الجزائر ـ سفيان سي يوسف سيطر الهدوء الحذر على أرجاء مدينة إليزي الواقعة على بعد 2000 كيلو متر جنوب شرقي العاصمة الجزائرية، بعد المواجهات العنيفة التي وقعت في الــ48 ساعة الأخيرة بين قوات مكافحة الشغب والمئات من الشباب المحتجين،  والتي خلفت حسب حصيلة رسمية 30 جريحًا في الطرفين، وذلك عقب محاولة عناصر الأمن اعتقال أحد الشباب والاعتداء عليه؛ ما أدى إلى خروج المئات إلى الشارع للمطالبة بضرورة معاقبة أعوان الأمن.
وسارعت السلطات وأعيان المنطقة الصحراوية، إلى عقد اجتماع طارئ مع ممثلي الشباب المحتج، بهدف الدعوة إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية والتعقل ونبذ العنف، وبخاصة أن المحافظة عرفت شلالًا تامًا، وأغلقت كافة المؤسسات الحكومية والمدارس والمؤسسات التربوية أبوابها لتفادي أي انزلاقات، فيما وعد والي ولاية إيليزي، علي ماضوي، بأن التحقيق الأمني والقضائي سيأخذ مجراه بخصوص المواجهات التي شهدتها المدينة بين عناصر من قوات الشرطة و مجموعة من الشباب.
 وقال ماضوي إن الأمور متحكم فيها إلى الآن، وهناك تجاوب كبير بين هؤلاء الشباب و السلطات المحلية لوضع حد لهذه الأحداث، وشدد والي المحافظة على أنه سيفتح تحقيقًا عميقًا لمعرفة ملابسات هذه الأحداث وستأخذ هذه القضية مجراها القانوني، مطمئنًا السكان بأن المصالح الولائية ستبذل جهدها لاسترجاع الأمن والطمأنية لشوارع إيليزي، داعيًا الشباب الغاضب إلى ترجيح لغة العقل و العمل على الوصول إلى حلول مجدية عن طريق الحوار وفتح المجال للجهاز القضائي للقيام بمهامه بشأن هذه المسألة.
ومن جهته، نوه رئيس المجلس الشعبي لولاية إيليزي، بلال منصوري بدرجة الوعي "العالية "التي تحلى بها هؤلاء الشباب لعدم توسيع دائرة الاشتباكات، داعيًا إياهم إلى الحفاظ على أمن المدينة والعودة إلى أحيائهم.
  فيما دعا الحاج عبد القادر ملاخ، أحد أعيان مدينة إيليزي الشباب إلى الحفاظ على أمن وطمأنينة المنطقة والوطن بصفة عامة وكذا الحفاظ على كل المكتسبات التي دفع من أجلها جيل الأمس النفس والنفيس من أجل أن يعيش جيل اليوم في رخاء ورقي.