الخرطوم ـ جمال إمام
قُتل متظاهران سودانيان وأصيب العشرات اليوم الخميس، خلال احتجاجات عنيفة شهدتها ولاية القضارف السودانية (شرق)، رفضًا لتردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار، حسب نائب في البرلمان وشهود عيان. وفيما لم يوضح النائب ملابسات مقتل المتظاهرين، قال شهود عيان، إنهم قتلا برصاص مسلحين ملثمين اندسوا وسط الفعالية، وبعد ارتكاب جريمتهم هربوا على الفور، دون أن يستطيع أحد التعرف عليهم أو أي تفاصيل عنهم.
وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال النائب عن "دائرة الفشقة" مبارك النور، إن "الاحتجاجات شهدت مقتل اثنين من المتظاهرين برصاص مجهولين". وأضاف أن "أقارب القتلى، فشلوا في الوصول إلى المشرحة لاستلام الجثمانين، نتيجة للأوضاع الحرجة"، دون مزيد من التوضيح.
وأوضح النور، أن "الجيش السوداني نزل إلى الشوارع". وشدد على ضرورة أن تتعامل الحكومة "بمسؤولية مع المتظاهرين". وتضاربت أرقام وسائل الإعلام المحلية في إحصاء عدد القتلى، فيما أشارت أن العدد مرشح للزيادة نتيجة لوجود عدد من الإصابات الخطرة.
وبالإضافة إلى القضارف، امتدت الاحتجاجات الشعبية في السودان، الخميس، إلى قلب العاصمة الخرطوم، وتجددت في عطبرة (شمال) لليوم الثاني، تنديدًا بالغلاء وتردي الأوضاع الاقتصادية. كما انضمت بلديات في شمالي البلاد للتظاهرات الاحتجاجية الرافضة للغلاء، وتردى الأوضاع الاقتصادية.
فيما تداول نشطاء صورا لتظاهرات في مدينتي بورتسودان (شرق) بربر (شمال)، وبلدات "المتمة والباوقة". وحتى الساعة 14.55 ت.غ، لم تعقب السلطات على ما يحدث، غير أن حزب المؤتمر الوطني (الحاكم)، اعتبر أن ما جرى في عطبرة، التي شهدت أعمال عنف خلال المظاهرات، تم على إثرها فرض حالة الطوارئ، محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية، عن رئيس قطاع الإعلام بحزب المؤتمر الوطني، إبراهيم الصديق، الأربعاء، قوله: "ما تم لو كان مظاهرة سلمية كان سيكون مقبولا، ولكن هناك عمليات حرق وتدمير غير مقبولة." ويعاني السودان من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (السوق السوداء)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانا 60 جنيهًا مقابل الدولار الواحد.
قد يهمك أيضاً :