القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
أعلن وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، إنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لتنفيذ عمليات ضد إيران.وقالت القناة "12" الإخبارية الإسرائيلية إن غانتس قال، السبت، للصحافيين في مؤتمر بولاية فلوريدا الأميركية: "لقد أصدرت تعليماتي الجيش الإسرائيلي يستعد للتحدي الإيراني من الناحية العملياتية". وأضاف: "الولايات المتحدة والدول الاوروبية تدرك جيدا ما يحدث وتفقد صبرها".وتابع بعد محادثات مع وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين: "لم يتم إحراز أي تقدم في جولة المفاوضات في فيينا، وهم يفهمون أن الإيرانيين يلعبون لعبة". وأشار غانتس إلى انه أبلغ المسؤولين الأميركيين إن "لديها أوراق سيئة في الوقت الحالي، والوضع الاقتصادي هناك صعب وبالتالي هناك مجال للضغط الدولي السياسي والاقتصادي والعسكري أيضًا، حتى تعود إيران عن تخيلاتها بشأن البرنامج النووي".
وأضاف: "لا شك ان إيران مشكلة للعالم وفي نفس الوقت اسرائيل تجهز قدراتها". وتابع: "لقد وجدت إدارة واعية في واشنطن، وقلت لهم أن إيران هي أولا وقبل كل شيء مشكلة عالمية وإقليمية، وليست فقط تحديا لإسرائيل". وأشار في هذا الصدد الى انه "أسمع من قادة العالم إلى أي مدى تعمل إيران على تقويض أمنهم. في اجتماعات في واشنطن، أوضحت لهم كيف ترى إسرائيل "الخطة ب"، لقد اتفقنا على استمرار التعاون الأمني العميق الذي يمكنني القول أنه سيعمق أكثر من مصالحنا المشتركة، ولا يمكنني التوسع في الموضوع". وقال مسؤول أمني إسرائيلي كبير للقناة الإسرائيلية: "يجب عدم السماح لإيران بالتقدم، يجب أن تكون إسرائيل قوية بحد ذاتها"
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية: "أبلغ بيني غانتس الأميركيين يوم الخميس أنه حدد موعدًا نهائيًا للوقت الذي سيحتاج فيه الجيش الإسرائيلي إلى استكمال الاستعدادات لشن هجوم على إيران".
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع أن "الأميركيين لم يعبروا عن معارضتهم للاستعدادات الإسرائيلية عندما قدمها غانتس مع موعد".
وأضاف المصدر: "لم يكن هناك فيتو". وكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة بالتخطيط لهجوم ضد إيران. والتقى غانتس يوم الخميس بوزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكين، وركزت المحادثات على إيران وسعيها المستمر للحصول على قدرة نووية.
وقال وزير الحرب الإسرائيلي إن إيران تعزز وجودها العسكري في غرب البلاد لـ "مهاجمة" إسرائيل ودول الشرق الأوسط الأخرى من هناك، والآن حان الوقت لاتخاذ إجراءات ضد إيران. ففي لقاء مع المسؤولين الإعلاميين وكبار الباحثين في مراكز الأبحاث الأميركية مساء الخميس الماضي قال بيني غانتس: "إيران تدرب قوات إرهابية في كاشان للعمل بطائرات مسيرة هجومية. لقد نشرت قواعد طائرات مسيّرة ضد الدول الخليجيّة في قشم وتكثف قواتها ومعداتها في غرب البلاد لمهاجمة جميع أنحاء الشرق الأوسط، وعلی رأسها إسرائيل".
يأتي هذا البيان في الوقت الذي قالت فيه إسرائيل مرارًا إنها تسعى لتعزيز استعدادها العسكري لمهاجمة إيران وستجري قريبًا مناورة كبيرة "لمحاكاة الهجوم على إيران".
واستخدم غانتس أيضًا الخرائط والرسوم البيانية والرسوم التوضيحية في خطابه، والتي تُستخدم عادةً لتبرير العمليات العسكرية. ومن الممكن إذن أن يكون وزير الحرب الإسرائيلي قد أدلى بهذه التصريحات بحضور كبار المسؤولين الإعلاميين والمسؤولين في مراكز الفكر الأميركية من أجل تبرير الهجوم على إيران.
وبحسب قوله، سعت إيران في 2018 إلى تسليم طائرة مسيرة مفخخة من سماء سوريا إلى "المنظمات الإرهابية" في الضفة الغربية.
وصرح غانتس بأن المسيّرات الهجومية الإيرانية من قاعدة قشم نفذت عمليات ضد أهداف غربية، بما في ذلك أهداف أميركية في المياه الخليجيّة. وقال إن هذه المسيرات من نوع "شاهد" المتقدم.
وأضاف غانتس أنه خلال العام الماضي، في اتصال مع وزراء دفاع العديد من دول العالم، من أميركا اللاتينية إلى إفريقيا، سمع منهم أنهم "قلقون بشأن خطط إيران للاغتيال، سواء من خلال القوات بالوكالة أو المنظمات الإرهابية ". وأعرب عن "القلق العميق" للدول الخليجيّة بشأن إيران ووصف مخاوفها بـ "المرعبة". وأضاف أن "إيران ليست قوية في الوقت الحالي، لذا حان الوقت للتصدي لها، وقد بحثت هذه القضايا مع كبار المسؤولين الأميركيين اليوم". وكان بيني غانتس يشير إلى اجتماعات منفصلة عقدها يوم الخميس، بعد وقت قصير من وصوله إلى واشنطن، أولاً مع وزير الدفاع لويد أوستن ثم مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، قال غانتس في لقاء مع نظيره الأميركي، في إشارة إلى المحادثات الجارية بشأن إحياء الاتفاق النووي في فيينا، إن إيران "تضيّع الوقت وتطور برنامجها النووي". وبحسب قوله، فإن إيران "تلعب البوكر بأوراق سيئة".
وعلى الرغم من أن الجنرال أوستن وأنتوني بلينكن في الاجتماع مع غانتس، قد أکدا دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل وتحدثا عن "خيارات أخرى" في حالة "فشل الدبلوماسية" مع إيران، لكن المتحدث باسم البنتاغون لم يؤکد التقارير السابقة عن رحلة بيني غانتس إلى الولايات المتحدة للتحضير لمناورة عسكرية مشتركة والاستعداد لـ "أسوأ سيناريو" ضد إيران. وقال المتحدث باسم البنتاغون إن البلدين أجريا دائما مناورات مشتركة وأنه "لا توجد قضية محددة". وذكرت مصادر أميركية، أنّ تل أبيب أطلعت واشنطن على "آخر المستجدات"، قبل تنفيذها هجومين على إيران خلال الشهور الأخيرة. ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصادر أميركية لم توضحها، أنّ إسرائيل "أطلعت الولايات المتحدة على آخر المستجدات (لم يوضحها) قبل تنفيذها هجومين على إيران خلال الشهور الأخيرة". وحسب المصادر، فإن "الهجومين كان أحدهما في يونيو/ حزيران الماضي، ضد مصنع لأجهزة الطرد المركزي يمكنها تخصيب اليورانيوم، والآخر في سبتمبر/ أيلول الماضي ضد قاعدة صواريخ تابعة للحرس الثوري الإيراني".
ونوهت الصحيفة، إلى أنّ الهجومين "وقعا في العاصمة طهران".
وبحسب ذات المصادر؛ فإنه "من الواضح لدى الإدارة الأميركية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي نفتالي بينيت أكثر شفافية من رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو فيما يخص الملف الإيراني".
وتجري الحكومة الإسرائيلية اتصالات ومشاورات مكثفة مع الولايات المتحدة الأميركية، حول الملف النووي الإيراني.وكانت المفاوضات الدولية مع إيران حول برنامجها النووي، قد استؤنفت الشهر الماضي في فيينا. لكن إسرائيل تحاول الضغط على المجتمع الدولي إلى عدم تقديم تنازلات لإيران في المفاوضات وتحاول علانية إفشال محادثات فيينا الجارية وتشعر بالقلق من احتمال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي. وقد ذهب رئيس الموساد ديفيد بارنيع إلى واشنطن في الأيام الأخيرة لغرض مماثل، لكن لا يبدو أن الاجتماعات بين كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الإسرائيليين قد أثرت على موقف بايدن. ومع ذلك، تأمل إسرائيل أن يؤدي عناد إيران إلى فشل محادثات فيينا، وفي هذه الحالة ستمهد زيارات مسؤوليها للولايات المتحدة الطريق لمزيد من التنسيق في المستقبل. في مثل هذا السيناريو، ستشعر إسرائيل أن لها اليد العليا وستتمتع بدعم الولايات المتحدة لعملها العسكري في المستقبل.
قد يهمك ايضا
بيني غانتس يعمل على تشكيل قائمة مستقلة للمشاركة في الانتخابات المقبلة
بيني غانتس رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي: نقوم بتفكيك الأنفاق نفقًا نفقًا في غزة