الجهادي المصري جمال أبو أحمد
القاهرة ـ أكرم علي
تجري السلطات المصرية حاليًا، تحقيقات مع مصري يتزعم "خلية جهادية"، يُشتبه تورطها في قتل السفير الأميركي في بنغازي في 11 أيلول/سبتمبر الماضي، بعد أن تم إلقاء القبض عليه أخيرًا، فيما تعتقد واشنطن أن "المتهم يمثل القوة الدافعة وراء مجموعة إرهابية جديدة تسعى إلى التحالف مع (القاعدة)".
وقالت مصادر أمنية لـ "العرب اليوم"، إنه "تم القبض على جمال أبو أحمد (45 عامًا) في الأسبوع الماضي، ولم يتم الكشف عن ذلك إلا بعد إجراء التحريات اللازمة التي تؤكد تورطه في الهجوم على السفارة الأميركية في ليبيا، وأن زعيم الجماعة، الذي اعتبرته المخابرات الغربية المكلفة بمكافحة الإرهاب، أحد الأشخاص الأكثر خطورة في المنطقة منذ الربيع العربي"، مشيرة إلى أن المتهم قد خرج من سجن العقرب في القاهرة العام الماضي، ضمن المفرج عنهم، وبعد خروجه من السجن قاد مجموعة إرهابية تدرب أفرادها في ليبيا ومصر، بتمويل من فرع تنظيم "القاعدة" في اليمن.
وكشف مسؤول أميركي مطلع على التحقيق، عن أن السلطات الأميركية تحقق في "ما إذا كان زعيم شبكة إرهابية في مصر، قد لعب دورًا في هجمات 11 أيلول/سبتمبر على القنصلية الولايات المتحدة في مدينة بنغازي الليبية، لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يتمكن من الوصول إليه بعد، لافتًا إلى أن "أبو أحمد" جذب انتباه السلطات بعد الهجوم.
في السياق، أكدت مصادر أميركية في القاهرة لـ"العرب اليوم"، أن "هناك تعاونًا وثيقًا بين الولايات المتحدة والسلطات المصرية، في ما يخص قضايا الإرهاب، وأنها تعتقد أن المتهم يمثل القوة الدافعة وراء مجموعة إرهابية جديدة تسعى إلى التحالف مع (القاعدة)".
وقالت التحريات إن "جمال أبو أحمد اعترف أنه كان سافر إلى ليبيا مرات عدة خلال الثورة هناك، وانضم إلى المقاومة، لكنه نفى أي صلة بالهجوم على القنصلية أو الانتماء لتنظيم "القاعدة"، فيما يتوقع ضباط المخابرات المصرية، أن المتهم على صلة بخلية إرهابية في مدينة نصر في القاهرة، حيث تم القبض على خمسة مشتبه بهم بعد معركة عنيفة بالأسلحة النارية مع قوات الأمن في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وأصبحت الخلية معروفة باسم "خلية مدينة نصر"، ولكن حكومة الولايات المتحدة تشتبه في أنه "ربما يكون قاد خلية إرهابية في ليبيا، ووفر التدريب والتمويل لهم، قبل أن يأمرهم بمهاجمة القنصلية الأميركية، رغم أنه ينفي هذه الاتهامات ويقول إنه كان يقاتل إلى جانب الثوار في ليبيا".
وكانت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المصرية، قد استهدفت مقر محمد جمال في محافظة الشرقية، وعثر بداخله على أسلحة ومتفجرات نهاية تشرين الثاني/أكتوبر الماضي، واعترف بأنه "كوّن خلية جهادية كان غالبيتها من المصريين، وأنه سافر إلى ليبيا وساعد في تكوين جماعة (أنصار الشريعة)، التي تعد المتهم الأول في ضرب القنصلية الأميركية في بنغازي، وقام المواطنون الليبيون بطردها من المدينة بعد ذلك".