دبلوماسي سعودي كان يعمل نائباً للقنصل جنوب اليمن
صنعاء- علي ربيع
نشرت مواقع تابعة لتنظيم "القاعدة" في اليمن، على شبكة الإنترنت، الثلاثاء، تسجيلاً مصوراً جديداً يَظْهَرُ فيه دبلوماسي سعودي كان يعمل نائباً للقنصل في مدينة عدن (جنوب اليمن) قبل أن يتم اختطافه في الـ28 من آذار/مارس من العام 2012، على يد مسلحين قاموا بتسليمه لتنظيم "القاعدة". وانتقد
الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي، في تسجيل "الفيديو" الذي بدا على هيئة مقابلة معه أجراها أحد محتجزيه، حكومة بلاده التي أكد أنها لم توليه اهتماماً لتفك احتجازه وتلبي شروط "القاعدة"، وقال إن النظام السعودي"لا يهتم بموظفيه ولا بمواطنيه لا في الداخل ولا في الخارج".
وتَبْلُغ مدة "الفيديو" الذي أنتجته "مؤسسة الملاحم" التابعة لتنظيم "القاعدة" 19 دقيقة، وهو التسجيل الرابع الذي يظهر فيه الخالدي منذ اختطافه قبل أكثر من عام، ويحمل اسم "اللقاء الأول مع نائب القنصل السعودي الأسير لدى القاعدة".
وقال الخالدي إنه لم يلمس تفاعلاً "جدياً من قبل الحكومة في بلاده للإفراج عنه رغم أن التنظيم حدّد شخصاً للتفاوض معه كممثل للتنظيم ويُدعَى عدنان القاضي، في حين يُعْتَقَد أَنَّ الخالدي يَعْنِي عدنان القاضي، المُشْتَبَه في انتمائه للتنظيم، والذي كان قد قُتِل في غارة أمريكية بطائرة من دون طيار استهدفته أواخر العام 2012 في إحدى الضواحي الشرقية للعاصمة صنعاء.
واتهم الخالدي حكومته برغبتها في تصفيته واغتياله كما حدث لجزائريين مختطفين قبل أسابيع في "عين أميناس" في الجزائر، وأكد أن ما تقوم به حكومة بلاده يتناقض كلياً مع ما يصرح به العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من اهتمامه بالمواطن السعودي، وقال "الآن الكرة في ملعب الملك، هل سيقوم بفكي وإرجاعي إلى أهلي وإلى أولادي، أو أن الاهتمام بالموظف مجرد حديث فقط ".
وَجَدَّد الدبلوماسي السعودي عرض شروط "القاعدة" على الحكومة السعودية مقابل إطلاق سراحه، وقال" إن تنظيم القاعدة لا يطالب بالمستحيل مقابل الإفراج عنه وأن مطلبه هو "الإفراج عن نسوة لا تتجاوز أعدادهم أصابع اليد، إضافة إلى الإفراج عن شيوخ وعلماء دين".
ووجَّه له مُحاوِرُهُ الذي يظهر التسجيل صوته دون صورته، سُؤالاً بخصوص ما إذا كان سيناريو الجزائر سيتكرر في اليمن ليكون الضحية في العملية هو المختطف، وأجاب الخالدي بالقول "إن السعودية تريد أن تستهدف الخاطف والمخطوف، لكن الله سيُخَيِّب آمالهم".مشيراً إلى أن منظمة الصليب الأحمر كان لديها مختطف وكانت تتابعه بشكل يومي حتى تم الإفراج عنه، بينما هو تم نسيانه تماماً. على حد قوله.
وظهرت في التسجيل مشاهد من آثار الدمار الذي خلفته الطائرات من دون طيار على مواقع تابعة لـ"القاعدة" في اليمن، في وقت سابق، بالإضافة إلى صور أوضح التسجيل أنها لقاعدة عسكرية تنطلق منها الطائرات الأميركية التقطت بالأقمار الصناعية.
وأكد الخالدي وجود طائرات أميركية تقلع من قواعد جوية سعودية، بعد اتفاق مبرم بين الطرف الأميركي والمملكة، وقال" الملحق العسكري في السفارة السعودية هو من يقوم بالتنسيق والدعم ما بين المطبخ العسكري السياسي السعودي وما بين الجهة المختصة في اليمن وبين السفارة الأميركية لتسديد الضربات الجوية"، مشيراً إلى وجود غرفة عمليات استخباراتية مشتركة بين اليمن وعمان والسعودية بالتنسيق مع الجانب الأميركي.
وكانت السلطات السعودية، رفضت الانصياع لشروط "القاعدة" أو التفاوض معه، وأكدت على لسان مسؤولين سعوديين "أنها لا تتفاوض مع من وصفتهم بـ"الإرهابيين"، في حين فشلت جهود وساطات قبلية يمنية لأكثر من مرة في التوصل إلى اتفاق مع "القاعدة" لإطلاق سراح الخالدي.
وكانت المخابرات القطرية، قد نجحت قبل أسابيع ودون علم السلطات اليمنية في عقد صفقة مع "القاعدة" في اليمن، عبر وسطاء قبليين، قام التنظيم بموجبها بإطلاق رهينة سويسرية كان خَطَفَهَا قبل عام واقتادها إلى مناطق شرق اليمن.
ولازال ثلاثة رهائن غربيين في قبضة جماعة يُعتَقَد أنها على صلة بـ"القاعدة" في اليمن، وهم نمساوي وزوجان فلنديان، كانوا اختُطِفُوا في كانون الأول/ديسمبر الماضي، من وسط العاصمة صنعاء، وتم اقتيادهم إلى مكان مجهول.