دمشق - جورج الشامي قالت لجان التنسيق المحلية أن 58 سوريًا قتلوا الأحد بنيران القوات النظامية، فيما فجّر مقاتلوا المعارضة ناديا للضبط بدرعا، كما هز العاصمة دمشق انفجاراً ضخماً استهدف وكالة الأنباء سانا في منطقة البرامكة، على الصعيد الدبلوماسي شدد الرئيس الأسد في لقاء مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي على أن الغارة الاسرائيلية يكشف الدور الحقيقي الذي تقوم به إسرائيل بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية وأدواتها على الأراضي السورية لزعزعة استقرار سورية وإضعافها. فيما قال وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي الأحد إن محادثاته مع زعيم المعارضة السورية في ميونيخ السبت قد تسهم في التوصل إلى حل للصراع في سوريا.
ميدانياً ذكر ناشطون إن القوات السورية قصفت الاحد بعنف جنوب دمشق وريفها بينها معضمية الشام وزملكا، بالمدافع وراجمات الصواريخ، وشمل القصف أيضا درعا البلد وخربة غزالة بمحافظة درعا، في حين قال ناشطون إن قصفا مدفعيا استهدف  بلدة تفتناز بإدلب ومطارها العسكري الذي استولى عليه الثوار مؤخرا. في حين فجر مقاتلون ناديا للضبط بدرعا ما تسبب في مقتل ما لا يقل عن 20 عسكريا نظاميا. وقالت شبكة شام ولجان التنسيق المحلية إن القوات النظامية استأنفت قصف مخيم اليرموك، حيث تجري منذ مدة اشتباكات شبه يومية على أطرافه. وفي الوقت نفسه، تجدد القصف المدفعي على أحياء دمشق الجنوبية بعد تقدم الجيش الحر فيها، خاصة في حي القدم حيث سيطر على مخفر أمني، كما حاول قبل أيام السيطرة على محطة للقطارات. كما أرسلت تعزيزات إضافية إلى محيط داريا التي تحاول القوات النظامية منذ حوالي ثلاثة شهور استعادتها، لكنها تواجه مقاومة عنيفة حيث تكبدت عددا كبيرا من الآليات والجنود في الأسابيع القليلة الماضية، بحسب ناشطين.
وهز العاصمة دمشق انفجاراً ضخة استهدف وكالة الأنباء سانا في منطقة الرامكة، وتلاه انتشار أمني كثيف جداً. وتحدث ناشطون عن أضرار كبيرة في مبنى الهيئة السورية للأنباء "سانا"، بينما رصد ناشطون إطلاق صاروخ سكود من منطقة الناصرية في اتجاه شمال سوريا. وأفاد المكتب الإعلامي للمجلس العسكري أن الانفجار كان قوياً، وقد شوهدت أضرار كبيرة في مبنى الهيئة السورية للأنباء "سانا", كما شوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان وسط طوق أمني شديد. كما أفادت شبكة شام الإخبارية بأن الجيش الحر سيطر على مقر التأمينات بدير الزور بعد معارك عنيفة دارت بينه وبين جيش النظام. وقالت لجان التنسيق المحلية بالرقة إن الجيش الحر اقتحم فرع شرطة النجدة واستولى على ذخائر وأسلحة.
فيما قالت وسائل إعلامية سورية محلية أن وحدات من الجيش العربي السوري تستعد للقيام بعمليات عسكرية واسعة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ونقل موقع قناة "روسيا اليوم" عن مصادر مطلعة قولها "إن الجيش السوري يستعد للقيام بعمليات عسكرية واسعة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، تبدأ من بلدة حران العواميد القريبة من مطار دمشق الدولي، بهدف تطهيرها من التواجد المسلح"
دوبلوماسياً قال وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي الأحد إن محادثاته مع زعيم المعارضة السورية في ميونيخ السبت قد تسهم في التوصل إلى حل للصراع في سوريا. وأضاف صالحي أن تصريحات رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب له خلال المحادثات التي جرت بينهما في وقت متقدم السبت، التي أبدى خلالها استعدادا للتحاور مع ممثلين للحكومة السورية إذا تم الإفراج عن سجناء تمثل "خطوة جيدة إلى الأمام".
وكان الرئيس السوري بشار الأسد التقى الأحد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، بحثت خلاله الأوضاع في المنطقة عموما وفي سورية على خصوصا ، ولاسيما بعد الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف أحد مراكز البحوث العلمية في منطقة جمرايا بريف دمشق. وشدد الرئيس الأسد على أن هذا العدوان يكشف الدور الحقيقي الذي تقوم به إسرائيل بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية وأدواتها على الأراضي السورية لزعزعة استقرار سورية وإضعافها، وصولا إلى التخلي عن مواقفها وثوابتها الوطنية والقومية، مؤكدا أن سورية بوعي شعبها وقوة جيشها وتمسكها بنهج المقاومة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لأي عدوان يستهدف الشعب السوري ودوره التاريخي والحضاري.
من جهته أعرب جليلي عن ثقته بحكمة القيادة السورية في التعامل مع هذا العدوان الغاشم الذي يستهدف الدور الريادي لسورية في محور المقاومة وأكد دعم الجمهورية الإسلامية الكامل للشعب السوري المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني وحرصها على التنسيق المستمر مع سورية للتصدي للمؤامرات والمشاريع الخارجية التي تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة واستقرارها.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن البيت الأبيض رفض خطة وضعتها الصيف الماضي وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون وديفيد باتريوس، الذي كان يرأس وكالة المخابرات المركزية الأميركية في ذلك الوقت لتسليح وتدريب مقاتلي المعارضة السورية، خشية من أن تسقط الأسلحة في اليد الخطأ. مع "نيويورك تايمز". يذكر أن كلينتون تقاعدت من منصبها أول أمس الجمعة.
وأبرزت الصحف الإسرائيلية، الأحد، ما نقلته صحيفة الــ"صانداي تايمز" البريطانية، والتي كشفت عن توجه الجيش الإسرائيلي بطلب رسمي إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل إقامة منطقة أمنية واسعة في سورية تمتد إلى 16 كيلو مترا بين سورية وإسرائيل، وهي المنطقة التي سيكون الهدف الرئيسي منها مواجهة الأزمات الأمنية التي من الممكن أن تتعرض لها إسرائيل بعد سقوط الأسد، خصوصا أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن سقوط الأسد أو تنحيه عن الحكم بات وشيكا.
وأوضحت صحيفة معاريف أن ما أشارت إليه الصحيفة البريطانية يطالب به منذ فترة عدد كبير من كبار القادة أو العسكريين الإسرائيليين، بخاصة أن هناك معلومات أكيدة وصلت إلى المخابرات العسكرية أو الموساد، تفيد بأن عددا من أخطر المقاتلين العرب أو الإسلاميين ينتشرون في سورية للقتال بحانب الجيش السوري الحر، وهناك تخوف إسرائيلي شديد من الخطوة المقبلة التي سيقوم بها المقاتلون الإسلاميون عقب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
من جانبه أكد التليفزيون الإسرائيلي ما ذهبت إليه الصحيفة البريطانية، مضيفا أن قوات الجيش الإسرائيلي تطالب أيضا بجانب هذه الخطوة  نشر قوات مدرعة وقوات مدفعية في منطقة الجولان، خصوصا مع توارد أنباء تؤكد أن هناك عناصر إسلامية تسللت إلى الجولان السوري، الأمر الذي يمثل خطورة على منطقة الجولان المحتل بصورة خاصة وشمال إسرائيل بصورة عامة.
وفي موقف دبلوماسي لافت، عقد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف اجتماعا هو الأول له مع رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب السبت، على هامش المؤتمر الدولي للأمن في ميونيخ. وخلال هذا الاجتماع، ابلغ لافروف الخطيب اهتمام روسيا بـ"إجراء اتصالات منتظمة" مع المعارضة السورية، وفق ما نقلت وكالات الإنباء الروسية. ويأتي هذا الانفتاح من جانب موسكو بعدما أعلن الخطيب هذا الأسبوع استعداده للبدء بحوار مع ممثلين للنظام مع رفضه التحاور مع مسؤولين "أيديهم ملطخة بالدماء". وعلق لافروف "نرحب بهذا الأمر. أنها خطوة بالغة الأهمية إذا أخذنا في الاعتبار أن الائتلاف تأسس على رفض إجراء حوار مع الحكومة" وأضاف "اعتقد أن الواقعية تسود". والنزاع في سورية كان في صلب لقاءات عدة عقدت في ميونيخ حيث يختتم الأحد المؤتمر الدولي التاسع والأربعون حول الأمن.
واجتمع لافروف أيضاً مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن. وقبيل الاجتماع، اقر الرجلان بـ"أن خلافات كبرى" لا تزال قائمة بين الولايات المتحدة وروسيا حول شروط وضع حد للنزاع المستمر في سورية.