اسطنبول ـ العرب اليوم
أعلن وزير الصحة التركي محمد مؤذن أوغلو، أن 86 شخصا على الأقل قتلوا، السبت، في التفجيرين اللذين استهدفا تجمعا للسلام في أنقرة، موضحًا أنَّ "62 شخصا قتلوا في موقع التفجيرين وتوفي 24 لاحقا متأثرين بجروحهم في المستشفى"، مشيرا إلى إصابة 186 شخصا في الحادث.
وأفادت مصادر أمنية، بأنَّ بعض الأشخاص في موقع الحادث هاجموا سيارات الشرطة والإسعاف، فيما أطلق آخرون عيارات نارية في الهواء، فيما يواصل المسؤولون والشرطة اتخاذ إجراءاتهم.
وأكد مسؤول أمني تركي أنَّ "انفجاري العاصمة التركية أنقرة اللذين قتلا العشرات ناجمان على الأرجح عن هجوم انتحاري"، مشيرا إلى أنه لم تُدمر أي سيارة في الانفجارين، مؤكدًا فرض حظر في تركيا على نشر الصور المرتبطة بشكل مباشر بالانفجارين.
وجاءت التفجيران في موقع كان من المقرر أن يشهد تجمعًا ومسيرة تحت عنوان "رغم أنف الحرب، السلام الآن، السلام.. العمل.. الديمقراطية"، في موقع محطة القطارات، احتجاجًا على الصراع بين الحكومة والمقاتلين الأكراد جنوب شرق البلاد.
وتظاهر نحو عشرة آلاف شخص مساء السبت في اسطنبول محملين الحكومة التركية مسؤولية الاعتداء المزدوج الذي استهدف تجمعا معارضا من اجل السلام في أنقرة، وخلف لافتة كبيرة كتب عليها "نعرف القتلة"، هاجم المتظاهرون الرئيس المحافظ رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002.
وهتف هؤلاء في جادة الاستقلال في قلب الشطر الأوروبي من اسطنبول "أردوغان قاتل" و"السلام سينتصر"، وجرت التظاهرة وسط انتشار كثيف لقوات الشرطة من دون تسجيل أي حادث.
وسجلت تظاهرات مماثلة بعد الظهر وخصوصا في دياربكر، كبرى مدن الجنوب الشرقي ذي الغالبية الكردية حيث اندلعت حوادث بين المتظاهرين والشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع.
وتوالت ردود الفعل المستنكرة للحادث المأسوي الذي أودى بحياة العديد من الأشخاص، وجرح العشرا، واعتبر حزب "الشعوب الديمقراطي" التركي المعارض الموالي للأكراد أنَّ أعضاء في حزبه استهدفوا بشكل خاص، وحذّر من أن عدد القتلى قد يرتفع لأن كثيرين مصابون بجروح خطيرة.
وقال الحزب في بيان: "بمجرد بدء المسيرة حوالي الساعة 10.04 صباحًا، وقع انفجاران وسط موكب أعضاء الحزب. ولهذا السبب نعتقد أن الهدف الرئيسي من الهجوم كان حزب الشعوب الديمقراطي التركي"، مضيفًا: "كثيرون من المصابين جروحهم خطيرة ومن ثم نخشى أن يرتفع عدد القتلى".
من جهته، دان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني "التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا في أنقرة وأديا إلى مقتل ثلاثين شخصا على الأقل وجرح 126 آخرين.
وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، أنَّ الملك عبد الله دان في برقية بعث بها إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "حادث التفجيرين الإرهابيين، اللذين وقعا صباحا، قرب محطة للقطارات في العاصمة التركية أنقرة، وأوديا بحياة عدد من الضحايا الأبرياء وإصابة آخرين".
وأعرب الملك، عن "أصدق مشاعر التعزية والمواساة بضحايا الحادث"، متمنيًا "للمصابين الشفاء العاجل"، ومؤكدًا "وقوف الأردن إلى جانب تركيا وشعبها الشقيق لتجاوز هذه المحنة".