عناصر من القوات الدولية في السودان
الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
أعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أنها ستجري تحقيقاً في أحدث المجازر التي وقعت في ولاية جونقلي في دولة الجنوب وراح ضحيتها ما يزيد عن 100 شخص الأيام الماضية، واشتكت المنظمة الدولية من تهديد الجنوب المستمر للمنظمات الإنسانية العاملة به، و من جانبه نقل عن المتحدث
باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن ناسيركي ، في تصريحات صحافية له في نيويورك قوله : "المعلومات المتوفرة تشير إلى مقتل المدنيين، جراء تعرضهم لهجمات مسلحة، خلال هجرتهم مع قطعان الأبقار والثيران، إلى المستنقعات الشمالية.
و أوضح "أن هؤلاء تعرضوا إلى هجمات مسلحة، وفق مصادر محلية، أفادت بمقتل أكثر من 100 شخص، وجرح عدد كبير، مستدركاً بحسب شبكة "الشروق" الاخبارية أن قوات "يونميس" لم تتمكن من تأكيد هذه المعلومات، الأمر الذي دفعها لإرسال فريق للتحقيق مكون من القوات الدولية التابعة لها والعاملة في جمهورية جنوب السودان، وسيعكف الفريق على كشف هوية منفذي الهجوم".
وفي تعليق له على هذا التطور قال وزير الشؤون الرئاسية في حكومة جنوب السودان الدكتورلوكا بيونق "إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان ( اليونميس ) من بين تفويضها تحت البند السابع أن تعمل على توفير الحماية للمواطنيين".
وأضاف في تصريحات لـ "العرب اليوم"، مساء الثلاثاء، عبر الهاتف من مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان ، "بالطبع هناك مسؤوليات تقع على عاتق حكومة جنوب السودان بحكم مسؤوليتها تجاه مواطنيها"، وأشار إلى أن إعلان الأمم المتحدة عن إجراء تحقيق أمر متوقع بالنسبة لحكومة بلاده، لكنه شدد على ضرورة أن تعمل قوات حفظ السلام الدولية وحكومة الجنوب على توفير الأمن والحماية للمواطنيين.
واتهم لوكا بيونق حكومة السودان صراحة بالتورط في تغذية أحداث العنف في ولاية جونقلي بتقديمها الدعم للمليشيات المناوئة لحكومة جنوب السودان، وكانت الأمم المتحدة كشفت أن وكالات المعونة العاملة في جنوب السودان تتعرض لتهديدات مستمرة من أفراد أجهزة الأمن الذين يمارسون الاعتقالات أو الضرب ضد أفراد منظمات الإغاثة أو مصادرة معدات تلك المنظمات.
وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في العاصمة جوبا كيفن فنسنت في مقابلة مع وكالة "رويترز" أن عدد الحوادث التي تعوق عمل وكالات المعونة قفزت إلى نسبة (50%) في العام الماضي، لافتاً إلى أن مكتبه تلقى (61) تقريراً من العاملين في المجال الإنساني الذين تعرضوا للضرب أثناء القيام بعملهم ومعظمهم على أيدي قوات أمن الدولة.
وأضاف فنسنت "إن (78) من عمال الإغاثة تم اعتقالهم بصورة تعسفية وتم إطلاق سراحهم في العام 2012 وأن عدد (78) عربة تمت مصادرتها من قبل جيش جنوب السودان أو غيره من الجماعات المسلحة، إضافة إلى البيروقراطية التي تعرقل العمل اليومي للوكالات وتأخير تأشيرات الدخول وتصاريح العمل".
و في تطور آخر تضاربت الأنباء بشأن قيام جولة مفاوضات جديدة بين السودان وجنوب السودان أعلن سابقًا عن قيامها الأربعاء في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، وتوقع مصدر في الخرطوم أن يتم تأجيل الجولة إلى وقت لاحق غير الذي حددته الوساطة الأفريقية في 13 شباط/ فبراير الحالي وتهدف الجولة كما هو معلن لاستكمال مفاوضات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة.
وفي سؤال لـ "العرب اليوم" للدكتور لوكا بيونق إن كانت بلاده تلقت إخطارًا من الوساطة الأفريقية بانعقاد الجولة في الوقت المعلن، أجاب بقوله "لا علم لي إن كانت الوساطة أخطرت وفد بلادي بذلك، لكن الذي أقوله لك أن جولات المفاوضات بين السودان وجنوب السودان في الوقت الراهن لن تفضي إلى تفاهمات ولن تحقق اختراقات، والسبب يعود للمواقف المتشددة الأخيرة التي أعلنها السبت الرئيس السوداني عمر البشير وقال فيها "إن بلاده لن تقدم تنازلات في المفاوضات لجنوب السودان وستذهب للتفاوض بذات المواقف و الاتفاقات التي سبق وأن اتفقت عليها مع رئيس جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت".
وأكد البشير أيضا "إن اتفاقاته السابقة مع سلفاكير غير قابلة للمراجعة ولا التعديل وشدد على أنها واجبة التنفيذ بكل بنودها".
و أضاف "إن الخرطوم ليس لديها أي جديد لتقدمه إلى الجنوب بعد أن منحته دولة كاملة السيادة".
وأعقبت تصريحات البشير تصريحات مماثلة أطلق عليها قادة حزبه (المؤتمر الوطني ) وصعد فيها من لهجته تجاه دولة جنوب السودان ووصفها بعدم الجدية في تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين البلدين وانتقد تقديم جوبا شكوى ضد الخرطوم إلى مجلس الأمن الدولي بسبب مزاعم قصف الجيش السوداني لمناطق في جنوب السودان.
ويختتم بيونق تصريحاته لـ "العرب اليوم" "هذا يعني بالنسبة لنا أن الخرطوم لا تنوي تقديم تنازلات أو تبدي بعض المرونة ولذلك لا يمكن لأي لقاء أو جولة تفاوض بيننا وبينهم أن تحقق النجاح المطلوب" .