عدد من عناصر الجيش السوداني
الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
كشفت القوات المسلحة السودانية عن مقتل اثنين من المتمردين وجرح آخر، والاستيلاء على سيارتين ذات دفع رباعي (لاندكروزر) وراجمة و (29) صاروخاً، من قوات الجبهة الثورية في منطقة قريبة من مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور الخاضعة لاتفاق السلام التي وقعتها الحكومة السودانية مع حكومة اقليم شمال دارفور
في الدوحة.
وقال قائد الفرقة العسكرية اللواء تاج الدين أحمد أنَّ مجموعات من الجبهة الثورية كانت قد أعدت الراجمات والذخائر لهدف قصف مدينة الفاشر وترويع المواطنين، حيث قامت القوات المسلحة برصدها ووضع كمين محكم لها صباح الأربعاء، مما أسفر عن وقوع اشتباكات بين الطرفين وهزيمة المتمردين.
وأوضح اللواء تاج الدين خلال مخاطبته احتفالاً أقيم هناك أنَّ القوات المسلحة تمكنت من هزيمة المتمردين وتكبيدهم خسائر فادحة، علاوةً على انتزاع راجمة والسيارتين اللتين كانتا تريدان استهداف مدينة الفاشر.
من جهته وصف نائب رئيس هيئة الأركان للعمليات والتدريب للقوات البرية الفريق الركن يعقوب إسماعيل، الجبهة الثورية بـ"المرتزقة والقتلة وقطاع الطرق والجبناء"، وقال إنَّهم ظلوا يحاولون قصف مدينة الفاشر من على بعد (25- 30) كيلو مترًا إلا أنَّهم لم يستطيعوا حتى الآن إيصال أي صاروخ إلى الفاشر، مؤكداً - بحسب أجهزة الإعلام السودانية الرسمية - قرب القضاء عليها وأوضح أنَّ الجبهة مطاردة الآن في كل مكان. وسيرت الفرقة السادسة مشاة كرنفالاً طاف الشوارع الرئيسية لمدينة الفاشر ابتهاجاً بذلك الانتصار.
وانتقد والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر، سلوك وتصرفات الجبهة الثورية، وكشف كبر أنَّ الراجمة كانت مصوبة في اتجاه معسكري أبوشوك والسلام للنازحين في الولاية الأمر الذي أظهر الوجه الحقيقي للجبهة الثورية حيث باتوا يستهدفون المواطنين الأبرياء، مؤكداً أنَّ حكومته ستكون بالمرصاد لكل الطابور الخامس والمتربصين المتواجدين في عاصمة ولايته مدينة الفاشر، ويساندون المتمردين.
وأهاب كبر بالمواطنين بضرورة أخذ الحيطة واليقظة والحذر ورصد كل الطابور الخامس والمتعاونين مع العناصر المتمردة ، مشيراً إلى أنَّ المتمردين لم يجدوا مكانًا يحتلوه أو يلجأوا إليه منذ عام 2003 (تاريخ التمرد في دارفور) سوى الوديان والجبال.
من ناحية أخرى أدانت حكومة ولاية شمال دارفور، حادث الاعتداء على قافلتين تجاريتين قامت به مجموعة مسلحة تنتمي إلى حركة جيش تحرير السودان الدارفورية، مما أدى لمقتل امرأة وجرح ما لا يقل عن عشرة آخرين تم نقلهم إلى مستشفى مدينة الفاشر لتلقي العلاج، واستغل المهاجمون سيارتين دفع رباعي مدججتين بالسلاح اعترضتا طريق القافلتين.
واتهمت حكومة ولاية شمال دارفور، حركة جيش تحرير السودان بالضلوع في الحادث، وتعهدت باتخاذ كافة الترتيبات والإجراءات التي من شأنها بسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون.
كما طلب رئيس حركة التحرير والعدالة في دارفور د. التيجاني السيسي تكوين لجنة تحقيق في هجوم شنه الجيش السوداني على سيارتين تتبعان لحركته بالقرب من مدينة الفاشر.
وقال السيسي في تصريحات صحافية "إن القوات التي تعرضت للهجوم تتبع لحركته، وكانت تقوم بمهمة روتينية، وليست قوات تتبع لأي جهة أخرى في إشارة إلى الحركات الدارفورية المسلحة"، كما دعا إلى تكوين لجنة مشتركة بين حركته والحكومة السودانية وفقًا لاتفاقية الدوحة للسلام، والتي أعلن إلتزام الحركة بها.
هذا، واعتبرت الحركة في بيان لها الهجوم متعمد، مشيرة إلى أن قواتها كانت في طوف إداري قادم من مدينة الجنينة حاضرة غرب دارفور، مؤكدة من خلال البيان أن ما تم مؤامرة متعمدة من بعض السلطات، لم يكشف عنها, والتي كانت على علم بتحرك تلك القوات ومنعتها من الدخول إلى المدينة بعتادها، وظلت متمركزة على بعد اثنين كيلومتر من مدخل بوابة مدينة كتم، احد مدن شمال دارفور، وقال نائب رئيس الحركة للشؤون العسكرية ياسين يوسف عبدالرحمن في تصريحات لشبكة الشروق السودانية "إن ما أعلنته القوات المسلحة السودانية بشأن قضائها على قوات الجبهة الثورية عارٍ من الصحة". وأوضح أن القوات المذكورة تتبع للتحرير والعدالة، واصفًا الاعتداء بأنه سيعرض إتفاقية سلام الدوحة للإنهيار وينسف العملية السلمية بأكملها في دارفور.
هذا، وقد صرح الجيش السوداني في وقت سابق الأربعاء أنه تمكن من القضاء على قوة تتبع للجبهة الثورية مزودة بأسلحة ثقلية، تضم راجمات ثقيلة وأسلحة كاتيوشا. بينما أعلن نائب رئيس هيئة أركان العمليات البرية الفريق يعقوب إبراهيم إسماعيل أن القوة كانت تعد لقصف مدينة الفاشر وتكرار سيناريو جنوب كردفان، وأضاف إسماعيل في خطابه أن في المدينة قوة عسكرية حكومية رصدت المعلومات وتحركت في الواحدة من صباح الأربعاء، واشتكبت مع القوة المهاجمة في منطقة حلة السيف، التي تبعد 40 كيلومتر غرب الفاشر، واستطاعات أن تقضي عليها وتستولي على عربتين تحمل أكثر من 24 قذيفة مدفعية.
في حين أعلنت الفرقة السادسة مشاة في ولاية شمال دارفور أنها تمكنت من قتل اثنين من المتمردين وجرح آخر خلال الهجوم، أوضح قائد الفرقة اللواء تاج الدين أحمد، أن القوات المسلحة السودانية تمكنت من هزيمة المتمردين، وتكبيدهم خسائر فادحة، علاوةً على اغتنام راجمة وسيارتين، أعدها المتمردون لاستهداف المدينة، كما صرح الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية أنه وبعد ورود معلومات عن نية المتمردين قصف مدينة الفاشر، تحركت القوات المسلحة فجر الأربعاء فهاجمت الموقع المعد لقصف مدينة الفاشر، والذي يقع شمال غرب المدينة، كما استولت القوات المسلحة على عربة لاندكروزر كانت تحمل لوازم قتال، وكانت حركة التحرير والعدالة تحدثت مؤخرًا عن العقبات التي تواجه عملية ادماج مقاتيليها في الحياة المدنية والعسكرية وفقا لبند الترتيبات الأمنية، الوارد في إتفاقية الدوحة للسلام.
وفي تطور آخر كشفت معلومات عن زيارة قام بها مني أركو مناوي على رأس وفد من حركة تحريرالسودان إلى الولايات المتحدة الأميركية لإجراء مباحثات مع الدوائر هناك حول الوضع الراهن في إقليم دارفور وتشمل لقاءات مني اركو طاقم الخارجية الأميريكية والدوائر المهتمة بالشأن السوداني، بالإضافة إلى أعضاء من مجلسي النواب والكونجرس الأميركي ومسؤولين في الأمم المتحدة.
ووصف نائب رئيس حركة الإرادة الحرة الدارفورية، الزيارة بأنَّها تهدف إلى جلب الدعم السياسي والمادي، وأضاف في تصريحات لـ"العرب اليوم" إنَّ الولايات المتحدة الأميركية تحتفظ بعلاقات مع مني أركو مناوي، وقال إنَّ الرجل الذي يرأس حركة تحرير السودان يملك نفوذًا ميدانيًا في عدد من المناطق في شمال دارفور.
وشغل مني أركو مناوي، منصب كبيرمساعدي الرئيس البشير بموجب اتفاق وقع مع الحكومة السودانية في أبوجا عام 2006، لكنَّه اتهم الحكومة بعدم الجدية في تنفيذ اتفاقها ليعود ثانية إلى صفوف حركته (تحرير السودان) ليتبنى العمل المسلح مع آخرين في الإقليم.