صنعاء ـ علي ربيع حذّر ، أعضاء مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في بلاده، من مغبة فشل الحوار، وأكد لهم أن حلولاً ستأتي من الخارج لتُفرض عليهم حال عجزهم عن التوافق على حلول يمنية بشأن مستقبل البلاد. جاء ذلك، في خطاب له ألقاه، الثلاثاء، خلال ترأسه جلسة الحوار الأولى من مؤتمر الحوار الوطني ، والتي تم تخصيصها للاستماع لخطابات ممثلي الأحزاب والقوى المشاركة في هذا المؤتمر الأوسع تمثيلاً والأكثر تنظيمياً في تاريخ البلاد.  
وكان مؤتمر الحوار اليمني الشامل، بدأ أعماله، الاثنين، بمشاركة نحو 565 عضواً يمثلون ألوان الطيف السياسي اليمني، ومختلف القوى الوطنية، في ظل مقاطعة نحو عشرة أعضاء، وغياب نحو 20 آخرين، لظروف متنوعة، إضافة إلى مخاوف من عدم توصل الفرقاء اليمنيين إلى حلول بشأن شكل الدولة الذي يتم التأسيس له.
وأكد الرئيس اليمني أن بلاده لم تعد تحتمل أن يفرض فيها أي طرف سياسي رأيه بالقوة، وأن فرص نجاح الحوار متوفرة إذا صدقت نوايا المشاركين فيه، وقال"إن اليمن لم يعد يحتمل أن يفكر طرف بفرض رأيه أو رؤيته أو سياساته بالقوة ولن يقبل اليمنيون بعد اليوم إلا فكرة التعايش بيننا جميعا وقبول بعضنا البعض في ظل سيادة حكم القانون".
ونصح هادي المتحاورين بالخروج بحلول توافقية ترضي الجميع، وحذرهم من حلول قال إنها ستأتي من الخارج حال فشل المؤتمر في مهمته الوطنية، مشيرًا إلى أنه من الضروري والمهم أن نستحضر في كل لحظة أننا دخلنا هذه القاعة لنخرج منها بحلول يمنية الصنع وطنية النكهة لمشكلاتنا التاريخية المزمنة وليس بمزيد من الأزمات والمشكلات، وكلما تمكنتم من وضع الحلول المناسبة والصحيحة فإنكم تكونون بذلك قد وفرتم على أنفسكم حلولًا ستأتيكم من الخارج الذي حسم أمره باتخاذ قرار دولي بالحيلولة دون نشوب صراع أو حرب في هذا البلد.
وشدّد هادي على تطبيق الآلية الموضوعة لمؤتمر الحوار الوطني، واعتبرها كفيلة بإنجاح الحوار استنادًا إلى قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، إلا أنه عاد وحذر من مغبة محاولة إفشاله، مؤكداً أن التغيير في اليمن سيمضي بوجود المشاركين أو من دونهم، وقال، "هذه القاعة ستكون المرآة التي سيرى الشعب من خلالها كل الأطراف المعنية على حقيقتها دون ماكياج أو ديكور زائف ، لأن ساعة الحقيقة قد دقت وستمضي العجلة إلى الأمام بكم أو من دونكم.
من جهته، أكد ممثل فصائل "الحراك الجنوبي السلمي"  خالد مدهف في خطابه، أن مشاركة "الحراك" في الحوار تأتي  في سياق سعيه لاستعادة دولة الجنوب، مشيرًا إلى أن الوحدة بين جنوب اليمن وشماله انتهت بفعل حرب صيف 1994 والتي تلاها الاحتلال الشمالي للجنوب، بحسب قوله.
واقترح أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، الدكتور ياسين سعيد نعمان أن  يفتح الحوار أبوابه لبقية قوى "الحراك الجنوبي السلمي" للالتحاق به، في إشارة منه إلى الفصيل الجنوبي الذي يقوده نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، والذي  كان رفض المشاركة في الحوار وتمسك بمطلب الانفصال عن شمال اليمن.
وأعلن رئيس حزب "الإصلاح"، محمد اليدومي، انسحابه من الحوار، أثناء خطابه نيابة عن حزبه، مشيرًا إلى أنه يمنح مقعده لأحد شباب الثورة اليمنية".
 وقال مراقبون سياسيون لـ"العرب اليوم" إن انسحاب اليدومى، يضاف إلى انسحاب القيادي في الحزب ورجل الأعمال والزعيم القبلي البارز حميد الأحمر، كما يؤكد أن حزب الإصلاح يسعى لإفشال الحوار، نظراً لأنه لم يأت على هواه، ويخشى أن يأتي بمخرجات تحول بينه وبين تحقيق طموحه في الانفراد بالسلطة في اليمن".
إلا أن قيادياً في حزب الإصلاح، قال إن انسحاب اليدومي رسالة سياسية للرئيس هادي الذي سمح بمشاركة أعضاء في الحوار من حزب الرئيس السابق، "المؤتمر الشعبي" والذين تم اتهامهم بالمشاركة في قمع المحتجين الشباب وقتلهم عام 2011.
إلى ذلك،  توالت الثلاثاء، ردود الأفعال الدولية المرحبة ببدء الحوار اليمني، وعبرت أميركا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، عن تفاؤلها بنجاح الحوار اليمني، وأكدت أنه خطوة هامة على صعيد اكتمال انتقال السلطة وتحقيق الاستقرار في اليمن.
ويأتي  الحوار الوطني في اليمن ضمن متعلقات المرحلة الانتقالية، التي حددت خطواتها خارطة طريق كانت قدمتها دول الخليج العربي، ورعتها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة التي عصفت باليمن عقب الإطاحة بالرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
ويأمل اليمنيون أن ينجح الحوار الوطني، الذي يستمر لأكثر من ستة أشهر، يشهد   خلالها ثلاث جلسات عامة، وتناقش فيها تسع فرق عمل ملفات البلاد الشائكة، خاصة النزعة الانفصالية في الجنوب، والتمرد الشيعي في الشمال اليمني، إضافة إلى وضع تصور لشكل الدولة والتوافق بشأن كتابة دستور يستفتى عليه شعبياً، وصولاً إلى انتخابات 2014.