تنظيم "القاعدة" في اليمن
صنعاء - علي ربيع
أقدم مسلحان مجهولان، يُعتقد أنهما من ، الأربعاء، على اغتيال ثلاثة ضباط رفيعين، يعملون مدربي طيران في أكبر القواعد الجوية اليمنية، في محافظة لحج جنوب البلاد، أثناء ذهابهم إلى عملهم على متن سيارة كانت تُقلهم من مقر سكنهم في مدينة الحوطة، في حين يأتي الحدث بعد أقل من يومين على
تصريحات أطلقها الرئيس اليمني، أكد فيها أن بلاده قضت على حلم تنظيم "القاعدة" في اليمن.
وقال مصدر مسؤول في مكتب قائد القوات الجوية اليمنية لـ"العرب اليوم" إن مسلحين اثنين من عناصر تنظيم "القاعدة" نصبا كميناً لثلاثة ضباط يعملون في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، وأمطرا سيارة كانت تقلهم بالرصاص، ما أدى إلى استشهادهم على الفور".
وأوضح المصدر "أن الحادث وقع على الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة الحوطة بقاعدة العند الجوية، حيث كان الضباط على متن سيارة تقلهم من مقر سكنهم إلى مكان عملهم" وقال" إن المسلحين استغلا مطباً على الطريق، وعند انخفاض سرعة السيارة التي تقل الضباط قاما بإطلاق النار عليهم، قبل أن يلوذا بالفرار على متن دراجة نارية".
وأكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "أن الطيارين الثلاثة يحملون رتبة العقيد، وقال"إنهم يعملون مدربين للطلبة على قيادة طائرات "التدريب الأولي" وليس لهم أي صلة بالتدريب على الطائرات القتالية"، في إشارة منه إلى عدم فهم المغزى من استهدافهم رغم أنهم لا يشاركون في أي عملية قتالية ضد عناصر"القاعدة".
وأكد موقع وزارة الدفاع اليمنية على الإنترنت الحادثة، وقال "إن الطيارين الثلاثة من أكفأ الكوادر ويحملون رتبة العقيد وهم، العقيد ناصر محمد عبدالله فارع من محافظة عدن، والعقيد طلال أحمد شهاب من أبناء محافظة لحج والعقيد محسن أبو بكرمحمد البغدادي من أبناء محافظة شبوة".
إلى ذلك، نفّذ أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل، المنعقد في صنعاء، وقفة احتجاجية، أعقبت اغتيال مقتل الطيارين، في حين استنكر ناشطون من المعارضة اليمنية الجنوبية الحادث، واعتبروه في بيان لهم استمرارا لعملية استهداف كبار الضباط العسكريين الذين ينتمون إلى المحافظات الجنوبية، معطين للحادث طابعاً سياسياً.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إن عدداً من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل، نظموا وقفة احتجاجية على حادث مقتل الطيارين،" واستنكروا هذه الجريمة البشعة وحالة الانفلات الأمني الذي تشهده عدد من المحافظات، سيما الجنوبية والشرقية، مطالبين أجهزة الأمن بسرعة البحث عن الجناة وضبطهم وتقديمهم للمحاكمة وكشف هوية العناصر الإجرامية التي تقف وراءهم".
وينشط تنظيم"القاعدة" في مناطق من جنوب ووسط وشرق اليمن، واستطاع الجيش اليمني منتصف العام 2012 طرد مسلحين مرتبطين بالتنظيم تحت مسمى"أنصار الشريعة" من مدن استولوا عليها في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين، كما يعتقد بمسؤولية التنظيم خلال العامين الأخيرين عن مقتل قرابة 70 ضابطاً وجندياً في الجيش والأمن اليمني خلال عمليات اغتيال ينفذها مجهولون، يستقلون في الأغلب دراجات نارية.
على صعيد مشابه، أبلغ أعضاء النيابة اليمنية الجزائية المتخصصة (في قضايا الإرهاب وأمن الدولة) في العاصمة صنعاء، الأربعاء، مجلس القضاء الأعلى أنهم قرروا تعليق أعمالهم وجلسات التحقيق مع متهمي"القاعدة" ابتداء من الأسبوع المقبل، حتى يتم الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بتوفير حماية لهم من تهديدات عناصر تنظيم"القاعدة" بتصفيتهم.
ويأتي قرار أعضاء النيابة اليمنية الجزائية، عقب قرار مماثل اتخذه قضاة المحكمة الجزائية المتخصصة (في قضايا الإرهاب وأمن الدولة) في العاصمة صنعاء، قبل أسبوع، أعلنوا فيه تعليق جلسات المحاكمات المتعلقة بقضايا عناصر تنظيم القاعدة، حتى تتولى السلطات تأمين الحماية اللازمة لقضاة المحكمة، بعد التهديدات التي تلقوها بالتصفية الجسدية من بعض المدانين من عناصر التنظيم الذين كانت صدرت بحقهم أحكام بالحبس.