تزايد المخاوف بشأن استخدامات "السي آي إيه"  لطائرات بلا طيار في عملياتها واشنطن ـ يوسف مكي يعتزم الجيش الأميركي إرسال المزيد من مئات الجواسيس في الكثير من المناطق خارج الولايات المتحدة في إطار خطة أميركية طموحة تهدف إلى مضاعفة شبكة التجسس الأميركية. ونسبت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى مصادر أميركية قولها إن "وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية المعروفة اختصارًا باسم "دي آي إيه" وهي وحدة الاستخبارات العسكرية التابعة للبنتاغون، تهدف إلى تعيين 1600 جاسوس أو ما يسمى "بجامعي المعلومات الاستخباراتية" زيادة على مئات العملاء الذي يعملون لديها على السنوات الأخيرة".
ومن شأن هذه التعينات الجديدة، بعد النمو الضخم لوكالة "السي آي إيه" منذ هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر ، أن تؤدي إلى إيجاد شبكة تجسس غير مسبوقة  ولا مثيل لها. وهو ما أكده أحد كبار القيادات العسكرية الأميركية والذي شارك في إعادة تشكيل وكالة السي آي إيه.
ومن المرجح أن تزيد تلك الأنباء من المخاوف حول مدى إمكان محاسبة العمليات السرية التي يقوم بها الجيش الأميركي وسط تصاعد المخاوف بشأن برنامج استخدام الطائرات من دون طيار الذي تشرف عليه السي آي إيه.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أنها "تنوي التحقيق في مقتل المدنيين خلال غارات تشنها طائرات من دون طيار".  يذكر أن الولايات المتحدة ترفض حتى الاعتراف بوجود برنامج لاستخدام طائرات من دون طيار في باكستان. كما أن الجيش الأميركي لا يخضع لنظام الإشعار المسبق نفسه الذي يتطلبه الكونغرس من وكالة الدي آي إيه ، الأمر الذي من شأنه أن يوجد المزيد من الجدل حول هذا الموضوع.
وذكرت صحيفة "الغارديان البريطانية" أنه "بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان وبعد انخفاض العمليات العسكرية في العراق، فإن المسؤولين في الإدارة الأميركية يتطلعون إلى تغيير مجال تركيز وكالة الدي آي إيه من الاستخبارات في ساحة المعارك والانتقال به إلى مجال جمع المعلومات بشأن القضايا والأمور المتعلقة بالجماعات الإسلامية المسلحة في أفريقيا وتجارة الأسلحة في كل من كوريا الشمالية وإيران وبنيان القوة العسكرية في الصين".
وستتضمن الخطة الجديدة، القيام بتعيين عدد من الملحقين العسكريين وغيرهم من الذي لا يعملون تحت غطاء أو في الخفاء، إلا أن المسؤولين الأميركيين قالوا إن "هذه الزيادة ستأتي بجيل جديد من الجواسيس الذين سيتلقون الأوامر من وزارة الدفاع الأميركية".
وتقول مصادر رسمية إن "عدد العملاء الذين تسعى الوكالة الاستخباراتية العسكرية الدي آي إيه إلى تعيينهم، يمثل تحديًا، إذ يمكن أن تعاني الوكالة في إيجاد العدد الكافي من الوظائف المناسبة خارج البلاد لعملائها السريين".
تأتي هذه الأنباء في الوقت الذي تواجه فيه إدارة أوباما انتقادات متزايدة حول استخدام السي آي إيه طائرات من دون طيار ضد من تعتبرهم أميركا أعداء لها خارج حدودها. وتشير "الصحيفة البريطانية" إلى أن "السي آي إيه ستواصل استخدامها لتلك الطائرات، أما عملاء الدي آي إيه فسيركزون على الاستخبارات العسكرية وتعقب التطور في مجال الطائرات على سبيل المثال وتوصيل معلوماتها إلى السي آي إيه".
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب النمو الضخم للسي آي إيه بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، إذ زاد عدد عملاء مركز مكافحة الإرهاب من 300 عميل إلى ما يزيد عن 2000 عميل، الأمر الذي أدى إلى توسعها على نحو أكثر مما ينبغي، وفي هذا السياق يقول مصدر عسكري أميركي إن "السي آي إيه" لا ترغب في البحث عن الصورايخ أرض جو في ليبيا في الوقت التي تواجه فيه أيضًا ضغوطًا لتقييم المعارضة في سورية". وأضافت " الغارديان البريطانية" أن "تلك الخطة تلقى معارضة في واشنطن، بينما يدعم هذه الخطة عملاء سابقون للسي آي أيه، بمن فيهم المسؤول الرسمي عن الاستخبارات في البنتاغون، مايكل فيكريز، والمدير السابق للسي آي أيه وزير الدفاع الحالي،  ليون بانيتا".