الجزائر ـ حسين بوصالح كشفت التحقيقات الجارية في قضية الاعتداء على المنشأة النفطية في تيقنتورين عن توّرط سائقين في العملية، أحدهما يدعى أبو زيد، فرّ نحو شمال الجزائر بعد إتمام مهمة إرشاد وإيصال المجموعة إلى مكان الاعتداء، وأكد مصدر مطلع على ملف التحقيق أن تمكن من تسريبه للعمل كسائق في شركة "سوناطراك" فرع "بي بي" داخل الموقع، منذ أكثر من عامين، وهو ما يؤكد فرضية التحضير للعملية منذ فترة طويلة، عكس ما ادعاه التنظيم المسلح أن العملية انتقام من دخول الجزائر في صف الحرب في مالي.
وأضاف المصدر أن "الإرهابي" السائق تمكن من الحصول على الوظيفة بوثائق مزوّرة، واخترق كل الإجراءات الرقابية المشددة في شركة بحجم "سوناطراك"، فيما تواصل مصالح الأمن ملاحقة أبا زيد، الذي توّجه نحو شمال البلاد، وكشفت التحقيقات أنه كان ضمن المجموعة "الإرهابية" المنفّذة لاعتداء تيقنتورين، من أجل اطّلاعها على الوضع داخل القاعدة والمصنع، وعدد الأجانب المتواجدين داخل موقع تقنتورين وأماكن تواجدهم، بالإضافة إلى مكان تواجد الحراسة الأمنية ومختلف التفاصيل الدقيقة عن المنطقة.
وفي سياق متصل، كشفت التحقيقات مع "الإرهابيين" الموقوفين بعد انتهاء عملية الاعتداء على الموقع الغازي في تيقنتورين، أن "الإرهابي" التونسي المكنى بأبي طلحة أكد أن السائق المدعو "المنجل"، الذي ينحدر من منطقة عين أميناس، قد زوّد المجموعة التي قامت بالعملية بتفاصيل المعلومات الخاصة  بالمنشأة النفطية، وتبيّن أيضًا أنه هو من قدم الخرائط للـ"إرهابيين"، وساعدهم في التسلل من الحدود الليبية عبر واد جيري، بعدما دخلوا من منطقة المثلث الحدودي من الحدود الليبية، ثم التفوا عبر مدينة عين أميناس إلى منطقة تيقنورين، بقطعهم مسافة نحو 80 كيلومترًا في المسالك الترابية التي تستخدمها الشركة.
من جهته، طلب الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال من وزارة الطاقة والمناجم معلومات دقيقة ومفصلة بشأن المؤسسات الخاصة المكفلة بحراسة مداخل الشركات البترولية الوطنية والأجنبية العاملة في أحواض النفط وقواعد الحياة في ولايات جنوبية عدة، و تأتي هذه الخطوة من الدولة الجزائرية لإعادة رسم خطة أمنية أكثر حزمًا، ترقبًا لأي خطر آخر يهدد أمن هذه المواقع الاقتصادية الحيوية.
يذكر أن مصادر إعلامية كانت قد أشارت إلى أن وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية طلب من ولاة الجنوب (إليزي، ورقلة، الأغواط، تمنراست، بشار، وأدرار) عقب انتهاء الهجوم "الإرهابي" الذي تعرض له موقع تيقنتورين في ولاية إليزي، تحضير بطاقات فنية مفصلة بشأن كل مؤسسة حراسة خاصة، ومن يشرف عليها، وعدد عمالها والمناطق التي تعمل فيها، ونوعية الأسلحة المستعلمة في الحراسة، وهو إجراء من شأنه تشديد الحراسة على المنشآت النفطية، لاسيما بعد تهديدات الجماعات المسلحة بضرب مصالح الجزائر الحيوية.
هذا، وقد أفاد مسؤول حكومي كندي، الجمعة، بأن وفدًا من الشرطة الجنائية الكندية موجود في الجزائر لبحث أدلة على ضلوع مواطنين كنديين في الاعتداء "الإرهابي" على مصنع الغاز في تيقنتورين، ورفضت الجزائر الكشف عن الهوية الأصلية للـ"إرهابيين" الحاملين للجنسية الكندية، واكتفت بالقول بأنهما "من أصل عربي".
كما شككت كندا في صحة المعلومات الواردة من الجزائر بشأن ضلوع "إرهابيين" يحملان جنسية كندية في عملية الاعتداء على منشأة الحياة في تيقنتورين، وأعلنت وزارة الخارجية الكندية أن موظفين كنديين موجودون في الجزائر لجمع معلومات بشأن عنصرين من المجموعة "الإرهابية" التي يقودها مختار بلمختار، المكنى خالد أبو العباس، فيما أفاد مصدر أمني جزائري أن عناصر من الشرطة الجنائية الكندية متواجدون في الجزائر، للتحقيق في صحة المعلومات بشأن الكنديين، مضيفًا أن الجزائر تملك الأدلة الموّثقة بشأن هذا الملف.
وفي السياق نفسه، أكدت الشركة النفطية النرويجية "ستاتويل" الناشطة في الموقع الغازي تيقنتورين مقتل اثنين على الأقل من موظفيها في عملية الهجوم "الإرهابي" في عين أمناس، من بينهم زوج أم أحد الوزراء النرويجيين، و يتعلق الأمر بكل من طوماس سنيكفيك (35 عاما)، وطور بيخ (58 عاما)، وهو زوج والدة وزير مساعدات التنمية هايكي هولماس، فيما أشار بيان الشركة أنه لا يزال 3 عمال نرويجيين في عداد المفقودين.