دمشق ـ جورج الشامي استطاعت لجان التنسيق المحلية في سورية، مع انتهاء الثلاثاء، توثيق ثمانية وسبعين قتيلاً بينهم ثماني سيدات، خمسة أطفال، وستة تحت التعذيب، فيما قصفت طائرات حربية مواقع للمعارضة السورية في حلب بالقرب من قاعدة جوية عسكرية متنازع عليها في شمالي البلاد، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين تعاني مدينة عفرين وقرى وبلدات تابعة لها في ريف حلب الشمالي من "أزمة إنسانية" بسبب الحصار المفروض عليها من قبل كتائب المعارضة المسلحة منذ 25 مايو الماضي، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وسجلت اللجان المحلية مقتل سبعة وعشرين في دمشق وريفها، ستة عشر في إدلب، خمسة عشر في حلب، سبعة في حمص، خمسة في دير الزور، أربعة في حماه ، 2 في القنيطرة، 1 في اللاذقية، و1 في درعا.
وأحصت اللجان 414 نقطة للقصف في سورية، غارات الطيران الحربي سجلت في 37 نقطة، البراميل المتفجرة سجلت في الأتارب وخان العسل ومحيط مطار منغ العسكري في حلب، القنابل الفوسفوريه قصف على عندان في حلب، الفنابل الفراغية قصفت على كفرناها، القصف المدفعي سجل في 132 نقطة، القصف الصاروخي في 129 نقطة، أما القصف بقذائف الهاون فسجل في 110 نقاط في سورية.
فيما اشتبك "الجيش الحر" مع قوات النظام في 132 نقطة قام من خلالها في دمشق وريفها بصد محاولات عدة لقوات النظام باقتحام شبعا في ريف دمشق، وفي القدم قام "الحر" باستهداف "شبيحة" النظام خلف معمل الدفاع بقذائف الهاون وحقق إصابات مباشرة، ودمر سيارة "زيل" مليئة بالعناصر وعربة "ب م ب" أثناء محاولة "شبيحة" النظام اقتحام بلدة هريرة، كما استهدف "الحر" مراكز تجمع لقوات النظام في حي تشرين وحقق إصابات مباشرة، في الذيابية قتل الحر سبعة عناصر من "حزب الله" اللبناني ولواء أبو الفضل العباس، وفي حلب استهدف "الحر" مطار النيرب العسكري بصواريخ غراد، وقصف مراكز لتجمع الشبيحة في بلدة خناصر، في دير الزور استهدف "الحر" مطار دير الزور العسكري براجمات الصواريخ وحقق إصابات مباشرة وفي اللاذقية استهدف "الحر" مرصدي انباته وبارودا بصواريخ عدة.
وقالت شبكة "شام" الإخبارية إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة أحياء مخيم اليرموك والقدم والعسالي ومعظم أحياء دمشق الجنوبية، مشيرة إلى احتدام الاشتباكات مع الجيش السوري الحر، كما انفجرت عبوة ناسفة في سيارة في منطقة الأبراج حي الصناعة وسمع إطلاق نار في منطقة الجسر الأبيض في حي المهاجرين.
وقال المركز الإعلامي السوري إن عددًا من جنود النظام قُتلوا في اشتباكات عنيفة مع مسلحي المعارضة، الثلاثاء، عند مدخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق.
وبث ناشطون صورًا على الإنترنت للاشتباكات الدائرة بين قوات النظام و"الجيش الحر" في أحياء العسالي والقدم في دمشق، وقال الناشطون "إن الجيش الحر تصدى لقوات النظام، وقتل عشرات من أفرادها، ودمر دبابتين، واستولى على  بعض الأسلحة".
وفي ريف دمشق، قالت شبكة "شام" إن النظام كثف من قصفه براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة لمدن وبلدات المليحة والسيدة زينب وعربين وداريا ومعضمية الشام، إضافة إلى مناطق عدة في الغوطة الشرقية، فيما شهدت بلدات الذيابية ومخيم الحسينية والمليحة وفي مدن السيدة زينب وداريا وفي بلدة تلفيتا في منطقة جبال القلمون اشتباكات عنيفة.
ووقع انفجار في حي بستان الدور في منطقة الزاهرة الجديدة في العاصمة دمشق، الثلاثاء، مستهدفًا سيارة أستاذة جامعية، ما أدى لإصابتها بجروح خطيرة، وقالت مصادر أمنية إن الانفجار "سببه إلصاق عبوة ناسفة في سيارة أستاذة جامعية (لم تسمها)، كما أدى الانفجار إلى إصابة سيارة أخرى وعدد من المارة في الشارع بجراح خطيرة".
وفي السياق ذاته، اغتال ملثمون عميد كلية التربية في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد، الدكتور نزيه الجندي، أمام مدخل الكلية مساء الإثنين، ثم لاذوا بالفرار من دون أن تعرف هويتهم.
وشهدت البلاد منذ بدء النزاع فيها منتصف آذذار/ مارس 2011 اغتيالات عدة استهدفت عددًا من الكوادر التعليمية والطبية منها رئيس قسم الجراحة الصدرية في المستشفى الوطني في مدينة حمص وسط البلاد، وأستاذ في كلية التاريخ في جامعة حلب شمالاً.
وفي حلب قصفت طائرات حربية مواقع للمعارضة السورية بالقرب من قاعدة جوية عسكرية متنازع عليها في شمالي البلاد، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن الطائرات المقاتلة قصفت مواقع بالقرب من قاعدة كويرس الجوية بالتزامن مع وقوع اشتباكات عنيفة في المنطقة.
وتحاول قوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، منذ أشهر، السيطرة على كويرس الواقعة قرب الحدود مع تركيا.
واستهدف "الجيش الحر" مقار عسكرية تابعة للجيش السوري، وقصف بقذائف الهاون ثُكنة المهلب ومبنى الدفاع المدني إضافة إلى مقرات للجيش الحكومي في جبل شويحنة في ريف المدينة الشمالي، إلى جانب تدمير قوى المعارضة لمروحيتين في مطار منغ العسكري.
وتعاني مدينة عفرين وقرى وبلدات تابعة لها في ريف حلب الشمالي من "أزمة إنسانية" بسبب الحصار المفروض عليها من قبل كتائب المعارضة المسلحة منذ 25 أيار/ مايو الماضي، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأدى هذا الحصار إلى نشوب اشتباكات بين مقاتلي المعارضة الذين يحاصرون المدينة ووحدات حماية الشعب التابعة لحزب "العمال" الكردستاني التي تسيطر على المنطقة.
وتعاني المنطقة المحاصرة من نقص في المواد الغذائية، إضافة لارتفاع حاد في أسعارها، كما تعاني نقصًا في موارد الطاقة والأدوية ومستلزمات الحياة الإنسانية.
ويأتي حصار المدينة بسبب قيام بعض سكانها بتهريب الغذاء والمواد التموينية بهدف التجارة لقريتي نبل والزهراء التي يعرف عنهما موقفهما الموالي من الحكومة السورية.
يُذكر أن مدينة عفرين تقع في أقصى الشمال السوري، ويقدر عدد سكان المدينة والبلدات والقرى التابعة لها بأكثر من نصف مليون نسمة، ويوجد فيها نحو 200 ألف نازح فروا من مناطق الاشتباكات والقصف في محافظة حلب.
وأفاد ناشطون أن أكثر من خمسين جنديًا من الجيش النظامي قتلوا في تفجير سيارة مفخخة في قرية الدويرنة شرقي حلب، وتمت العملية بسيارة ملغمة يقودها شخص فجر نفسه قرب مبنى تتحصن فيه قوات النظام ومن يوصفون بـ "الشبيحة"، وقامت بالعملية مجموعة تطلق على نفسها اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وفق المصادر.
وقالت شبكة "شام" إن الاشتباكات مستمرة بين الجيشين النظامي والحر داخل الفرقة 17 في الرقة.
وبث ناشطون صورًا على الإنترنت لاستهداف عناصر من "الجيش الحر" تجمعات لـ "الشبيحة" والجنود في قرية الزوبار الموالية للنظام في ريف اللاذقية بصواريخ محلية الصنع.
وفي درعا، تعرضت بلدات وقرى داعل وانخل ووادي اليرموك وتل شهاب والطيبة ومعربة للقصف من قبل القوات النظامية.
وفي مدينة حمص، أفاد المركز الإعلامي السوري بأن حرائق نشبت في حي الوعر إثر قصف عنيف نفذته قوات الجيش السوري، فجر الأربعاء.
وبث المركز صورًا للحرائق التي اندلعت في أجزاء من الحي الذي يضم نحو ثلاثمائة ألف نازح لجأوا إليه هربًا من قصف مسّ الأحياء المجاورة في حمص القديمة.
وقال ناشطون إن ريف حمص شهد هو الآخر قصفًا بالمدفعية وقذائف الهاون التي استهدفت بساتين مدينة تدمر وقرية تل الشور.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عددًا من أحياء حمص المحاصرة تعرضت "لقصف عنيف" من قبل القوات النظامية بقذائف الهاون، من دون أن ترد أنباء عن إصابات، بينما سقط ثلاثة قتلى من قوات النظام في اشتباكات مع المعارضة في حي جورة الشياح، وفقًا لما ذكره المرصد.