجيش الشعبي لجنوب السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال، مدعومين بعناصر، يُرجح أنها أجنبية تقود الدبابات "مرتزقة بيض" وترتدي هذه العناصر الأجنبية سترات واقية من الرصاص، هاجمت صباح الأربعاء مفو"، وأضاف العقيد الصوارمي أن "القوة التي هاجمت المنطقة، كانت كبيرة، وتقدر بثلاث كتائب هاجمت من ثلاثة محاور".
وأكد بيان القوات المسلحة أن "الجيش السوداني كبد المهاجمين خسائر كبيرة في الأرواح بعد أن أخلى "مفو"، ويجري استعداداته الآن لاستعادتها في أسرع وقت ممكن"، كما تحدث البيان عن معارك شرسة استمرت لثلاث ساعات متواصلة خسرت القوات المعتدية خلالها أعداداً كبيرة من القتلى"، مضيفاً أن "القوات السودانية صدت الهجوم ثلاث مرات متتالية، إلا أن الأعداد الكبيرة للقوات المهاجمة ونقص الذخيرة، أدت لانسحاب قوات الجيش السوداني للخلف، وكان الجيش السوداني، قد أعلن الأحد الماضي عن "استعادة المنطقة من المتمردين".
ويقول الباحث في مركز السودان للدراسات الإستراتيجية اللواء يونس محمود لـ "العرب اليوم" إن "وجود الفرقتين التاسعة والعاشرة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، فيه تجاوز لاتفاقية نيفاشا الموقعة في العام 2005 بين الشمال والجنوب، والتي نصت على انسحاب الجيشين"السوداني والجنوبي" لما وراء الحدود، واستبقاء القوات المشتركة في مناطق بعينها، منها النيل الأزرق وجنوب كردفان والخرطوم وابيي، وبعد انفصال الجنوب العام قبل الماضي، أصبح لزامًا انسحاب القوات المشتركة كل إلى دولته، ولكن دولة الجنوب خالفت الاتفاق، وأبقت هذه القوات في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ، ولم تنسحب هذه القوات إلى ما وراء الحدود"، مضيفًا أن "الحكومة السودانية كانت تعلم بهذا التجاوز، لكنها تغاضت عنه، رغبة منها في تحقيق الهدف الأكبر، وهو السلام"، ولاحقًا كما يقول اللواء يونس محمود "تبدي سوء نوايا دولة الجنوب باحتلالها أراضٍ سودانية"، مؤكدًا أن "الحركة الشعبية قطاع الشمال مرتبطة بالحركة الشعبية في جنوب السودان"، مضيفًا أن "الجيش السوداني يعالج هذه التشوهات الآن بالعمل على استعادة الأرض السودانية وطرد الفرقتين إلى ما وراء الحدود"، وأوضح اللواء محمود أن "الجيش لو أطلقت يده، يستطيع القضاء على التمردين، لكنه ملتزم بالجانب السياسي الذي يعطي فرصا للحوار"، وبالتالي جرت العمليات العسكرية الحالية مابين الهجوم والهجوم المضاد، وهذا أمر معتاد بالطبع في القراءة لمثل هذه الظروف عسكريًا، وتقود الحركة الشعبية قطاع الشمال صراعًا مسلحًا في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان التي ظلت طوال الفترة الماضية مسرحًا لعمليات نشطة عكس النيل الأزرق"، وتؤكد الحكومة السودانية أنها "لن تفاوض هؤلاء، وتعهدت بحسم نشاطهم قريبًا".