دمشق ـ جورج الشامي سيبحث اجتماع أصدقاء سورية، السبت المقبل، في الدوحة،  تقديم مساعدات ملموسة للجيش السوري الحر، بينما قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة "إن 500 جندي فيجي سينتشرون تباعاً اعتباراً من نهاية حزيران/ يونيو في الجولان في إطار قوة الأمم المتحدة من أجل مراقبة فك الاشتباك "اندوف" وسيزودون بأسلحة ثقيلة"، في أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيميائية، واعتبر أن الأسد جلب الفوضى، وإراقة الدماء في سورية، ولا يمكنه أن يسترد الشرعية، فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون أن "الروس يدعمون الآن الدعوة إلى إقامة سلطة انتقالية في سورية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة".
 هذا و أكد مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية أن "الدول التي تشكل مجموعة أصدقاء سورية ستجتمع في الدوحة" السبت، لـ"بحث تقديم مساعدة ملموسة للجيش السوري الحر بعد المكاسب، التي حققتها القوات الحكومية".
 وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه إن "الاجتماع سيحضره وزراء خارجية الدول الـ 11"، التي تشكل المجموعة ومنها فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ومصر والسعودية.
فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون أن "الروس يدعمون الآن الدعوة إلى إقامة سلطة انتقالية في سورية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة".
 و قال كاميرون في جلسته البرلمانية الأسبوعية في بيان بشأن سورية "إن قادة مجموعة الدول الصناعية الـ8 الكبرى حققوا بعض التقدم الجيد بشأن سورية، وخاصة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية وتعهدوا بتقديم 1.5 مليار دولار إضافية للأزمة فيها، والتي أصبحت الآن واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي عرفناها في السنوات الأخيرة".
وأضاف "يجب أن نستخدم فرصة انعقاد قمة مجموعة الـ8  للتغلب على خلافاتنا ومساعدة الشعب السوري على تحقيق التغيير الذي يريده، بعد اتفاقنا على طريقة تعامل المجتمع الدولي مع الأزمة في سورية".
 وشدد كاميرون على "عدم إمكانية تحقيق نصر عسكري في الأزمة الدائرة في سورية، وضرورة أن تتركز جميع الجهود على الهدف المطلق وهو الحل السياسي".
 وقال "اتفقنا على دعم عملية (جنيف 2) للسلام في سورية تفضي إلى إقامة حكومة انتقالية تتمتع بسلطة تنفيذية كاملة، ما جعل دعوات تحقيق النجاح التي شابتها الشكوك في الأسابيع الماضية تتحول إلى واقع بعد تجديد التأكيد عليها وبالإجماع وبسلطة كاملة من قبل مجموعة الـ8".
 وأضاف كاميرون "نحتاج أيضاً لدعم الدول المجاورة، وقد تعهدت مجموعة الثمانية بفعل ذلك من خلال الاتفاق على تخصيص 1.5 مليار دولار إضافية كمساعدات إنسانية لسورية ولهذه الدول".
وأشاد كاميرون بالدور الذي يلعبه الجيش اللبناني، مشيراً إلى أن بريطانيا "تقدم الدعم لعملياته في بعض المواقع الحدودية".
بينما عارض إشراك إيران في مؤتمر جنيف الثاني للسلام بشأن سورية، وقال في معرض رده على أسئلة النواب "لم تكن هناك موافقة أبداً حتى على إشراكها في مؤتمر "جنيف الأول"، وتابع "إن عدم تحديد موعد لمؤتمر (جنيف 2) في قمة دول مجموعة الثمانية بأيرلندا الشمالية "يعود إلى أن قادتها شعروا بأن تحقيق مضمونه هو أكثر أهمية من تحديد موعد انعقاده".
في حين أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي أليكسي بوشكوف، نجاح روسيا بالدفاع عن مواقفها، بخاصة تجاه سورية، في قمة مجموعة الثماني التي عقدت في أيرلندا الشمالية.
ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن بوشكوف قوله في مجلس النواب الروسي (الدوما) إن "روسيا نجحت في الدفاع عن مواقفها ولم تنصاع للضغوط الظالمة"، مشيراً إلى أن "الوثائق الصادرة عن القمة سجلت النجاح الروسي".
وأضاف "إن الذي ناضلت من أجله روسيا خلال اجتماعات قمة مجموعة الـ8 هو "ألا تصير سورية عراقاً ثانياً أو ليبيا ثانية".
وأشار إلى أن "الصحافة الغربية في هذه الأيام تتحدث عن عزل روسيا، ليست روسيا معزولة، فالعالم لا ينحصر في الولايات المتحدة وحلفائها، وحتى العزلة في هذا المحفل أو ذاك لا تعني أننا لسنا على حق".
وذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار في مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية في شباط (فبراير) 2007 إلى ما قد ما يؤول إليه النظام العالمي الذي يقوم على هيمنة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، "ووجه الكثير من الزعماء الغربيين والصحافة الغربية انتقادات إلى بوتين وقتذاك"، سائلاً: "هل كان (بوتين) على باطل؟".
وقال المسؤول الروسي إنه بعدما ألقى بوتين كلمته في مؤتمر ميونيخ "اعتدى سآكاشفيلي (رئيس الجمهورية الجورجية) على أوسيتيا بموافقة إدارة الرئيس الأميركي (وقتذاك جورج) بوش، وفشلت الولايات المتحدة في تحقيق الاستقرار في العراق، وأخفقت في تحقيق النتائج المطلوبة في أفغانستان، ووقعت حرب ضد ليبيا، وانجرّت باكستان إلى الاضطرابات"، معتبراً أن العمل جارٍ الآن لتهيئة المصير نفسه لسورية.
وتساءل بوشكوف: "مَن الذي وقف في وجه الولايات المتحدة وحلفائها في العراق وأفغانستان وباكستان وفي الشرق الأوسط؟ ولماذا كانت النتائج كارثية؟"، وأجاب "إنها نتائج نظام القطبية الأحادية".
في غضون ذلك أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيميائية. واعتبر أن الأسد جلب الفوضى، وإراقة الدماء في سورية، ولا يمكنه أن يسترد الشرعية. واعتبر أن التقارير عن استعداد الولايات المتحدة للدخول في حرب في سورية مبالغ فيها.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين إن "الولايات المتحدة واثقة من أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيميائية"، مشيراً إلى أن روسيا ما زالت تشكك في الأمر.
كما رفض تحديد طبيعة المساعدة العسكرية الأميركية الجديدة لمسلحي المعارضة السورية، وقال: "لا يمكنني التعليق على تفاصيل برامجنا المرتبطة بالمعارضة السورية، ولن أقوم بذلك".
هذا و قال ديبلوماسيون في الأمم المتحدة "إن 500 جندي فيجي سينتشرون تباعاً اعتباراً من نهاية حزيران "يونيو" في الجولان في إطار قوة الأمم المتحدة من اجل مراقبة فك الاشتباك (اندوف) وسيزودون أسلحة ثقيلة، في حين أعلنت مانيلا أن كلاً من الأمم المتحدة والولايات المتحدة طلبت منها بشكل منفصل عدم سحب وحدتها التي تضم 300 جندي من القوة الدولية في الجولان.
وكانت النمسا بدأت سحب كتيبتها من الجولان لأسباب أمنية بعد المعارك بين الجيش السوري والمعارضين في الهضبة. وجاء قرار النمسا بعد انسحاب مماثل لجنود كنديين وكروات ويابانيين خلال الأشهر الماضية.
ومن أجل استبدالهم، وعدت فيجي بتقديم 500 جندي. وستصل مجموعة أولى من 170 جندياً قبل نهاية حزيران على أن يكتمل انتشار هذه القوة نهاية تموز (يوليو). وطلبت الأمم المتحدة من النمسا تمديد مهلة سحب جنودها الـ378 حتى ذلك التاريخ من أجل تبديلهم وكذلك ترك أسلحتهم وتجهيزاتهم.
ومن جانبه قال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ليال غرانت إن «جنوداً فيجيين سيصلون قريباً جداً للحلول محل اليابانيين والكروات، كما أن الفيجيين عرضوا تقديم قوات إضافية للحلول محل الكتيبة النمساوية قبل نهاية تموز (يوليو)». وأوضح دبلوماسيون آخرون أن فيجي ستقدم ما مجموعه ما يقرب من  500 جندي.
وفي سياق متصل أُجريت اتصالات مع السويد لتقديم جنود ولكنها لم تتخذ أي قرار بعد. وعرضت روسيا تقديم جنود للحلول محل الجنود النمساويين ولكن بروتوكول 1974 بين سورية وإسرائيل لا يجيز ذلك.
وتأمل الأمم المتحدة في رفع قواتها في الجولان إلى 1250 رجلاً. ومع الكتيبة الفيجية تبقى الحاجة إلى 250 رجلاً للوصول إلى هذا الهدف. وبعد فيجي تأتي الفيليبين مع 310 جنود تقريباً والهند مع 190 جندياً من حيث الدول التي تقدم اكبر عدد من الجنود.
أما في مانيلا، قال وزير الخارجية الفيليبيني البرت دل روزاريو أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري ناشداه في اتصالات أخيرة عدم سحب قوات بلاده من الجولان، وحذرا من حال «عدم استقرار» في المنطقة بسبب سحب بعض الدول وحداتها.
وكان دل روزاريو أوصى الشهر الماضي بسحب قوات بلاده من الجولان بعد حادثي احتجاز جنود فيليبينيين وإصابة آخرين بجروح في القتال الحاصل بين قوات النظام السوري والمعارضة.
واضاف الوزير ان بان وكيري حذراه ان سحب جنود بلاده «سيخلق مناخاً من عدم الاستقرار في المنطقة». وتابع: «قلت لهما اننا نعتقد بأن الخطر على جنودنا تخطى الحدود المعقولة، لكننا مستعدون لاعادة النظر في قرارنا اذا ما تم تعزيز اجراءات الامن والسلامة لقوة الامم المتحدة».