الرئيس الفلسطيني محمود عباس

كشف مقربون من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن الأخير أغلق الهاتف في وجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال مكالمة هاتفية جرت بين الرجلين، الأحد الماضي، للضغط على أبومازن من أجل وقف العمليات وتهدئة الأوضاع الميدانية مع الاحتلال. وأشار مقربون، في تصريحات صحافية إلى أن المكالمة الهاتفية التي جرت للمرة الثانية من جون كيري وطلب من أبومازن تهدئة الأوضاع الميدانية واصفًا ما يجري من قبل الفلسطينيين بالأعمال "الإرهابية"، ما جعل الرئيس أبومازن يغلق الهاتف في وجهه، في إشارة إلى رفض المطالبات الأميركية والدولية بالتهدئة قبل أن تلتزم إسرائيل بها

توقّع مسؤولٌ بارز في حركة "فتح"، محاصرة حكومة الاحتلال الإسرائيلي للرئيس الفلسطيني محمود عباس على غرار ما حدث مع الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2002. وصرّح عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي، في تصريحات صحافية الأربعاء، "بأن إسرائيل عدو لا يؤتمن له، فنحن لا نخاف من أي تهديد والرئيس عباس يعرف جيدًا من يقابل وفي النهاية كلنا مشاريع شهادة".

وأكدّ أن الوضع الحالي في القدس والضفة الغربية مائلٌ أكثر للتصعيد، في ظل تنكر أميركا والاحتلال واستمرارهم بالتملص من أي التزامات مع الفلسطينيين، وأضاف زكي: "العقوبات الإسرائيلية الأخيرة التي فرضها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن تردع المواجهات الفلسطينية كما يظن، بل ستكون مبررًا للشباب الفلسطيني أن يزيد ويستمر في فعالياته لإقناع العالم أننا شعب لن نخضع للاحتلال".

وتابع: "الانتهاكات المستمرة من قبل المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني من دون محاسبتهم، من قتل وتهويد للمقدسات وحرق للأطفال، دفعت الشباب إلى رفض حياة الذل والإهانة، ومن هنا بدأت ردود الفعل الفلسطينية المتواضعة التي قابلتها إسرائيل بتسليح شعبها وفرض المزيد من العقوبات".

وشدد زكي على تطلعهم لإنهاء الانقسام والخروج بموقف فصائلي موحد تجاه ما يمارسه الاحتلال، وواصل: "يجب أن يكون الشباب الذي خرج في المواجهات نموذجًا يُحتذى به لوحدة القيادات، فلا يوجد مبرر لأي فصيل الآن، والجميع ليس عليه حصانة وكلنا تحت قيد القتل الميداني".

وعبّر زكي عن استياءه من الموقف العربي، واصفًا إياه بالضعيف الذي لا يرتقي لأن يكون موقفًا يقنع المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل أو اتخاذ قرار بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، مستهجنًا طلب بعض الدول العربية شراء منظومة القبة الحديدية من إسرائيل في ظل الأوضاع الفلسطينية الراهنة.
وانتشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء، بشكل مكثف في شوارع مدينة القدس وبلدتها القديمة، وعلى مداخل الأحياء المقدسية، وذلك بعد إقرار المجلس الوزاري المصغر في الحكومة الإسرائيلية (الكابينيت)، فرض إغلاق على الأحياء العربية، وإخضاع المواطنين المقدسيين للتفتيش عند دخولهم إلى أحيائهم وخروجهم منها.

وأفادت مصادر مقدسية في قرية العيسوية وجبل المكبر، بأنَّ قوات الاحتلال اقتحمت القريتين في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء وداهمت الشوارع ونفذت حملة اعتقالات طالت 12 مقدسيًا، وهم: سمير عبيد، وإبراهيم عبيد، وجمال عمران داري، ومحمد مصطفى داري، وأكرم مصطفى داري، ومدحت عبيد، وسمير محمد عبيد، ورمزي أحمد عويسات، وأياد عطا عويسات، وإيهاب شفيق ابودهيم، ونادر ناجي عويسات، ومحمود عويسات.

كما اعتقلت قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء فتاة من مخيم شعفاط شروق مزعرو (15 عاما)، و4 فتية من قرية الطور وسلوان. وأكد رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب، أن قوات الاحتلال اعتقلت مساء الثلاثاء 5 شبان من "رعنانا" شرق تل أبيب عرف منهم: صلاح الباسطي، ومجد الباسطي، وطارق عابدين.

وتجري قوات الاحتلال تفتيشًا للعديد من الشبان خلال سيرهم في شوارع المدينة، بخاصة في منطقة شارع رقم 1، ومنطقة مستوطنة التلة الفرنسية، ومحطات القطار الخفيف والحافلات وشوارع القدس القديمة، كما توقف المركبات دون سبب وتشرع بتفتيشها بعد تحرير هوية الركاب، كما تخضع الشبان إلى تفتيش جسدي خلال سيرهم في الشوارع وتجبرهم على رفع ملابسهم خلال ذلك، تحت تهديد السلاح.

وأوضح عضو لجنة المتابعة في قرية العيسوية محمد أبو الحمص أن سلطات الاحتلال نصبت حواجز العسكرية على مداخل قرية العيسوية وفي الطور، وحررت مخالفات عشوائية استفزازية للمواطنين دون سبب، إضافة إلى تهديدهم وشتمهم. وأضاف أبو الحمص أن قوات الاحتلال تتعمد تفتيش طلبة المدارس والشبان بشكل مهين في محاولة لاستفزازهم، وذلك يأتي انسجامًا مع تصريحات وزراء حكومة الاحتلال، حيث أصبح المقدسي هدفًا للاحتلال.

وباشرت الشرطة الإسرائيلية تطبيق قرارات "الكابينت" على بلدة جبل المكبر في القدس الشرقية، حيث باشرت بوضع الحواجز الشرطية على عدد من الطرقات المؤدية إلى بلدة جبل المكبر، وتمنع السكان من المغادرة أو الدخول عبر هذه الطرقات بسياراتهم أو المارة، في حين بقيت بعض الطرق مفتوحة لسكان البلدة وفقًا لما نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وهذا ما ستباشر الشرطة بتطبيقه في باقي الأحياء الفلسطينية والبلدات التي تصفها إسرائيل "البؤر الساخنة"، وتركت لقيادة الشرطة وأمن إسرائيل تقدير وتحديد هذه المناطق التي سيتم إغلاقها.

 وواصلت مجموعات المستوطنين اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك، حيث اقتحمه الأربعاء حوالي 40 مستوطنًا عبر باب المغاربة بحراسة من شرطة الاحتلال، في ظل منع حوالي 60 سيدة مدرجة أسماؤهن "بالقوائم السوداء" من دخول الأقصى. ومع نهاية الأسبوع الثاني للمواجهات التي اشتعلت في الأراضي الفلسطينية، مازال الشعب الفلسطيني ينتفض نصرةً للمسجد الأقصى المبارك، ورفضًا للانتهاكات اليومية المتواصلة بحق الفلسطينيين، تميزت بالغضب الشعبي والعمليات النوعية التي أنهكت الصهاينة وخلقت الرعب في صفوفهم.

وبلغت حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية منذ بداية الشهر الجاري أسفرت عن 30 شهيدًا من بينهم 7 أطفال في الضفة الغربية وقطاع غزة حتى مساء الثلاثاء، فيما بلغ عدد القتلى "الإسرائيليين" 7 قتلى وأصيب نحو 99 آخرين في عمليات طعن وإطلاق نار نفذها فلسطينيون في القدس والضفة الغربية، منذ اندلاع انتفاضة القدس.

وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية، أن عدد المصابين بالرصاص الحي والمطاطي والاعتداءات بالضرب والإصابات بالحروق نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر بلغت حوالي 1400 إصابة، منها 350 بالرصاص الحي و650 بالرصاص المطاطي، فيما أصيب الآلاف بالاختناق نتيجة الغاز السام.

وأشارت الوزارة إلى أنه تم تسجيل 150 اعتداء بالضرب على المواطنين والأطفال من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، حيث أصيب 200 طفل منهم 90 بالرصاص الحي و55 بالرصاص المطاطي، منذ بداية الشهر الجاري، فيما أصيبت 40 امرأة منهن 3 بالرصاص الحي و4 بالمطاط و13 اعتداء بالضرب، و20 اختناقًا بالغاز السام.

وأصيب الثلاثاء، 21 مواطنًا بالرصاص الحي والمطاطي، خلال المواجهات مع قوات الاحتلال، 5 بالرصاص الحي والمطاط في بيت حانون، إحداها خطيرة، و إصابتان بالرصاص الحي و6 بالمطاط في رام الله، فيما أصيب 3 مواطنين بينهم طفل بالرصاص الحي، و6 بالمطاط، إضافة إلى إصابة مواطن طعنًا بالسكين من قبل مستوطن في بيت أمر.

وذكرت القناة العبرية السابعة أن 7 "إسرائيليين" قتلوا، وأصيب نحو 99 آخرين في عمليات طعن وإطلاق نار نفذها فلسطينيون في القدس والضفة الغربية، منذ اندلاع انتفاضة القدس، حيث وقعت الثلاثاء خمسة عمليات تنوعت بين طعن ودهس وإطلاق نار متزامنة في القدس ورعنانا شمال تل أبيب .

فالعملية الأولى، التي أعلن عنها الاحتلال في رعنانا أدت إلى إصابة المنفذ فقط, ويليها مباشرةً كانت عمليتان في القدس, إحداهما نفذهما شابين في حافلة, أطلق أحدهما النار, والآخر نفذ طعنات غرب القدس, ما أدى إلى استشهاد أحد المنفذين وإصابة الآخر بحالة خطيرة.

وأدت العملية إلى مقتل إسرائيليين وإصابة 26 بينهم 7حالة خطيرة، وتزامنت معها عملية طعن في القدس أدت إلى مقتل مستوطن وإصابة 4 آخرين واستشهاد المنفذ، أما عن العملية الرابعة فكانت عملية طعن في رعنانا مجددًا وأدت لإصابة شاب إصابة طفيفة, وفرار المنفذ.