القاهرة - علي رجب، أكرم علي ناشدت وزارة الداخلية المصرية القوى السياسية كافة، وجميع التيارات والمشاركين في فعاليات الجمعة، الالتزام بسلمية التظاهر، وعدم اللجوء للعنف، والانسحاب من الشارع حقنًا للدماء وحرصًا على عدم سقوط ضحايا. في حين واصل مجهولون إطلاق أعيرة الخرطوش بصورة عشوائي، خلال اشتباكات بين شباب جماعة "الإخوان المسلمين" والمتظاهرين، في ميدان عبد المنعم رياض وسط القاهرة.
وأكدت وزارة الداخلية، في بيان صحافي، أنها إتخذت الإجراءات اللازمة كافة، لتأمين المنشآت الحيوية في مناطق التظاهرات، الجمعة، دون تدخل في الفعاليات، التي دعت لها مختلف التيارات السياسية، مطالبة بالالتزام بما أسمته بـ"المنهج السلمي للتعبير عن الرأي".
وتابعت الوزارة في البيان "حدثت بعض المناوشات والاشتباكات، عصر الجمعة، بين عدد من أنصار التيارات المتعارضة، لاسيما في ميدان عبد المنعم رياض في القاهرة، ومنطقة سيدي جابر في الإسكندرية، الأمر الذي أعاق وصول التعزيزات الأمنية للفصل بين الجانبين"، مناشدة "جميع المتظاهرين بتقديم كل العون للقوات، ومساعدة الأجهزة الأمنية للقيام بواجباتها، حرصًا على سلامة المشاركين كافة في تلك الفعاليات"، مؤكدة أن "أجهزة الوزارة تبذل جهودها كافة، للحيلولة دون تفاقم الوضع، وعدم وقوع إصابات أو ضحايا من أبناء الشعب، في ضوء ما يشهده الموقف من غوغائية تخالف الأعراف السياسية، والقيم التي يتسم بها المجتمع المصري".
في السياق ذاته، أعلن رئيس هيئة إسعاف مصر محمد سلطان، في بيان رسمي، عن ارتفاع أعداد المصابين أمام دار القضاء العالي إلى ٤٨ مصابًا، بينهم ٩ مصابين تم نقلهم إلى المستشفيات، منهم ٤ إلى مستشفى الهلال، وواحد آخر إلى الساحل، ومصابان إلى المنيرة، وواحد إلى رمد روض الفرج، وآخر إلى القصر العيني، فيما تم إسعاف ٣٩ مصابًا، وغادروا بعد تلقيهم الإسعافات"، مشيرًا إلى أن "الإصابات شملت اثنين بطلق خرطوش، والباقي إصابات بين جروح وكدمات".
وأوضح أنه "أرسل 25 سيارة إسعاف إلى محيط الاشتباكات، في شارع رمسيس"، في حين انتشرت الدرجات النارية لنقل المصابين من الطرفين، ونُقِلَ مصابي متظاهري التحرير إلى مسجد عمر مكرم، فيما نقل المصابين من التيار الإسلامي إلى منطقة دار القضاء العالي.
وأدى إطلاق الأعيرة العشوائي إلى وقوع عشرات الإصابات بين صفوف المتظاهرين، في حين تواصل سيارات الإسعاف، والدراجات النارية، نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة، حيث تواجد عدد من المجهولين، المسلحين بقطع حديدية، في محيط الاشتباكات، وتراجع شباب القوى "الإسلامية" إلى مقر دار القضاء العالي، بمجرد وصول قوات الأمن المركزي.
في السياق ذاته، استمرت الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي مظاهرات "تطهير القضاء"، وألقى المتواجدون فوق جسر عبد المنعم رياض قنابل مسيلة للدموع على المتواجدين أسفله، الذين ردّوا على الهجوم بالحجارة، بينما شهد مقر دار القضاء العالي اشتباكات بالخرطوش والحجارة، بين شباب جماعة "الإخوان المسلمين" ومتظاهرين، بينهم أعضاء في مجموعة "بلاك بلوك"، بعد أن اشتعلت النيران في 3 باصات للجماعة في ميدان عبد المنعم رياض، الأمر الذي تحول إلى حالة كر وفر بين الطرفين، وتبادل التراشق بالحجارة، ثم تطور الأمر بينهما لإطلاق الخرطوش، ما أدى لإصابة 3 من "الإخوان" بجروح في الرأس.
واصطفت 4 سيارات مصفحة، تابعة لقوات الأمن المركزي، و50 جنديًا في شارع رمسيس، أمام المركز العام لجمعية "الشبان المسلمين"، لمنع حدوث أي اشتباكات بين متظاهرين قادمين من ميدان التحرير والمتظاهرين القادمين في جمعة "تطهير القضاء" أمام دار القضاء العالي، حيث حاول عدد من رجال الأمن إقناع المتظاهرين بالرجوع إلى الخلف، في اتجاه دار القضاء العالي، وترك الساحة لهم لتأمينها.
في حين استغاث رئيس جمعية "الشبان المسلمين" المستشار أحمد الفضالي بالأمن، خشية من اقتحام أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" لمقر الجمعية في شارع رمسيس، بعد محاصرتهم له، لافتًا إلى أنهم "محاصرون داخل الجمعية، أثناء انعقاد المؤتمر الصحافي لتيار الاستقلال، ويسمعون طلقات خرطوش".
كذلك انتشر أفراد اللجان الشعبية بكثافة في شارع رمسيس، للمساعدة في تأمين التظاهرة، في الوقت الذي ألقوا فيه القبض على عدد من المشتبه فيهم لإثارة الشغب.
وقال المتحدث الرسمي باسم حزب "التجمع" نبيل زكي أن "مظاهرات هذه الجمعة هي إشارة البدء لمعركة ضد السلطة القضائية، بعد توغل السلطة التنفيذية، للجمع بين السلطات الثلاث، لتنفيذ مخطط أخونة الدولة"، وأضاف، خلال كلمته في مؤتمر "تيار الاستقلال" الصحافي، في مقر جمعية الشبان المسلمين، أن "الجماعة تسعى لتهيئة الرأى العام لمذبحة القضاء، التي يخططون لها".