زوجة أحد ضحايا الأطباء المنتمين إلى تنظيم "داعش"

كشفت زوجة أحد ضحايا الأطباء المنتمين إلى تنظيم "داعش" ويدعى ناصر لصحيفة "الدايلي ميل"، بأن زوجها الفقيد تلقى حقنًا سامة من قبل هؤلاء الأطباء لاشتباههم فيه بكونه مناهضًا للمتطرفين.

وذكرت باريشان وهي المرأة الإيزيدية البالغة من العمر (25 عامًا)، والتي لاذت بالفرار بأن الأطباء العاملين ضمن تنظيم "داعش" المتطرف خرقوا القسم لحماية وشفاء الناس.

ويأتي قتل المرضى في المستشفيات بدم بارد ليضيف إلى الأدلة على فساد هذا التنظيم المتطرف، وما يرتكبه من مجازر وحشية وإعدامات واستعباد جنسي، بعكس ما يروج له التنظيم في الفيديوهات عن وجود خدمات طبية يقدمها للمقاتلين.

وبعد مقتل ناصر، واجهت زوجته باريشان وبناته الاثنتين إضافة إلى شقيقت الاستعباد الجنسي داخل معقل "داعش" في تلعفر، حيث عرضت الفتيات للبيع وتعرضن للإيذاء، في حين ارتكب التنظيم مجازر بقتل العشرات من الأشخاص عن طريق إطلاق النار عليهم في الطرقات.

وذبح "داعش" ما يصل إلى خمسة آلاف رجل من الإيزيديين، فضلًا عن اختطاف المئات من النساء والفتيات الصغار عندما اجتاح مدينة سنجار العام الماضي.

ولم تدرك باريشان وقتها بأنه من الممكن أن يهاجم مقاتلو التنظيم البلدة إلا عندما أمطر المقاتلون منزلهم بوابل من النيران في الثالث من آب / أغسطس أسفر عن إصابة زوجها بطلقات في اليد والبطن بينما أصيب هي بطلقات رصاص في ذراعها بحسب ما أفادت.

وفي محاولة لإنقاذ ناصر، هرعت به باريشان ووالدتها إلى مستشفى سنجار التي تقع بالكامل تحت سيطرة "داعش"، نظرًا لأن أغلب طاقم العاملين في المستشفى تركها وهرب تجاه جبل سنجار ليبتعد عن المنطقة المحاصرة.

وتلقت باريشان العلاج وخرجت من المستشفى، ولكن ناصر تم الإبقاء عليه لخطورة إصابته فيما رافقته والدته توركو البالغة من العمر (57 عامًا)، ولم يمهل "داعش" العديد من الإيزيديين حتى اختطفهم واقتادهم إلى مدينة تلعفر، وكان من بينهم باريشان وبناتها الاثنتين.

وتحدثت باريشان عن الأطباء وكيف تخلوا عن إيمانهم بربهم وخرقوا القسم الذي تعاهدوا فيه ببذل ما يسعهم لخدمة المرضى بعدما تحولت نظرتهم إلى زوجها ناصر على أنه عدو لـ "داعش"، وظلوا يتساءلون حول سبب الإصابة وما إذا كان ناتج عن مواجهة مع التنظيم.

وأفادت والدته بأنه خضع إلى اثنتين من الحقن السامة ما نتج عنه وفاته في الحال، وما يؤكد تورط الأطباء في قتله هو أن الإصابة التي لحقت به لم تكن مميتة، وأن الأطباء عديمو الرحمة لم يكفهم قتله بل ألقوه خارج المستشفى ولم يدفنوه.

ولم يكن ناصر وحده من وقع ضحية لهؤلاء الأطباء المنتمين لتنظيم "داعش"، وإنما كان هناك ما يزيد عن 30 آخرين قتلوا بالطريقة نفسها بعدما كانوا يتمتعون بصحة جيدة.

وفي أعقاب تلك الحادثة الأليمة، تم السماح لوالدته بمغادرة المستشفى، والتي اتجهت بدورها إلى معسكر زاخو للاجئين الواقع شمالي العراق، وهناك تقابلت مع بقية أسرة الفقيد ناصر، ومؤخرًا تم منح توركو اللجوء إلى ألمانيا لما تعانيه من آلام نفسية وجسدية، إلا أن باقي أسرتها لا تزال في العراق تنتظر الفرصة للهرب إلى هناك.