عدد من عناصر الجيش الحر
دمشق ـ جورج الشامي
قصف الجيش السوري الحر "المعارض"، الثلاثاء، القصر الجمهوري في دمشق بقذيفتين، وأسقط 24 صاروخًا على مطار دمشق الدولي، فيما اقتحمت القوات الحكومية المدينة الجامعية في العاصمة واعتقلت عددًا من الطلبة فيها وقطعت الكهرباء عن الجامعة، وسط إعلانها حالة استنفار قصوى في دمشق بإغلاق طرق
عدة حيوية، في الوقت الذي فاز المعارض السوري الكردي غسان هيتو، بمنصب رئيس وزراء الحكومة الموقتة المكلفة بإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، حيث يحظى هيتو باحترام الإسلاميين في المعارضة وبقبول من الليبراليين في الوقت نفسه"، تزامنًا مع إعلان الحكومة السورية مجددًا استعدادها للحوار مع رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب وغيره من المعارضين، من دون شروط مسبقة.
وقالت مصادر المعارضة السورية، إن "مناطق في مدينة داريا في دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات الحكومية، فجر الثلاثاء، كما دارت اشتباكات في محيط حاجز سيدي مقداد العسكري ومحيط حاجز مفرق المؤتمرات ومحيط حاجز مساكن نجها، رافقها قصف من قبل القوات النظامية على مناطق في بلدتي الذيابية والبحدلية ومخيم الحسينية كما دارت اشتباكات عنيفة أخرى في منطقة السيدة زينب، رافقها أصوات انفجارات عنيفة, كما تعرضت مناطق في مدينة حرستا وأطراف مدينة يبرود للقصف من قبل الجيش السوري، عند منتصف ليل الإثنين الثلاثاء, وفي مدينة دمشق سقطت قذائف على الأحياء الجنوبية، وفي محافظة درعا تعرضت مناطق في بلدة أم ولد في الريف للقصف من قبل القوات الحكومية صباحًا، مما أدى إلى سقوط جرحى وسيطر مقاتلون على كتيبة للقوات الحكومية في بلدة النعيمة بعد انسحاب جنودها منها، كما تعرضت مناطق في بلدات بصرى الشام والغارية الغربية والنعيمة ومحجة والحارة للقصف، وقُتل مقاتل من المعارضة من ريف دمشق خلال اشتباكات مع قوات الجيش السوري في قرية جملة، وفي دير الزور قتل كذلك أحد القادة الميدانيين في لواء مقاتل خلال اشتباكات في حي الرشدية، كما تعرض حي الحويقة في المدينة للقصف من دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية، وتعرضت مدينة الرقة للقصف بالطيران الحربي صباحًا، وفي محافظة حماة تتعرض مناطق في بلدتي كفرزيتا وكفرنبودة للقصف من قبل القوات السورية التي تشتبك مع مقاتلين من المعارضة في محيطهما، أما في محافظة إدلب فقتل مقاتل وأُصيب آخر بجرح خلال اشتباكات عنيفة".
وأعلن الجيش الحرّ "المعارض"، أنه أطلق قذيفتين على القصر الجمهوري، واستهدف المربع الأمني في كفر سوسة بقذائف، وأنه أسقط 24 صاروخًا على مطار دمشق الدولي الثلاثاء، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" قبل قليل، أن "5 قذائف هاون سقطت على أماكن مختلفة في غرب دمشق، وحددت الأماكن في حديقة تشرين ومحيط مستشفى المواساة، ومن المعروف أن المكانين قريبين من القصر الجمهوري، وأنه لم تقع أي إصابات، وأن قوات الجيش السوري اقتحمت المدينة الجامعية في دمشق، واعتقلت عددًا من الطلبة فيها وقطعت الكهرباء عن الجامعة".
وقال بعض الطلاب في المدينة الجامعية في دمشق، فإن هذا الاقتحام جاء على خلفية توزيع منشورات تدعو إلى الحرية وإسقاط النظام في كليات جامعة دمشق، لاسيما في كلية الهندسة المدنية والهندسة المعمارية والعلوم.
وأفاد ناشطون، أن "القوات الحكومية في حالة استنفار كاملة في العاصمة دمشق، وقامت بإغلاق طريق قاسيون والربوة المؤدي إلى دمشق، وقد قامت الحواجز بإرجاع القادمين إلى العاصمة، وترافق ذلك بانتشار أمني كثيف، كما تم إغلاق مدخل المزة بساتين والتي تؤدي إلى منطقة كفر سوسة".
وقد أحصت الهيئة العامة للثورة السورية، عدد المساجد التي استهدفتها القوات الحكومية في المدن السورية الثائرة خلال عامين منذ بداية ولادة الثورة وحتى اليوم، وقدرت عددها بحوالي 748 مسجدًا، منها مساجد سويت بالأرض، ومساجد لم تعد تصلح لأداء الصلاة فيها، وضمت القائمة عددًا كبيرًا من المساجد الأثرية، والتي يعود تاريخ بناؤها إلى أكثر من 1000 عام، فيما تحوي بعض المساجد مدارس شرعية إعدادية وثانوية، وتوزعت المساجد المستهدفة على 149 جامعًا في حمص، و126 في ريف دمشق، و10 في إدلب، و71 في درعا، و62 في حماة، و52 في دير الزور، و54 في دمشق، و32 في الساحل السوري "بانياس وطرطوس واللاذقية"، و2 في الرقة، و2 في القنيطرة، موضحة أن "عدد الأئمة والمؤذنين الذين قتلوا على يد الجيش السوري، بلغ 23 إمام مسجد، منهم 5 قتلوا تحت التعذيب، و9 مؤذنين منهم 3 قتلوا تحت التعذيب، وتوزعوا 10 في دمشق وريفها، و6 في حمص، و5 في إدلب، و3 في درعا، و3 في حلب، و3 في دير الزور، و1 في كل من حماة واللاذقية".
وأكد وزير المصالحة السوري علي حيدر، في حديث صحافي له، أنه "مستعد للحوار مع رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب وغيره من المعارضين، وأن دمشق ترفض الشروط المسبقة بضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد لبدء الحوار، لكننا قلنا منذ بداية الأزمة إن كل المسائل منوطة بطاولة الحوار، ولا مانع من طرح ذلك على طاولة الحوار مقابل آخرين سيطرحون خيارات أخرى".
وفاز المعارض السوري الكردي غسان هيتو، بمنصب رئيس وزراء الحكومة الموقتة المكلفة بإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وذلك خلال اجتماع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في إسطنبول، حيث حصل هيتو على 35 صوتًا من أصل 53 صوتًا شاركوا في عملية التصويت، التي كان من المفترض أن يشارك بها 62 عضوًا، وحصل منافسه أسعد مصطفى على 7 أصوات، تلاه وليد الزعبي بصوتين.
وجاء ذلك الفوز بعد جلسات استمرت ساعات عدة، جمعت 60 عضوًا من أعضاء الائتلاف، الذين شاركوا بدورهم في عملية التصويت، وستعمل الحكومة الموقتة داخل الأراضي السورية، وذلك كشرط أساسي قدمه الائتلاف لكل الأعضاء المرشحين قبل إجراء عملية الانتخاب.
وقد تبوأ الكردي غسان هيتو أو "رجل التوافق" كما يصفه أعضاء في الائتلاف الوطني السوري، خلال حياته التي أمضى قسمًا كبيرًا منها في الولايات المتحدة، مناصب عالية في شركات عالمية للتكنولوجيا والاتصالات، وكان ناشطًا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في الولايات المتحدة في المجالين الإنساني والسياسي، فيما قال أعضاء في الائتلاف إن "رئيس الحكومة الموقتة يحظى باحترام الإسلاميين في المعارضة، وبقبول من الليبراليين بالنظر إلى مساره المهني الناجح في الولايات المتحدة".
وحصل هيتو، المولود في دمشق عام 1963، على شهادتي البكالوريوس في الرياضيات وعلوم الحاسب الآلي من جامعة بورديو عام 1989، ونال درجة الماجستير في إدارة الأعمال (MBA) عام 1994، وعمل مديرًا تنفيذيًا في شركة "إينوفار" لتكنولوجيا الاتصالات لكن في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، ترك منصبه فجأة لينضم إلى الثورة السورية، فقد شارك في تأسيس "تحالف سورية الحرة" في الولايات المتحدة، وتولى منصب نائب الرئيس منذ 2011، وهدف التحالف إلى "دعم تطلعات الشعب السوري في تحقيق الحرية والعدالة والحريات المدنية واحترام القانون"، كما شارك في تأسيس "هيئة شام الإغاثية" في الولايات المتحدة في 2011 وتولى منصب نائب الرئيس، وتعمل الهيئة على "دعم الشعب السوري ورفع المعاناة عنه بالاضافة إلى تأمين الحاجات الاساسية له"، بحسب ما جاء في الإعلان عنها، وبعد انضمامه إلى الثورة، عمل هيتو على تأسيس وإدارة "وحدة تنسيق الدعم الإغاثي والإنساني في الائتلاف الثوري لقوى المعارضة والثورة السورية" التي تعمل عبر الحدود السورية التركية وتوصل مساعدات إلى الداخل السوري، وهو عضو مؤسس في جمعية "الدعم القانوني للجالية العربية والمسلمة" التي تأسست في الولايات المتحدة في 2001، وتهدف إلى "الدفاع عن الحريات الشخصية والمدنية ومكافحة التمييز ضد العرب والمسلمين والآسيويين"، كما كان عضو مجلس إدارة في مدرسة "برايتر هوريزونز اكاديمي" المسلمة في تكساس.