عناصر من الجيش اليمني
صنعاء ـ علي ربيع
كشفت مصادر عسكرية يمنية لـ"العرب اليوم" عن تحركات مكثفة تدور داخل ألوية الجيش المرابطة في محافظة مأرب (شرق صنعاء) سعياً لتنفيذ حملة عسكرية، قالت المصادر إنها ستشمل مناطق واسعة في المحافظة، التي شهدت خلال الأشهر الأخيرة تزايداً في أعمال التفجير التي استهدفت أنابيب النفط والغاز وخطوط نقل الكهرباء
كما شهدت، السبت، اغتيال أركان حرب المنطقة العسكرية الوسطى، في كمين مسلح استهدفه مع 10 عسكريين آخرين، ويعتقد وقوف تنظيم "القاعدة" خلفه، في الوقت الذي تتزامن فيه هذه التحركات مع قيام قيادات رفيعة في وزارة الدفاع اليمنية،الثلاثاء، بزيارات ميدانية، لقوات الجيش في مأرب، للتأكيد على رفع جاهزيتها القتالية، وتدارس العمليات التي تعتزم السلطات اليمنية تنفيذها، لتمشيط مأرب ومناطق من شبوة المجاورة، من مسلحي "القاعدة" وخلاياه الناشطة في أرجاء المنطقة الصحراوية الغنية بالنفط والغاز وسط اليمن.
وفي حين أكدت المصادر، أن هذه التحركات، جاءت بأوامر من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، يتوقع المراقبون السياسيون، أن تواجه الحكومة اليمنية حرجاً شديداً في الإيفاء بالتزاماتها المالية، أمام التوقف المتكرر لعملية إنتاج النفط الخام الذي تعتمد على عائداته ميزانية الدولة المرهقة بفعل الاضطرابات والصراع السياسي المصاحب لعملية انتقال السلطة في البلاد.
في السياق نفسه، نقلت المصادر الحكومية، تأكيد قيادات في وزارة الدفاع اليمنية، زارت، الثلاثاء، وحدات الجيش في محافظة مأرب، عزم الدولة على ملاحقة من وصفتهم بـ "عناصر التخريب والإرهاب" أينما وجدوا، والضرب بيد من حديد، على حد قولها، حتى يتم تثبيت الأمن والاستقرار..
وأوضحت المصادر الحكومية، أن نائب رئيس هيئة الأركان العامة للشئون الفنية اللواء علي محمد المقدشي ومحافظ محافظة مأرب سلطان بن علي العرادة ومعهما العميد ركن مدير العمليات الحربية في وزارة الدفاع، محمد المقداد، و عددا من القيادات العسكرية والأمنية في المنطقة العسكرية الوسطى والمحافظة، قاموا، الثلاثاء، بتفقد مستوى الجاهزية القتالية والأمنية لعدد من الألوية العسكرية والوحدات الأمنية المرابطة في إطار محافظة مأرب.
وأكد المقدشي، بحسب موقع وزارة الدفاع على الإنترنت، "أن هذه الزيارة تأتي في إطار الاطلاع على مستوى الجاهزية القتالية والاحتياجات اللازمة لرفع مستوى الكفاءة القتالية لدى الأفراد والصف والضباط إلى جانب الجاهزية الفنية للآليات والمعدات بما يمكن من الاستجابة السريعة لأي طارئ وتنفيذ المهام القتالية والأمنية بكفاءة عالية".
وفيما قالت المصادر، أن المقدشي وعد القادة العسكريين في مأرب، بتعزيز قواتهم خلال الأيام المقبلة بالعديد من العناصر والآليات والمعدات وقطع الغيار المطلوبة لإصلاح الآليات الموجودة في المعسكرات، أكدت مصادر محلية في مأرب لـ"العرب اليوم" قيام سلاح الجو اليمني، الثلاثاء، بتنفيذ غارات جوية استهدفت مناطق في وادي عبيدة بمحافظة مأرب، وقالت إن نحو 8 غارات استهدفت منطقة سلوه، ودمرت عدداً من المنازل، مؤكدةً سقوط ضحايا لا علاقة لهم بالمسلحين المطلوبين.
وفي سياق وعود وزارة الدفاع اليمنية بتعزيز تواجد الجيش في المناطق الصحراوية وسط البلاد، أكدت مصادر عسكرية أن الرئيس هادي، وجه أوامره لانتقال أحد ألوية الحرس الجمهوري المرابطة بالقرب من شمال العاصمة صنعاء، إلى محافظة شبوة المجاورة لمأرب، في إطار خطة هادي لتضييق الخناق على عناصر"القاعدة" من جهة، وإعادة انتشار قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس السابق، وتوزيعها على المناطق العسكرية، بغية إضعافه، من جهة أخرى، بالتزامن مع خطة الرئيس هادي لتنفيذ إعادة هيكلة الجيش اليمني، وتوحيد قيادته.
يأتي هذا، في ظل معلومات صادمة، كشفتها مصادر عسكرية مطلعة على نتائج عمل اللجان العسكرية المكلفة بدراسة إعادة هيكلة الجيش اليمني، التي يشرف عليها خبراء أمريكيون وأوروبيون وأردنيون، باعتبارها جزءاً من بنود التسوية السياسية في اليمن، خلال فترة انتقال السلطة، حيث أكدت المصادر، أن هذه اللجان اكتشفت أن قوام الجيش اليمني الفعلي لا يتعدى نصف ما هو موجود في الأرقام المعلنة، داخل الألوية والمعسكرات، ما يعني، على حد قولها، وجود فساد كبير داخل القوات المسلحة اليمنية، تتمثل إحدى صوره في ذهاب المليارات من الريالات (بالعملة المحلية) إلى جيوب قادة عسكريين.
على صعيد منفصل، أكد الفريق المكلف بإعادة هيكلة وزارة الداخلية اليمنية، والأجهزة الأمنية التابعة لها، الثلاثاء، قرب انتهائه من إنجاز الهيكل الجديد للوزارة، وقال رئيس فريق الهيكلة اللواء رياض القرشي، في تصريحات صحافية، إنه يتوقع أن ينجز الفريق الذي يرأسه الهيكل الجديد خلال شهرين، مشيراً إلى أن تنفيذ هذا الهيكل يتطلب شهرين آخرين، وفقاً لتقديراته.
تصريحات اللواء القرشي، جاءت في ختام أعمال ندوة علمية، أقيمت في صنعاء، لبحث عملية إعادة هيكلة وزارة الداخلية اليمنية وقوات الشرطة والأجهزة الأمنية التابعة لها، حيث خرجت بحزمة من التوصيات من أهمها توحيد الجهود الأمنية في مكافحة الإرهاب، بين وزارتي الداخلية والدفاع، والقيام بدمج جهازي الأمن السياسي والقومي (المخابرات) في جهاز واحد، يتبع وزارة الداخلية.