سجين يمسك أوراق الإفراج عنه
كابول ـ أعظم خان
قام الجيش الأميركي رسميا بتسليم الحكومة الأفغانية، الإثنين، مَسؤولية سجن باغرام باستثناء عدد قليل من المساجين وقد اُقيمت بهذه المناسبة مراسم رسمية تَعكس تقريبا نهاية التورط الأميركي الطويل الأمد في عملية إعتقال المتمردين الأفغان.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" أن التنازل الأميركي بنقل مسؤولية السجن
إلى السلطات الأفغانية تَهدف إلى تحسين فرص التفاوض بشأن تواجد أميركي في أفغانستان بعد عام 2014.
بينما قال الجنرال غلام فاروق باراكازي قائد سجن باغرام أن الأميركان سَبق وأن مَنحوا الأفغان سلطة تولي أمر 4000 سجين خلال العام الماضي إلا أنه لا يزال هناك عدد قليل من السجناء بحوزة الأميركان دون تحديد عددهم أو المدة التي سيظلون فيها تحت الإشراف الأميركي.
وذَكَرت الصحيفة إن قرار الأفغان بالإفراج عن سُجناء طالبان بعد تولي مسؤولية الإشراف على السجن من غير المرجح أن يعمل على طمأنة الجيش الأميركي.
وكان من بين الذين اُفرج عنهم على يد السلطات الأفغانية أو بموجب قرارات قضائية 46 سجينا كانوا قد عادوا من معسكر غوانتانامو، وتَحول أحدهم إلى قائد للمقاومة في جنوب أفغانستان وهو مَوْلى عبد القيوم زاكر واسمه الحقيقي عبد الله غلام رسول وقد أُفرج عنه في أواخر عام 2008 أي قبيل زيادة القوات الأميركية.
وهناك إفغاني أخر تم الإفراج عنه بموجب عفو رئاسي بعد أن كان مفجرا انتحاريا في عملية كادت تودي بحياة اسد الله خالد رئيس الاستخبارات الأفغانية.
ولهذه الأسباب كانت قيادات الجيش الأميركي تصر على الإحتفاظ بسلطة التحكم في قرارات الإفراج عن المساجين الأمر الذي أدى إلى نشوب خلافات مع الحكومة الأفغانية بقيادة الرئيس حميد كارازاي.
وبعد التنازل الأميركي يقول مصدر رسمي أميركي أن الولايات المتحدة تَتطلع إلى صفقة أمنية هامة لما بعد عام 2014 تَمنع عودة المُتمردين لأفعانستان ومراقبة إثنين من جيرانها المزعجين وهما إيران وباكستان.
وقد بدأت مراسم التسليم بعد ساعات من وصول جون كيري وزير الخارجية الأميركي إلى كابول لأجراء محادثات مع الرئيس كرزاي.
وقال مصدر أميركي مُطلع أنه يَنبغي على أميركا أن تنظر إلى الموقف من خلال منظور المصالح الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان.
ويُقال أن القرار الأميركي الأخير جاء بعد تأكيدات خاصة من جانب المسؤولين الأفغان بعدم الإفراج عن المساجين الخطرين الذين يمكن أن يُشكلوا مَخاطر أمنية دائمة ويُقدر عَددهم بما يزيد عن 50 من بين أربعة آلآف سجين في سجن باغرام الملحق بقاعدة عسكرية أميركية شمال كابول.
ومُنذ بَدء عملية التسليم في العام الماضي ، قام الأفغان بالإفراج عن 1376 سجينا في وقت كان للأميركان ولا يزال لهم الحق في الإعتراض على أي إفراج.
ويقول أحد كبار المسؤولين الأفغان أنه حتى بعض هؤلاء الذين اُفرج عنهم في البداية عادوا إلى ساحة القتال مع طالبان ومن بينهم مولاي سعيد خايل الذي أصبح قائد لحركة طالبان في مديرية وارداك ، ومولاي شاهر الذي حول منطقة باداخشان من ساحة سلام إلى ساحة حرب.
ويقول مسؤولون أفغان أن جميع سُجناء باغرام الآن وفي المُستقبل سوف يقدمون إلى المحاكمة ولن يكون هناك وجود لما يُسمى بمجالس المراجعة ، لكن المسؤولين الأميركان يَنتظرون من الأفغان الإبقاء على مجالس المراجعة دون مشاركة أميركية، بينما يعتقد الأفغان أن المدعي العام يوسف يقوم بمهمة المراجعات وتحديد هوية المساجين الذين سُيفرج عنهم والمساجين الذين سيقدمون للمحاكمة.
ويقول أحد قادة القوات الأميركية هناك أنه واثق من أن أفغانستان لن تُفرج بِسهولة أو سريعا عن هؤلاء الذين تَعتقد الولايات المتحدة بأنهم مَصدر تَهديد.
ويُصر الأميركان منذ زمن على ضَرورة أن تتم عَملية المراجعة بعيدًا عن ساحات القضاء والإبقاء على المساجين المُتمردين رَهن الإعتقال الطويل بسبب صعوبة إقامة دعوى جنائية متكاملة الأركان ضدهم .
ويرى الأميركان أنه بدون هذا النظام فإن الجنود قد يَحلو لهم قتل المُتمردين بدلا من أسرهم، لكن المسؤولين الأفغان يعارضون ذلك ويعتبرونه غير دستوري.
وتشير الصحيفة أيضا إلى الإفراج عن المسؤول السابق عن مقتل 14 جنديا وشرطيا أفغانيا في بادغيس المدعو مولاي داستاجر وانضمامه مباشرة بعد الإفراج عنه إلى طالبان.
ويقول الكولونيل أمير شاه نايبزادة قائد الشرطة في محافظة بادغيس أن الحكومة دائما ما تَرتكب أخطاء بالإفراج عن قادة طالبان الذي يعودون مباشرة إلى المتمردين.
وقدم مسؤولون في الإستخبارات الأفغانية أسماء ثلاثة من مقاتلي طالبان الذين اُفرج عنهم العام الماضي والتحقوا بطالبان في منطقة ناراي بمحافظة كونار.
وأعرب منتقدو الرئيس حامد كرزاي عن قلقهم من قيام الرئيس بتعيين أحد رجال الدين البارزين في كابول وهو مولاي عناية الله بليغ المعروف بمعاداته للأميركان لمراجعة حالات عدد 700 من المسؤولين الدينيين في السجون الأفغانية المشتبه في قيامهم بأنشطة تمرد ، وقد أوصى هذا الرجل بالإفراج عن المئات من شيوخ طالبان في إجتماع سابق له هذه الشهر مع كرزاي.