منشأة "الحياة" النفطية في عين إمناس جنوب شرقي الجزائر الجزائر ـ حسين بوصالح أكدت تحريات أجهزة الأمن الجزائرية بشأن الاعتداء على موقع تيقنتورين الغازي في ولاية عين أمناس، تورط كتيبة "أنصار الشريعة" الليبية في دعم وتدريب العناصر التي نفذت الهجوم في 16 كانون الثاني/يناير الجاري، مشيرة إلى الصلة الوثيقة بين قائد كتيبة "الموقعون بالدماء" مختار بلمختار، الذي كان أحد مؤسسي "أنصار الشريعة"، لعلاقاته الواسعة مع طوارق جنوب ليبيا، وهو الأمر الذي أكدته الجزائر للولايات المتحدة، بشأن العلاقة بين الهجومين على السفارة الأميركية في بنغازي، الذي أسفر عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنز، والاعتداء على منشأة الحياة النفطية قرب عين أمناس جنوب شرق الجزائر.
وكشفت جريدة "النهار" الجزائرية نقلاً عن مصدر مطلع على ملف القضية، عن توّرط كتيبة "أنصار الشريعة" التي يقودها محمد علي الزهاوي في دعم بلمختار، الذي كانت له يد في تأسيس هذه الكتيبة في ليبيا، نظرًا لعلاقاته الواسعة مع طوارق المنطقة، وخبرته الطويلة كزعيم لكتيبة "الملثمين" في الصحراء الجزائرية، وأن كتيبة "أنصار الشريعة" الليبية متورطة بشكل مباشر في تقديم الدعم بالسلاح والتدريب لمجموعة بلمختار التي نفّذت اعتداءات تيقنتورين.
وأشار المصدر إلى أن "أنصار الشريعة" قد أوفدت قبل أشهر مجموعة من خبراء السلاح، من بينهم 6 تونسيين وموريتاني ومغربي، إلى شمال مالي، وتحديدًا إلى معقل حركة "التوحيد والجهاد" في مدينة غاو، التي كان بلمختار قد اقترب منها بعد انشقاقه عن "القاعدة" وتأسيسه كتيبة "الموقعون بالدماء"، وكان الغرض من إرسال الخبراء هو تدريب المجموعات المسلحة على استعمال شحنات الأسلحة المتطورة التي مكنت منها مختار بلمختار.
وأضافت صحيفة "النهار" نقلا عن المصدر ذاته أن الخبراء الذين أوفدتهم كتيبة "أنصار الشريعة" إلى شمال مالي مكثوا في منزل المدعو "عثمان"، وهو أحد عناصر بلمختار، وكان مكلفًا بالتنسيق بين الخبراء وباقي المجموعة "الإرهابية"، فيما أشار المصدر إلى أن "الإرهابي" عبد الرحمن النيجيري الذي لقي حتفه في عملية تيقنتورين وأحد مقربي بلمختار، كانت مهمته تنسيق الاتصالات بين "الموقعون بالدماء" وقياديين من كتيبة "أنصار الشريعة" الليبية.
وأوضح المصدر كذلك أن "أنصار الشريعة" كان لها دور فعال في الهجوم على منشأة الحياة، بتوفيرها الدعم المباشر لبلمختار، من خلال مدِّه بالأسلحة الثقيلة، إضافة إلى توفير المسلك الآمن، وعدد من "الإرهابيين" من جنسيات عربية مختلفة، كما أن "أنصار الشريعة" لا تزال تجند في صفوفها مقاتلين من دول عربية، على غرار تونس ومصر وموريتانيا والمغرب والجزائر، من أجل تدريبهم على استعمال الأسلحة المتطوّرة في مركزي تدريب، مركز في مدينة بنغازي في الشمال، وآخر في مدينة أوباري جنوب غرب ليبيا.
كذلك ذكر المصدر أن 9 من المقاتلين العرب ينتمون إلى كتيبة الإرهابي مختار بلمختار "الموقعون بالدماء" قد وردت أسماؤهم في قضية اغتيال السفير الأميركي في بنغازي أيلول/سبتمبر  2012.