عناصر من القوات الأميركية في العراق

أكّد تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأميركية أن القوات الأميركية في العراق "ستبقى هناك على المدى الطويل لتحقيق الأهداف المرجوة"، وقدم السفير الأميركي دوغلاس سيليمان جملة ملاحظات، في رسالة قال إنها وداعية بعد انتهاء مهمته في العراق

ويتناول التقرير الذي قدّمه البنتاغون للكونغرس الأميركي تقييماته للعمليات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، بخاصة في العراق وسورية، ويغطي الفترة من 1 تشرين الأول/أكتوبر وحتى 31 كانون الأول/ديسمبر 2018.

واعتبر تقرير البنتاغون أن قوات سورية الديمقراطية الموالية لأميركا والتي تسيطر على مناطق في شمال وشمال شرق سورية، غير مؤهلة في وضعها الراهن لشن عمليات عسكرية هجومية ضد تنظيم" داعش" ,من دون دعم قوات التحالف الذي تقوده واشنطن ضد "داعش"، وأن قوات "قسد" تفتقر إلى القدرة على جمع المعلومات الاستخباراتية واستخدامها بفعالية. وشدد البنتاغون على أن الوجود الروسي في سورية يشكل عاملًا مزعزعًا للاستقرار هناك.

و نقل التقرير عن مساعد وزير الدفاع للشؤون الأمنية قوله إن العقوبات الأميركية التي فرضت على إيران كان لها تأثير محدود على قدرتها العمل في سورية، كما كشف عن استخدام القوات الإيرانية صواريخ باليستية ضد مقاتلي داعش في سورية، "من دون إبلاغ القوات العسكرية الأميركية مسبقًا بذلك".

وقال السفير في رسالة صحفية، "لقد كان لي الشرف والامتنان بالعمل كسفير للولايات المتحدة في العراق خلال العامين والنصف الماضيين، وأيضا لعملنا على تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية والثقافية بين دولتينا. إن الولايات المتحدة وبعثاتنا الدبلوماسية العاملة في بغداد وأربيل تدعم بقوة وحدة العراق وسيادته وديمقراطيته وازدهاره، وأقليم كردستان مستقر وفعال كجزء من الدولة العراقية".

وأضاف، "سأغادر العراق أخِذا بِجُعبتي ذكريات جميلة للعديد من المناطق التي زرتها في العراق، بحيث استلهمنا أنا وزوجتي كاثرين في كل مكان ذهبنا إليه من تنوع هذه البلاد وتأثرنا بدفء شعبها وسخاءه، ومشينا بين بساتين التمر في البصرة وسِرنا بين بقايا بيت إبراهيم في مدينة أور في الناصرية. كما وشهدنا عودة الحياة للأهوار الجنوبية الجميلة في الجبايش ووقفنا عند أقدام أسد بابل.

قمتُ بزيارة مستشفى الفلوجة التعليمي والذي جرى ترميمه بمساعدة أميركية وتحدثت مع المقاتلين الشجعان من جهاز مكافحة التطرف في مركز علاج وإعادة تأهيل المحاربين المصابين في بغداد. تذوقت الكباب في أسواق أربيل وألقيتُ كلمة في الجامعة الأميركية في العراق - السليمانية وزرتُ ضريح ناحوم في القوش، وسأعتز دائمًا بالتجارب والصداقات التي نشأت عن التعرف على هذا البلد الشاسع والجميل".

اقرأ أيضاً : 

واشنطن تُرسل سُفُن حربية لسحب قواتُها من الأراضي السورية

وتابع "أحرز العراق تقدمًا على مدى العامين والنصف الماضيين بالرغم من صعوبة رؤية ذلك التقدم في خضم ضجيج السياسة، عندما وصلت إلى العراق بصفتي سفيرًا في نهاية صيف عام 2016 كان "داعش" يُشكلُ تهديدًا وجوديًا للعراق والمنطقة بأكملها، في الوقت الذي كانت فيه قوات الأمن العراقية على استعداد لبذل جهودها البطولية لاستعادة الموصل. فبعد عدد من المعارك الشرسة وخسارة العديد من العراقيين الشجعان، قامت القوات العراقية وبالشراكة مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بتحرير الموصل وطرد عناصر تنظيم "داعش "منها, بيدَ أن القتال لم ينته بعد فبناءً على طلب الحكومة العراقية وبالتعاون الكامل مع بغداد ما زال هناك أكثر من 5000 جندي أميركي يواصلون العمل بالشراكة مع قوات الأمن العراقية في قواعدهم لتقديم المشورة وتدريبهم وتجهيزهم لضمان الهزيمة الدائمة لداعش والدفاع عن حدود العراق. قام التحالف الذي يضم 74 دولة وخمس منظمات دولية بتدريب أكثر من 190,000 من ضباط الشرطة والجنود العراقيين".

وقال سيليمان، "مع تراجع "داعش" تحَسن الوضع الأمني في بغداد ومناطق أخرى من العراق تحسنًا ملحوظًا,ومن خلال جهود الحكومة العراقية والولايات المتحدة وشركاء دوليين آخرين عاد أكثر من أربعة ملايين نازح عراقي إلى ديارهم بأمان وكرامة. لقد بدأت المجتمعات العرقية والدينية من الأقليات بالتعافي بعد أن استهدفتها داعش بالإبادة الجماعية.

وأضاف، أن "علاقاتنا الاقتصادية في نموٍ مستمر ونعمل بجد لتعزيز التجارة والاستثمار بين العراق والولايات المتحدة، ففي الشهر الماضي تعاونت السفارة مع الحكومة العراقية وغرفة التجارة الأمريكية على جلب أكثر من 50 شركة أميركية إلى العراق لإقامة شراكات تجارية واستثمارية جديدة".

وتابع "في ظل كل هذا التقدم أرى فرصًا لا حدود لها للعراق في المستقبل. فالعراق بلدٌ غني ولديه وفرة من النفط والغاز والمياه والأراضي الصالحة للزراعة. ويمتلك العراق شرائح من المتعلمين الأذكياء الذين يعملون بجد، وأيضا يحظى العراق بدعم الولايات المتحدة وعشرات الدول الأخرى التي ترغب في رؤيته يتحول إلى بلد مستقل وديمقراطي ومزدهر وذو سيادة".

وتابع في رسالته "بيدَ ثمة تحديات هائلة يواجهها العراق. فبحلول عام 2025 سيدخل مليون شاب عراقي سوق العمل كل عام في الوقت الذي لم تعد فيه الحكومة قادرة على توفير فرص العمل لكل من يحتاج إليها، فضلًا عن أن فصائل مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة قد فرضت سيطرتها على العديد من مناطق البلاد مما أدى إلى إثارة الخوف وإحباط الكثير من النازحين العراقيين وحالت دون عودتهم إلى ديارهم. ما زال تنظيم"داعش" يسعى إلى زرع الخوف بين العراقيين من خلال الهجمات الإرهابية. وأيضًا، فإن البيروقراطية والفساد وعدم الوضوح بالإجراءات يعيق سعي رجال الأعمال من توسيع مشاريعهم في العراق وخلق وظائف جديدة".

وقال "نتمنى، أنا شخصيًا والولايات المتحدة النجاح للعراق، وأريد أن أعرض وبكل تواضع وجهات نظري بشأن أفضل السبل لتحقيق نجاح,و يجب على العراق أن يحمي سيادته من خلال تأمين حدوده وبناء قوات أمنية تأتمر بأمر الحكومة لوحدها,ويجب على العراق العمل على تحرير إقتصاده من الفساد والمعوقات البيروقراطية التي تعيق رجال الأعمال من توسيع مشاريعهم وخلق فرص عمل جديدة,وتابع "على أبواب العراق أن تبقى مُشرعة للعالم وان يزيد من تأثيره في العالم.

واستطرد قائلًا"البعض يريد أن يكون لدى العراق صديق واحد فقط. ولكن الولايات المتحدة تريد أن يكون للعراق مائة من الأصدقاء وأن يختار الأفكار والممارسات التي تصبُ في مصلحةِ أمن العراق ومجتمعه واقتصاده. سيكون أمام العراقيين في الفترة المقبلة خيارات مهمة, أتمنى أن تختاروا العراق في كل مرة.

قد يهمك أيضاً:

"العفو الدولية" تتهم شركات سياحية كبرى بتوسيع النشاط الاستيطاني الإسرائيلي

مؤتمر أميركي لتدوير زوايا الانسحاب من سورية