غزة ـ محمد حبيب أكد ، في تصريح صحافي، الأربعاء، أن "علاقة حركته بحركة "الجهاد الإسلامي" متينة في جميع الملفات، وتحكمها ضوابط أخوية حميمة، ووطنية شريفة، من قاعدة الهرم التنظيمي لدى الحركتين إلى رأس الهرم، ولا يمكن بترها أو النيل منها"، واصفًا العلاقة بـ "المتأصلة". وذلك ردًا على ما كان أفاد به عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جمال نزال، الثلاثاء، في تصريح صحافي، بأن "حركة "حماس" وضعت يدها أخيرًا على أنفاق تابعة لـ "الجهاد الإسلامي" في غزة، وأنه يوجد توجه متجذر وشيك التنفيذ لدى "حماس" بشأن تنفيذ حسم عسكري ضد "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة".
وأوضح البردويل أن "الحركتين تتمتعان بانسجام كامل، من حيث العلاقات التنظيمية والتنسيقية، وخصوصًا الميدانية"، مشيرًا إلى أن "التنسيق بين الحركتين وعناصرهما قوي ودقيق وتحكمه أخلاق المجاهد، وأن العلاقة الحميمة بين الحركتين في تطور إيجابي دائم".
وسَخِر القيادي القيادي في "حماس" من "التصريحات التي أدلى بها القيادي في حركة "فتح" جمال نزال"، واصفًا إياها بـ "العفنة، الهادفة للنيل من علاقة الحركتين الوطيدة".
وذكر البردويل أنه "لا أساس من الصحة لتفهمات نزال، بل أن "حماس" تستعد لتطوير علاقتها مع "الجهاد الإسلامي"، في إطار شراكة وطنية إسلامية حقيقية لإدارة الصراع مع الاحتلال"، مشيرًا إلى أن "الهدف الرئيسي من تلك التصريحات هو إيجاد مكانًا له على الساحة السياسية والإعلامية، في ضوء فشل حركته في إدارة الصراع مع العدو الإسرائيلي".
وقال البردويل: ما يزيد من تفاهة نزال أن يخاطب الشعب الفلسطيني المتيقن من قوة العلاقة بين الحركتين. نزال يلعب لعبة الفبركة الإعلامية والغباء الإعلامي. لكنها محروقة ومكشوفة لدى أطفال فلسطين، مضيفًا أن "تصريحات نزال تتساوق لما يرنو له الاحتلال الإسرائيلي، وهي ضمن الآلة الإعلامية الصفراء، التي يتبعها نزال وغيره بهدف تشويه صورة المقاومة الفلسطينية، ولن نعيرها اهتمامًا لتفاهتها".
وأشار إلى أن "العلاقة بين قادة الحركتين تمتاز بالرابطة الأخوية"، وأن رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" مشعل، تربطه علاقة قوية بالأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" الدكتور رمضان شلح أبو عبدالله.
وكان أوضح نزال أن "حركة "حماس" قلقه في ظل مستجدات التطور الإقليمي وتدهور العلاقات مع طهران من استخدام أنفاق "الجهاد الإسلامي" لتهريب أسلحة إلى قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن ".. "حماس" تعتبر أن وصول أسلحة للجهاد من شأنه أن يقلب المعادلة في غير صالح سلطة "حماس" الانفرادية بالقطاع". وقال: إن قطع التمويل الإيراني عن حماس أخيرًا جعلها أكثر قلقًا من كوابيس استقواء الجهاد الإسلامي بالتمويل الإيراني".
وأضاف أن "هناك عاملان قد يحبطا هذا التوجه لدى "حماس" وهما: أولا، وجود معارضة من قبل فئات واسعة من كتائب "القسام"، التي باتت تمتلك جاهزية متصاعدة للعمل في صفوف "الجهاد الإسلامي" وتعارض الحسم العسكري إلى الآن". والثاني، هو أن إيران لم تغسل يدها من "الجهاد الإسلامي"، وتود الحفاظ عليها قوة لم تنسحب من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، كما فعلت "حماس" بعد التهدئة المستمرة منذ استشهاد أحمد ياسين".
وكشف نزال عن "وجود ضغط إسرائيلي على "حماس"، لتقدم على خطة الحسم العسكري مع "الجهاد"، تطبيقًا لاتفاق التهدئة ومستلزماته تجاه الحفاظ على الوعد الإسرائيلي، بالإبقاء على سلطة "حماس" في غزة، طالما ظلت ملتزمة بقمع الفصائل الأخرى وتحجيم دائرة نفوذها، درءًا لوصولها للقدرة على إطلاق الصواريخ".
ودعت حركة "فتح" "حماس" إلى "التعقل وصون الدم الفلسطيني، باعتبار أن الهجوم أو التضييق على أي فصيل فلسطيني في غزة سيضر بإمكانية المصالحة، وأن "الجهاد الإسلامي" فصيلا فلسطيني لا يجوز التعرض له بسوء".