غزة ـ محمد حبيب كشفت وسائل إعلام إسرائيلية بدء مساعي سلطات الاحتلال في الأمم المتحدة لتغيير الصيغة القانونية الخاصة بتعريف اللاجئين الفلسطينيين والتي تنفي هذه الصفة عن أبناء هؤلاء الذين اجبروا على مغادرة فلسطين في عام 1948. ونقلت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية الأحد عن ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة رون بريسور قوله "ان العقبة الرئيسية في وجه عملية السلام هي حق العودة للاجئين الفلسطينيين وليس المستوطنات".
واعتبر بريسور وفق الصحيفة ان نقل صفة لاجئ لتمنح لأبناء اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا قراهم ومدنهم في فلسطين بعد إقامة إسرائيل هو أمر مضلل.
ووفق الصحيفة عقد مؤتمر صغير في نادي (هارفرد) في مانهاتن في الولايات المتحدة الخميس الماضي شارك فيه شخصيات وخبراء من بينهم المبعوث الاسرائيلي فى الامم المتحدة رون بريسور.
واشارت الى ان الاخير تناول في المؤتمر موضوع اللاجئين الفلسطينيين وصنف قضيتهم هذه باعتبارها القضية الاساسية التي تعيق التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وجاء هذا المؤتمر وفق الصحيفة استهلالا لاتجاه يهدف الى صياغة تشريعات في الولايات المتحدة الامريكية تهدف لانهاء عملية النقل الاوتوماتيكية لصفة لاجئ التي تطلق الان على احفاد اللاجئين الفلسطينيين وهو الامر الذي يجرى منذ عام 1948.
ونبهت الى ان هذا يأتي فيما يستعد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الانروا فيبلو غراندي لعقد مؤتمر صحافي، الاثنين، عنوانه "اللاجئون الفلسطينيون اصبحوا سكانا منسيين في منطقة مضطربة على نحو متزايد".
ونقلت الصحيفة عن الدكتور دانييل بابيس الذي وصفته بالخبير الدولي في قضايا الشرق الاوسط تأكيده في افتتاح هذا المؤتمر "ان وضع اللاجئين الفلسطينيين مرض ويمكن ان يضر بجميع الاطراف ذات العلاقة به".
وانتقد بابيس في كلمة له النهج الحالي الذي تتبعه (انروا) في تعاطيها مع قضية هؤلاء اللاجئين مشيرا الى "انه يعزز شعور الضحية عندهم كما انه يدفع بهؤلاء نحو التطرف".
وقالت الصحيفة ان منتدى الشرق الاوسط في فيلادلفيا الذي عمل بابيس رئيسا له هو الذي نظم هذا المؤتمر الذي جاء تحت عنوان تغيير سياسة الولايات المتحدة نحو (انروا) وقضية اللاجئين الفلسطينيين.
من جهته اعتبر سفير اسرائيل فى الامم المتحدة رون بيريسور ان احدا لا يمكنه الاعتراف بأن العقبة الرئيسية التي تواجه تحقيق حل الدولتين هي حق ملايين اللاجئين الفلسطينيين في العودة.
واكد ان قضية اللاجئين هي العقبة الرئيسية في وجه السلام وليس الاستيطان مشيرا الى ان عودة هؤلاء اللاجئين الى بيوتهم يمكن ان تقود الى تدمير اسرائيل.
وقال انه في عام 1950 وصل عدد اللاجئين الفلسطينيين الى 700 الف واصبح عدد هؤلاء اليوم خمسة ملايين ومائة الف لاجئ مشيرا الى ان الامر يعتمد على كيفية واسس تعدادهم.
وزعم انه عبر التاريخ تغير وضع اللاجئين القانوني عندما اصبحوا مواطنين في قطر اخر وفقدوا صفتهم الاصلية مشيرا الى ان نسبة كبيرة من الفلسطينيين تعيش الان في الاردن وسوريا وتمر الان بازمة لجوء جديدة.
وانتقد بريسور سياسة انروا التي تسمح للاجئين الفلسطينيين بنقل هذه الصفة لاطفالهم معتبرا ان ما تقوم به الاخيرة في هذا الشأن مضلل.
وقال ان اسرائيل تعارض بشدة جدول الاعمال السياسي الخاص بانروا غير انها تؤيد جدول اعمالها السياسي المدعوم من دول غربية هي المانحة لبرامج (انروا).