المشاورات اليمنية في السويد

انتهى اليوم الأول من المشاورات اليمنية في السويد، ليل الخميس، بلقاء المبعوث الأممي مارتن غريفيث، بشكل منفصل، مع كل من رئيس ونائب وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين. وأكد رئيس الوفد الحكومي وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، أن الحكومة الشرعية متمسكة بإدارة محافظة الحديدة ولن تقبل بغير ذلك، كما تقف ضد أي توجهات لخلق بنك مركزي موازٍ في صنعاء.

وشدد اليماني في تصريحات لـ"الشرق الأوسط" على ضرورة دعم البنك المركزي الذي جرى نقل مقره إلى عدن. وقال إن "الاتفاق الموقع مسبقاً بين الطرفين بشأن تبادل الأسرى يجب أن يشمل الجميع ولا يستثنى أحدا، ونريد ضمانات من الأمم المتحدة بعدم إعادة اعتقال أي من المطلق سراحهم".

وحول مطار صنعاء، بيّن وزير الخارجية أن الحكومة الشرعية تبحث عن تشغيل كل مطارات اليمن، على أن يكون مطار عدن مطار السيادة، وبقية المطارات داخلية. وأضاف الوزير: "طالبنا بخروج الحوثيين من الحديدة، ولم يتبقَّ سوى خمسة كيلومترات للقوات الحكومية لتحرير الميناء"، متابعاً بالقول: "ليس لدينا مشكلة في أن يكون هناك وجود أممي، لكن الأهم أن تكون سلطة الحديدة وسلطة الموانئ تحت إدارة الحكومة اليمنية ولا نقبل بغير ذلك".

أما عضو الفريق الحكومي عسكر زعيل، فقال إن "الاجتماعات المنفصلة التي جرت في ضاحية "رينبو"، شمال العاصمة السويدية ستوكهولم، ناقشت بعض القضايا التي سيتم طرحها على جدول المشاورات، دون توضيح. وتابع أن "العمل سيبدأ، الجمعة، بشكل فعلي بين أطراف" المشاورات اليمنية.

من جانبه، قال عضو الوفد الحكومي علي عشال، في تصريحات إعلامية، إن وفد الحوثيين مستمر في رفض المرجعيات الثلاث التي تتمسك بها الحكومة، والتي أقر المبعوث الأممي بناء اتفاق عليها. وأضاف عشال: "أتوقع تباينات كثيرة في المشاورات ونتائج محدودة".

واعتبر أن "أي سلام هش يقوم على الترضيات ولا يهدف لتحقيق سلام حقيقي يدوم طويلا، سيقود بالضرورة إلى وضع كارثي أكثر مما هو قائم". كما أشار إلى أن مشاورات السويد تتركز حول إجراءات بناء الثقة والبدء بها.

ووفق عضو الوفد الحكومي، فإن "النتائج المرتقبة من هذه الجولة ستكون دون المتوقعة ما لم يكن إطار التفاوض واضحاً، كما لا بد من تحديد جدول أعمال جلسات المشاورات".

مواقف فريق "الحوثيين"

في المقابل، اعتبر القيادي الحوثي محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي للجماعة، الخميس، أن آليات الحوار المتبعة في مسار الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية "لن تحقق حلا دائما وشاملا بالبلاد".  وقال البخيتي، في تصريح للأناضول، إنه "من غير الممكن التوصل لحل شامل ودائم عبر آليات الحوار المتبعة في مسار الأمم المتحدة؛ لأن هذا المسار يجعل قرار وقف الحرب بيد الخارج".

الموقف الأميركي من المفاوضات اليمنية

رحّب السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر لـ"الشرق الأوسط: " بحضور كل من الحكومة الشرعية والوفد الحوثي إلى السويد لحضور المشاورات. وقال إن "الشعب اليمني وجميع أصدقاء اليمن أن يعمل الجانبان معاً لتحقيق مصالحة حقيقية". وأضاف: "أريد أن أرى نهاية لمعاناة الشعب اليمني. آمل أن ينتهز الجانبان هذه الفرصة للبدء في خلافاتهما والعمل معاً من أجل السلام لكل اليمنيين. هذه المشاورات هي خطوة أولى حيوية".

وتابع تولر: "إننا نقدر حكومة السويد لاستضافتها المشاورات، وحكومة الكويت لتسهيل سفر الوفد من صنعاء. كما نقدر الجهود الدؤوبة التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، الذي عمل بجد من أجل دفع العملية السياسية إلى الأمام".

وفي وقت سابق الخميس، انطلقت مشاورات السويد بين الأطراف اليمنية، وهي الجولة الخامسة من المشاورات بين الفرقاء اليمنيين، التي بدأت جولتها الأولى والثانية بمدينتي جنيف وبيل السويسريتين (2015)، والكويت (2016)، تلتها جولة رابعة وفاشلة في جنيف (سبتمبر 2018).

الميليشيات الحوثية تمنع دخول السفن الى ميناء الحديدة

أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أن ميليشيات الحوثي لا تزال تمنع دخول السفن إلى ميناء الحديدة. وأكد التحالف أن عدداً من السفن تم تجديد تصريحها أكثر من مرة، ولا تزال ميليشيات الحوثي تتعمد تعطيل دخول وتفريغ السفن. وقال التحالف إن ميناء الحديدة ما زال خالياً من السفن منذ أسبوع، وإن 5 سفن تنتطر الدخول لميناء الحديدة والصليف، ومدة الانتظار تصل إلى شهر.

وأشار تحالف دعم الشرعية في اليمن إلى إصدار 11 تصريحاً لسفن متجهة للموانئ اليمنية تحمل مشتقات نفطية ومواد غذائية. وكشف عن إصدار 29 تصريحاً جوياً، و11 تصريحاً بحرياً، و3 تصاريح برية، و136 تصريحاً لحماية القوافل، بإجمالي 179 تصريحاً، خلال 72 ساعة.