طهران ـ مهدي موسوي احتجت ابنة الزعيم الديني الراحل آية الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران زهرة مصطفافي على قرار مجلس صيانة الدستور رفض ترشيح علي أكبر هاشمي رافسنجاني لانتخابات الرئاسة الإيرانية التي تجري الشهر المقبل، وبعثت بخطاب إلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خاميني تطالبه فيه بإقرار ترشيح رافسنجاني بهدف منع تكوين سلطة ديكتاتورية في البلاد.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن كلاً من رافسنجاني الذي كان يومًا موضع ثقة الخميني والمرشح المفضل لدى المعارضة الإيرانية، وإصفانديار رحيم مشائي المرشح المفضل للرئيس أحمدي نجاد، لم يكونا ضمن المرشحين الثمانية الذين وافق عليهم مجلس صيانة الدستور الإيراني من بين عدد 680 مرشحًا قاموا بتسجيل أسمائهم خلال هذا الشهر.
وأعرب أحمدي نجاد عن استيائه لقرار استبعاد مشائي، ووصفه بأنه عمل من أعمال الاضطهاد، ووعد برفع الأمر إلى خاميني.
وقال نجاد "أعتقد أنه لا توجد مشكلة مع المرشد الأعلى، وأنني سوف أتناول الأمر معه حتى اللحظة الأخيرة"، وقال أيضًا إنه متفائل من إمكان حل تلك المشكلة.
ويقوم مجلس صيانة الدستور الإيراني المكون من ستة من رجال الدين وستة من رجال القضاء في العادة بالتدقيق في المرشحين كافة للتأكد من ولائهم الكافي للجمهورية الإسلامية ومبادئها، ولكن مهمة المجلس تنال الكثير من الانتقادات بوصفها مهمة غير ديمقراطية.
ولم يُقدّم المجلس أي مبررات لقراراته، ولكن يتردد بأن رفض ترشيح رافسنجاني، الذي يبلغ من العمر 78 سنة، كان بسبب كبر سنه، أما رفض ترشيح مشائي فكان بسبب كونه شخصية ذات نزعة قومية.
وعلى عكس رفض مشائي الذي لم يكن متوقعًا قبول ترشيحه، فقد جاء رفض ترشيح رافسنجاني بمثابة مفاحئة للكثيرين وخاصة أنصاره داخل الجمهورية الإسلامية الذين يعتبرونه واحدًا من أفضل كبار الساسة الباقين في إيران، والذي سبق وأن شغل المنصب مرتين من قبل.
وينظر أنصار رافسنجاني في سخرية إلى قرار رفض ترشيحه لا سيما، وأنه يرأس حاليًا المجلس الذي يتوسط بين مجلس صيانة الدستور والبرلمان، كما أن عمر اثنين من أعضاء مجلس صيانة الدستور أكبر من عمر رافسنجاني، كما أن خميني لم يكن صغيرًا عندما تولى السلطة العام 1979.
وجاء في خطاب ابنة الخميني الذي نشره موقع (Jamaran.ir) المقرب من عائلة الخميني "إنه لمن دواعي الأسف أن يقوم مجلس صيانة الدستور بحرمان رافسنجاني من الترشح للرئاسة.. إن هذا التصرف لا يعني سوى خلق انشقاق بين رفيقين للإمام الخميني، وتجاهل للحمية الدينية ومصالح الشعب تجاه النظام والانتخابات".
وقالت في خطابها "إن الخميني كان ينظر إلى رافسنجاني باعتباره المرشح المحتمل لخلافته في منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية"، كما دعت إلى ضرورة تدخل المرشد الأعلى الحالي للحيلولة دون حدوث حكم مطلق واستبدادي في البلاد.
وأضافت أن "الانشقاق التدريجي بين خاميني ورافسنجاني سيكون بمثابة أكبر ضربة يمكن توجيهها إلى الثورة الإسلامية والنظام الإيراني"، واستشهدت بقول الإمام الخميني الذي أشاد بالرجلين عندما قال "إنهما رجلان صالحان عندما يكونا معًا".
ولم يعقب رافسنجاني بعد على قرار رفض ترشيحه، ولكن رئيس حملته الانتخابية قال لوكالة أنباء "إسنا" إنه لن يعترض، ولم يكن كل أنصار رافسنجاني غاضبين بسبب رفض ترشيحه.
وقال أول رئيس لإيران بعد الثورة الذي يعيش الآن في المنفي "إن مغامرة رافسنجاني السياسية الأخيرة قد نجحت في تعرية النظام الإيراني الحاكم الذي تتزايد نزعته العقائدية".
وكتب آخر على موقع "تويتر" أنه يبدو أن انتخابات الرئاسة في إيران سوف تنحصر في رجل واحد وهو خاميني.
وتجاهلت معظم صحف، الأربعاء، في طهران قرار رفض الترشيح وركزت اهتمامها على المرشحين الثمانية.
وتشير أخبار التواصل الاجتماعي على شبكة "الإنترنت" إلى انتشار التواجد الأمني في الشوارع ليلة الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين.
ويعتقد الكثير من المحللين أن استبعاد رافسنجاني يفتح طريق الرئاسة أمام رئيس وفد المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي في المحادثات النووية مع الغرب، وهو المرشح المفضل لعلي خاميني.
ويرى هؤلاء أيضًا أن خامنئي برفض رافسنجاني يبعث برسالة إلى العالم بأن طهران لا تنوي التوصل إلى حل وسط بشأن برنامجها النووي.