رام الله _ ناصر الأسعد
فجَّر جيش الاحتلال الإسرائيلي للمرة الثانية اليوم السبت، منزل عائلة أبو حميد في "مخيم الأمعري" الفلسطيني، قرب رام الله. وأفاد مصدر فلسطيني بأن الانفجار الثاني لم يدمر المنزل بشكل كامل، رغم الأضرار الكبيرة التي ألحقها به. وشوهد دخان أبيض ضخم ينبعث من مكان الانفجار الثاني.
وفي ساعة مبكرة من فجر السبت، دهمت قوة عسكرية إسرائيلية منزل "أبو حميد" وفجرته، بعد إخلائه من عشرات المتضامنين المعتصمين داخله في محاولة للدفاع عنه. واعتدت القوات الإسرائيلية على المتضامنين بالضرب ورشتهم بغاز الفلفل، واعتقلت عددا منهم.
وتتهم إسرائيل أحد أفراد العائلة، المعتقل إسلام أبو حميد، بإلقاء لوح رخامي على جندي إسرائيل خلال عملية عسكرية إسرائيلية في "مخيم الأمعري" مطلع مايو / أيار الماضي، ما أدى إلى مقتله.
ولم تحزن "أم ناصر" لطيفة أبو حميد ((72 عاما على هدم منزلها بمعاول الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الأمعري. وسجلت "أم ناصر" موقفا مشرفا استحقت عليه لقب "خنساء فلسطين" و"أيقونة الصمود"، حيث قالت لمراسل "الأناضول": "لن يكسروا إرادتنا وصمودنا، سنعيد بناءه من جديد، للمرة الثالثة".
وعلى شرفة منزل مجاور لمنزلها المدمر جلست "أم ناصر" مرتدية الكوفية الفلسطينية، رغم البرد القارس، وانتشار كثيف للغاز المسيل للدموع، وقالت بفخر: "قدمت أبنائي بين شهيد ومعتقل، هُدم منزلي مرتين وهذه الثالثة، ولم أنكسر". وخاطبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلة: "مهما فعلت وهدمت لن تخيفنا". وأكدت رفضها العيش في مكان آخر، وقالت إنها "ستنصب خيمة على ركام منزلها وتعيش داخلها".
قد يهمك أيضًا:
جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن اغتيال مُنفذ عملية "بركان" في نابلس
ووصفت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، هدم قوات الاحتلال لمنزل عائلة حميد، في مخيم الأمعري (4 طوابق) بأنه "جريمة حرب جديدة ترتكبها حكومة الاحتلال ضد أبناء شعبنا، في إطار الهجمة الدموية التي تشنها في الضفة الفلسطينية المحتلة وعلى خطوط التماس مع قطاع غزة المحاصر". وثمنت الجبهة "الالتفاف الجماهيري حول عائلة حميد، بما هو رسالة من أبناء شعبنا تحت الاحتلال، على التمسك بالمقاومة الشعبية، من أجل الفوز بالحرية ودحر الاحتلال من كل شبر من أرضنا الفلسطينية المحتلة ".
وقالت الجبهة، إنه "لم يعد مقبولاً أن تستمر قوات الاحتلال في سياستها الدموية ضد شعبنا، في ظل صمت عربي وإسلامي، وفي ظل غياب أي رد من القيادة الفلسطينية الرسمية تمثل بشكل فاقع في بيان اللجنة التنفيذية في اجتماعها الأخير، والذي خلا من أية خطوة تساهم في ردع الاحتلال، ونقل جرائمه إلى مجلس الأمن الدولي لنأخذ منها الموقف المطلوب، بموجب قرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان".
قد يهمك أيضًا:
ثلاثة شهداء برصاص الاحتلال الإسرائيلي واعتقالات بالضفة والقدس